مظاهر الرحمة الإلهية
تاريخ النشر: 20/06/15 | 12:49هذه باقة عطرة من تعاليم عمليّة مؤيَّدة بالتجربة، ومُصدَّقة في الواقع.. أثبَتت ـ لعمقها ومعرفتها الدقيقة بمتطلِّبات الحياة الأفضل ـ أنّها صالحة لحياة الإ نسان السويّ، وليس هناك أمَدٌ لصلاحيتها.. إنّها صالحة لكلّ وقت.
إنّها ليست توصياتِ أبٍ له تجربة حياتيّة محدودة، ولا إرشادات مُعلِّم حائز على ثقافة معيّنة، ولا توصياتِ مرشدٍ أو طبيب أو مُختصّ، تحتمل الصواب والخطأ.
إنّها رَشحاتٌ من قَطرِ القرآن.. ونسماتٌ من روحه.. وخفقاتٌ من تَيّاره، يمكن أن تُندّي بها حياتك في عصر الجفاف والتصحُّر، وهي أيادٍ رحيمة ممتدّة ـ بكلّ الحبّ ـ لتأخذ بيدك في زحام الأفكار والنظريّات والتصوّرات إلى حيث ينبغي أن تكون.
1 ـ طريقة.. لمعرفة أنّك مجبور أم مختار
يقول علي (ع) :«كلُّ ما استغفرتَ اللهَ منه فهو منك، وكلُّ ما حمدتَ اللهَ عليه فهو منه».
وقال أيضاً :«ما استطعتَ أن تلومَ العبدَ عليه فهوَ منه، وما لم تستطع أن تلومَ العبدَ عليه فهو من فعل الله».
يقول الله تعالى للعبد: لِمَ عصيت؟ لِمَ فسقت؟ لِمَ شربتَ الخمر؟ لِمَ زنيت؟ فهذا فعلُ العبد، ولا يقول له: لِمَ مرضتْ؟ لِمَ قَصُرت(1)؟ لِمَ
ابيضضت؟ لِمَ اسوددت؟ لأنّه من فعل الله.
2 ـ طريقة.. لمعرفة الجماعة الصالحة
سُئِل النبي (ص) عن جماعة أُمّته؟ فقال :«جماعةُ أُمّتي أهلُ الحقّ، وإن قلّوا».
3 ـ طريقة.. لبناء الذات
قال علي (ع) :«جاهد نفسَك وحاسبها محاسبةَ الشريك شريكَه، وطالبها بحقوق الله مطالبةَ الخصم خصمه».
أي اعتبرها شخصاً آخر غيرك واجِهها بذلك بلا مجاملة ولا محاباة ولا تساهل.
4 ـ طريقة.. للاجابة الصحيحة
قال علي (ع) :«إذا ازدحمَ الجواب، خفي الصواب»(2).
5 ـ طريقة.. لردع الجاهل
قال علي (ع) :«إذا حلمتَ عن الجاهل فقد أوسعتَهُ جواباً».
وقال أيضاً :«ربَّ كلام جوابه السكوت».
6 ـ طريقة.. لإختيار الدار والطريق
قال علي (ع) :«سَلْ عن الجار قبلَ الدَّار، وعن الرفيق قبل الطريق».
7 ـ طريقة.. للتجارة النظيفة
قال علي (ع) :«مَنْ أراد التجارة فليتفقّه في دينه(3) ليعلم بذلك
ما يحلّ له ممّا يحرم عليه، ومَنْ لم يتفقّه في دينه ثمّ اتّجر تورّط الشبهات».
8 ـ طريقة.. لرفع الغُبن
قال محمّد الباقر (ع) :«ماكِس (أي أنقص في السعر) المشتري (البائع) فإنّه أطيب للنفس وإن أعطى الجزيل، فإنّ المغبون في بيعه وشرائه غير محمود ولا مأجور».
9 ـ طريقة.. الجلوس في مجلسٍ ما
وقال (ع) :«لا يجلس في صدر المجلس إلّا رجلٌ فيه ثلاث خصال: يُجيب إذا سُئِل، وينطق إذا عجز القوم (الجلساء) عن الكلام، ويشير بالرأي الذي فيه صلاح أهله، فمن لم يكن فيه شيء منهنّ فجلس فهو أحمق».
10 ـ طريقة.. لجلوس الضيف
وقال (ع) :«إذا دخل أحدُكم على أخيه في رَحلِه (بيته) فليقعد حيث يأمر صاحب الرحل (البيت) فإنّ صاحب الرحل أعرَف بعورة بيته من الداخل إليه».
11 ـ طريقة.. لإختيار الجليس الصالح
قال الحواريون لعيسى بن مريم (ع): يا روح الله، فمن نجالسُ إذن؟
قال (ع):«مَن يُذكِّركم اللهَ رؤيتُه، ويزيد في علمِكم منطقُه، ويُرغبِّكم في الآخرة عمله».
12 ـ طريقة.. لحبّ الله وحبّ الناس
قال رجلٌ للنبي (ص) : يا رسول الله، علِّمني شيئاً إذا فعلتُه أحبّني اللهُ في السماء، وأحبّني الناس في الأرض.
فقال له (ص) :«إرغب فيما عند الله عزّ وجلّ يحبّك الله، وازهد فيما عند الناس يحبّك الناس» (4).
13 ـ طريقة.. للتربية ولكسب الناس
قال جعفر الصادق (ع) :«الحبُّ أفضلُ من الخوف».
أي حبّ الآخر لك يجعله يتعلّم منك بصدق، أمّا خوفه منك فيجعله ينافقك.
14 ـ طريقة.. للانضمام إلى أحبّاء الله ورسوله
سأل رجلٌ رسول الله (ص) ، فقال: أحبُّ أن أكونَ من أحبّاء الله ورسوله.
قال (ص) :«أحبَّ ما أحبّ اللهُ ورسولُه، وابغض ما بغض اللهُ ورسوله».
15 ـ طريقة.. لمعرفة مكانتك عند الله تعالى
قال جعفر الصادق (ع) :«مَنْ أرادَ أنْ يعرف كيف منزلتُه عند الله، فليعرف كيف منزلة الله عنده، فإنّ الله يُنزلُ العبدَ مثل ما يُنزلُ العبدُ اللهَ منه»(5).
16 ـ طريقة.. لمعرفة مكانتك عند الآخر
سأل ابن الجهم علي بن موسى الرضا (ع) : جُعلتُ فداك، أشتهي أن أعلم كيف أنا عندك؟
فقال 7 :«أُنظر كيف أنا عندك».
17 ـ طريقة.. لتحبيب الله تعالى إلى الناس
أوحى اللهُ تعالى إلى موسى (ع) :«أحببني وحبّبني إلى خلقي».
قال موسى: يا ربّ، إنّك لتعلم أنّه ليس لي أحد أحبَّ إليّ منك، فكيف لي بقلوب العباد؟
فأوحى الله إليه :«ذكِّرههم بنعمتي وآلائي فإنّهم لا يذكرون منِّي إلّا خيراً» .
18 ـ طريقة.. خيريّتك أو صلاحك
قال محمّد الباقر (ع) :«إذا أردتَ أن تعرف أنّ فيك خيراً فانظر إلى قلبك، فإن كان يحبّ أهل طاعة الله عزّ وجل، ويبغض أهل معصيته ففيك خير والله يحبّك، وإذا كان يُبغض أهلَ طاعة الله ويحبّ أهل معصيته فليس فيك خير والله يبغضك، والمرء مع مَنْ أحبّ».
19 ـ طريقة.. للتعامل مع الأخبار
قال علي (ع) :«إعقلوا الخبر عقل رعاية لا عقلَ رواية، فإنّ رواة العلم كثير ورعاتَه قليل»(6).
20 ـ طريقة.. لمعرفة الحديث الصحيح
قال رسول الله (ص) :«إعرضوا حديثي على كتاب الله فإن وافقه فهو منِّي وأنا قُلته، وما لم يوافق كتاب الله فهو زُخرف»(7).
21 ـ طريقة.. لمخاطبة شرائح الناس
قال النبي (ص) :«أُمِرنا ـ معاشر الأنبياء ـ أن نخاطب الناس على قدر عقولهم».
أي على مستويات فهمهم وإدراكهم واستيعابهم.
22 ـ طريقة.. أُخرى لتحبيب الله تعالى إلى الناس
قال الرسول (ص) :«إذا حدّثتم الناس عن ربّهم فلا تُحدِّثوهم بما يُفزعهم، ويشقّ عليهم».
أي لا تجعلوا من الله تعالى ( خرّاعة أو فزّاعة ) فهو رحمن رحيم وسعت رحمته كلَّ شيء، فبدلاً من تخويف الناس به لابدّ من إشعارهم أنّه ملاذُهم وملجأُهم الآمنُ، وهو الغفورُ الرحيم.
23 ـ طريقة.. لرفع العقوبات
قال رسول الله (ص) :«إدرأوا (إدفعوا) الحدود بالشُّبهات»(8).
24 ـ طريقة.. للتعامل مع الناس بحسب الظروف
قال علي الهادي (ع) :«إذا كان زمانٌ العدلُ فيه أغلب من الجَور (الظلم)، فحرامٌ أن يُظنَّ بأحدٍ سوءاً حتّى يُعلَم ذلك منه، وإذا كان زمانَ الجور أغلب فيه من العدل، فليس لأحد أن يظنَّ بأحد خيراً، ما لم يعلم ذلك منه».
25 ـ طريقة.. لمعرفة الإنسان العاقل
قال علي (ع) :«ليس العاقل مَنْ يعرف الخير من الشرّ، ولكنّ العاقل مَن يعرفُ خيرَ الشرّين».
أي أيّهما أكثر إيجابيات وأقلّ سلبيات.
26 ـ طريقة.. لإستيفاء الحقوق
قال علي (ع) :«إنْ كنتَ حريصاً علة استيفاء طلب المضمون لك، فكن حريصاً على أداء المفروض عليك».
أي أنّ أداء الواجب يوجب الوفاء بالحق.
27 ـ طريقة.. للانضمام إلى حزب الله
قال علي (ع) :«أيسرّك أن تكون من حزب الله الغالبين؟ إتّقِ الله في كلّ أمرك فإنّ الله مع الذين اتّقوا والذين هم محسنون».
28 ـ طريقة.. لمعرفة صَلاح العمل
سأل رجل النبي (ص) :«يا رسول الله أوصني، فقال له: فهل أنتَ مستوصٍ إن أوصيتك؟ (قالها ثلاث مرّات)، قال (ص): إذا أنت هممت بأمر فتدبّر عاقبته، فإن يك رُشداً فأمضه، وإن يك غيّاً فانته عنه»(9).
29 ـ طريقة.. لتخفيف الحساب يوم القيامة
قال رسول الله (ص) :«حَسِّن خُلقك، يُخفِّف اللهُ حسابك».
30 ـ طريقة.. لقضاء الحاجات
قال علي (ع) :«إستعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان فإنّ كلِّ ذي نعمة محسود».
31 ـ طريقة.. لمعرفة الحقّ والصواب
قال علي (ع) :«إنّ دين الله لا يُعرَفُ بالرِّجال، بل بآية الحقّ، فاعرف الحق تعرف أهله»(10).
وهناك طريقة أُخرى:
«أما إنّه ليس بين الحقّ والباطل إلّا أربع أصابع، الباطل أن تقول: سمعت، والحق أن تقول: رأيت»(11).
32 ـ طريقة.. لتهذيب السلوك
قال رسول الله (ص) :«ليستحِ أحدُكم من ملكيه اللذين معه، كما يستحي من رجلين صالحين من جيرانه، وهما معه بالليل والنهار».
33 ـ طريقة.. للخطّ الجميل
قال علي (ع) :«فَرِّج بين السطور، وقرمِط (قارب) بين الحروف، فإنّ ذلك أجدرُ بصباحة الخط».
34 ـ طريقة.. لقبول الطلب وإستجابة الدُّعاء
قال علي (ع) :«مَنْ كانت له إلى الله عزّ وجلّ حاجة فليبدأ بالصلاة على محمّد وآل محمّد، ثمّ يسأله حاجته، ثمّ يختم بالصلاة على محمّد وآل محمّد، فإنّ الله أكرم من أن يقبل الطرفين ويدع الوسط، إذا كانت الصلاة على محمّد وآل محمّد لا تحجب عنه»(12).
وهنا طريقة أُخرى:
«مَنْ قدّم أربعين رجلاً (شخصاً) من إخوته (وأخواته أيضاً) قبل أن يدعو لنفسه، استجيب له فيهم وفي نفسه».
35 ـ طريقة.. للعلاج والمداواة
قال رسول الله (ص) :«لو علم الناسُ ما في التفّاح ما داوَوْا مرضاهم إلّا به»(13).
36 ـ طريقة.. لنيل الرئاسة
قال جعفر الصادق (ع) :«طلبتُ الرياسة فوجدتها في النصيحة لعباد الله»(14).
37 ـ طريقة.. للحصول على الرأي الصائب
قال علي (ع) :«إضربوا بعضَ الرأي ببعض يتولّد منه الصواب».
ومثله :«امخضوا الرأيَ مخضَ السقاء ينتج سديد الآراء»(15).
38 ـ طريقة.. لترتيب الأولويات
قال علي (ع) :«إنّ رأيك لا يتسع لكلّ شيء ففرّغه للمهمّ»(16).
39 ـ طريقة.. لعبادة الله بشكل أفضل
الرسول (ص) :«أُعبد الله كأنّك تراه ، فإن كنتَ لا تراه فإنّه يراك».
40 ـ طريقة.. للتعاطي مع العبادات
قال النبي (ص) :«خذوا من العبادة ما تطيقون، فإنّ الله لا يسأم حتّى تسأموا».
41 ـ طريقة.. لرفع سقف الطموح
قال علي (ع) :«كُنْ لما لا ترجو أرجى منك لما ترجو، فإنّ موسى ابن عمران (ع) خرج ليقتبس لأهله ناراً فكلّمه الله عزّ وجلّ فرجع نبيّاً، وخرجت ملكة سبأ فأسلمت مع سليمان (ع)، وخرج سحرةُ فرعون يطلبون العزّة لفرعون، فرجعوا مؤمنين».
42 ـ طريقة.. لإستجلاب الإحسان والرَّحمة
قال علي (ع) :«أحسِن يُحسَن إليك، إرحم تُرحَمْ».
43 ـ طريقة.. للرحمة بالآخر
قال علي (ع) :«إرحم مَنْ دونك يرحمك مَنْ فوقك، وقِس سهوَه بسهوك، ومعصيتَه لك بمعصيتك لربّك، وفقره إلى رحمتك بفقرك إلى رحمة ربّك».
44 ـ طريقة.. لمرافقة النبي (ص) في الجنّة
قال رسول الله (ص) لخادمه أنس، وقد طلب أن يدخل معه الجنّة :«يا أنس، إرحم الصغير، ووقِّر الكبير، تكن من رفقائي».
وهناك طريقة أُخرى:
قال (ص) لرجل سأله (علِّمني عملاً يحشرني الله به معك) :«إذا أردت أن يحشرك الله معي فأطل السجود بين يدي الله الواحد القهّار».
45 ـ طريقة.. للردّ على الملحدين (منكري وجود الله)
قال جعفر الصادق (ع) لعبدالكريم بن أبي العوجاء، وكان من الملحدين :«إن يكن الأمر كما تقول (لا جنّة ولا نار) ـ وليس كما نقول ـ نجونا ونجوت، وإن يكن الأمر كما نقول نجونا وهلكت».
أي إذا كانت الحياة الدُّنيا نهاية المطاف ولا حساب ولا عقاب فكلّ البشر ناجين، وإذا أخذنا باعتقادنا نحن المسلمين نؤمن بالمعاد، فالمؤمن ناجٍ وإلى الجنّة، والكافر هالك وإلى النار.
46 ـ طريقة.. للتوازن الحكيم
قال رسول الله (ص) :«إذكر مع كلّ لذّة زوالها، ومع كلّ نعمة إنتقالها، ومع كلّ بليّة كشفها، فإنّ ذلك أبقى للنعمة، وأنفى للشهوة، وأذهب للبطر، وأقرب إلى الفرج، وأجدر بكشف الغمّة، ودرك المأمول»(17).
47 ـ طريقة.. للارتفاع في الدُّنيا والآخرة
قال علي (ع) :«مَنْ أحبّ رفعةَ الدُّنيا والآخرة، فليمقت في الدُّنيا الرِفعةَ».
أي ليبغض التكبُّر والغرور، ويُحبّ التواضع وخفض الجناح.
48 ـ طريقة.. لنيل رضوان الله تعالى
قال الصادق (ع) :«أيسرّك أن تلقى الله غداً في القيامة وهو عليك راضٍ غير غضبان؟ كنْ في الدُّنيا زاهداً، وفي الآخرة راغباً، وعليك بـ (التقوى) و (الصِّدق) فهما جِماع (كلّ) الدين، والزم أهل الحق، واعمل عملهم تكن منهم».
49 ـ طريقة.. للبناء الذاتي
ورد عن النبي (ص) :«أفضل الأعمال ما أُكرهت النفوسُ عليها».
50 ـ طريقة.. لإجتناب السيِّئات
جاء عن الصادق (ع) :«إحذرْ من كلّ عمل إذا سُئِلَ صاحبهُ (عاملهُ) إستحيا منه وأنكره».
أي لا تفعل في السرّ ما تخشى أن يُعرف في العلانيّة.
وهناك طريقة أُخرى:
«إحذر من كلّ عمل يرضاه عاملُه لنفسه، ويكرههُ لعامّة المسلمين».
وهناك طريقة ثالثة:
«إيّاك وكلّ عمل (ينفِّر عنك حرّاً ( 18) ) أو (يَؤول لك قدراً) أو
(يجلب عليك شرّاً) أو (تحمل به إلى القيامة وِزراً) ».
51 ـ طريقة.. لضمان حُسن العاقبة
قال علي (ع) :«تدارك في آخر عمرك ما أضعتَهُ في أوّله تسعد بمنقلبك»(19).
52 ـ طريقة.. لإ غتنام الوقت
قال علي (ع) :«كُنْ مشغولاً بما أنتَ عنه مسؤول».
أي انشغل بتحسين علاقتك بالله، ونفع الناس، وإصلاح عيبك.
53 ـ طريقة.. لذكر الله تعالى ذِكراً حَسناً
قال الصادق (ع) :«لا تذكر الله ساهياً (غافلاً عن معنى الذِّكر)، ولا تنسه لاهياً (منشغلاً بالدُّنيا)، واذكرهُ ذكراً كاملاً يوافقُ فيه قلبُك لسانك، ويطابق إضمارُك إعلانك، ولن تذكره حقيقة الذِّكر حتّى تنسى نفسك في ذكرك (لا ترى لها فضلاً)، وتفقدها في أمرك (تتفقّدها في مسؤولياتك) ».
54 ـ طريقة.. لردع النفس عن المعاصي
قال الصادق (ع) :«الخوف (من الله) سجنُ النفس عن الذنوب، ورادعُها عن المعاصي»(20).
55 ـ طريقة.. لإنارة القلب
قال علي (ع) :«البكاء من خشية الله يُنير القلب، ويعصم من معاودة الذنب».
56 ـ طريقة.. لدفع البلاء
قال الصادق (ع) :«إنّ لله سبحانه سطوات ونقمات فإذا نزلت بكم فادفعوها بالدُّعاء فإنّه لا يدفع البلاء إلّا الدُّعاء».
57 ـ طريقة.. لإستنزال الرَّحمة
قال علي (ع) :«مَنْ استدامَ قرعَ الباب ولجَّ (ألحَّ) ولج (دخل)»(21).
58 ـ طريقة.. لكنس الذنب ومحوه
علي (ع) :«إذا قارفت (ارتكبت) ذنباً، فكنْ عليه نادما».
59 ـ طريقة.. للامن من الملامَة
قال الصادق (ع) :«عوّد لسانك حُسن الكلام، تأمن الملام».
60 ـ طريقة.. لتغطية المساوئ
قال علي (ع) :«غِطاءُ المساوئ الصمت».
61 ـ طريقة.. للنقد الجميل
علي (ع) :«إذا عاتبتَ فاستبقِ».
أي لا تقطع حبل المودّة، ولا تنسف جسر المحبّة. و «إذا ذممتَ فاقتصرْ» على مورد الذمّ والنقد ولا تتمادَ في عرض أو كشف غيره.
62 ـ طريقة.. للحصول على القوّة العُظمى
علي (ع) :«مَنْ قويَ على نفسه تناهى في القوّة»(22).
63 ـ طريقة.. لإصلاح النفس
قال علي (ع) :«إذا رغبتَ في صلاح نفسِك فعليك بـ (الإ قتصاد) و (القنوع) و (التقلّل) »(23).
وهناك طريقة أُخرى:
«خالف نفسك تستقم»(24).
وطريقة ثالثة:
«لِقاحُ الرياضة (ترويض النفس): دراسة الحكمة وغلبة العادة».
64 ـ طريقة.. للتعامل مع الإنسان الجافّ
قال علي (ع) :«لِنْ لمن غالظك، فإنّه يوشك أن يلينَ لك».
وهناك طريقة أُخرى: «إحصد الشرّ من صدرِ غيرك بقلعه من صدرِك».
65 ـ طريقة.. لإجتناب الإصطدام
قال علي (ع) :«إذا سمعتَ من المكروه ما يؤذيك، فتطأطأ له يُخطيك»(25).
66 ـ طريقة.. لكسب الثراء والقوّة
قال رسول الله (ص) :«مَنْ سرّهُ الغنى بلا مال، والعزّ بلا سلطان، والكثرة بلا عشيرة، فليخرج من ذُلّ معصية الله إلى عزّ طاعته، فإنّه واجدٌ ذلك كلّه».
67 ـ طريقة.. لإجتناب المعاصي
قال علي (ع) :«واتقوا معاصي الخلوات، فإنّ الشاهد هو الحاكم»(26).
وهناك طريقة أُخرى:
«إذكُروا عند المعاصي ذهاب اللذّات، بَقاء التبعات»(27).
68 ـ طريقة.. لتذليل الصعوبات
قال علي (ع) :«إذا خفتَ صعوبةَ أمر فاصعُب له يذلّ لك»(28).
وهناك طريقة ثانية:
«إذا هبتَ (خفت) أمراً فقع فيه (غامر بممارسته)، فإنّ شدّة توقّيه أعظم ممّا تخاف منه»(29).
69 ـ طريقة.. لإنتخاب العلم والمعرفة
قال الصادق (ع) :«العلمُ أكثرُ من أن يُحاطَ به (يُدرَك كلّه) فخذوا من كلِّ علم أحسنه»(30).
وإليك الكيفية :«خذوا من كلِّ علم أحسنه، فإنّ النحلَ يأكلُ من كلّ زهرٍ أزينه فيتولّد منه جوهران نفيسان: أحدهما فيه شفاء للناس (أي العسل)، والآخر يُستضاء به (أي الشمع) ».
وهناك طريقة أُخرى:
«العِلمُ نوعان: مطبوع (في الكتب) ومسموع (من المعلِّم) ولا ينفع المطبوع إذا لم يكن مسموعاً».
70 ـ طريقة.. للسؤال النافع
قال الصادق (ع) :«إذا سألتَ فاسأل تفقّهاً ولا تسأل تعنّتاً، فإنّ الجاهل المتعلِّم شبيه بالعالم، وإنّ العالم المتعسِّف شبيه بالجاهل»(31).
71 ـ طريقة.. للدعوة إلى الله تعالى
قال الإ مام علي (ع) في وصف دعوة النبي (ص) :«طبيبٌ دوّارٌ بطبّه، قد احكم مراهمه (أدويته)، وأحمى مواسمه (الميسم: المكواة)، يضع ذلك حيث الحاجةُ إليه، من قلوبٍ عُمي، وآذانٍ صُمّ، وألسنة بُكم، متتبعٌ بدوائه مواضع الغفلة، ومواطن الحيرة».
72 ـ طريقة.. لإختيار الأصدقاء
قال علي (ع) :«قدّم الإ ختبار في اتخاذ الإ خوان، فإنّ الإ ختبار معيار تفرّق بين الأخيار والأشرار»(32).
وهناك طريقة أُخرى:
عن سليمان (ع) :«لا تحكموا على رجل بشيء حتّى تنظروا إلى مَنْ يُصاحب، فإنّما يُعرف الرجلُ بأشكاله وأقرانه، وينسب إلى صاحبه وإخوانه»(33).
73 ـ طريقة.. للتعامل مع الطِباع المختلفة
قال علي (ع) :«لاتتمسكنَّ بمُدبِر (مُعرِض عن العمل زاهد فيه)، ولا تفارقنّ مقبلاً (محب للعمل منشدٌّ إليه) ».
74 ـ طريقة.. للتأدُّب والتهذيب
قيل لعيسى (ع) : مَن أدّبك يا روحَ الله؟
قال :«ما أدّبني أحد، رأيتُ قُبحَ الجهل فجانبتُه».
75 ـ طريقة.. لتحديد الموقع الإجتماعي
قال علي (ع) :«إحتج إلى مَنْ شئت تكن (أسيره)، واستغنِ عمّن شئت تكن (نظيره)، وامتنْ على مَنْ شئت تكن أميره»(34).
76 ـ طريقة.. لوقاية النفس والأهل من النار
قال الصادق (ع) :«لمّا نزلت (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكٍمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً ) (التحريم/ )6، قال الناس رسول الله (ص) : كيف نقي أنفسنا وأهلنا؟
قال: إعملوا الخير وذكِّروا به أهليكم، وأدِّبوهم على طاعة الله».
77 ـ طريقة.. لإستصلاح الأخيار والأشرار
قال علي (ع) :«إستصلاح الأخيار (بإكرامهم)، والأشرار (بتأديبهم) ».
وهناك طريقة أُخرى:
«عقوبة العقلاء (التلويح) وعقوبة الجُهّال (التصريح) »(35).
78 ـ طريقة.. لمعاقبة المُسيء
قال علي (ع) :«إزجُر المُسيء بثواب الُمحسِن».
79 ـ طريقة.. لنقض اليقين
قال علي (ع) :«لا يُنقض اليقين بالشك، ولكن يُنقَضُ بيقين آخر»(36).
80 ـ طريقة.. للحكم العادل
قال رسول الله (ص) :«حُكمي على الواحد، حُكمي على الجماعة».
أي حكمي على الواحد المخطئ أو المذنب كحكمي على المجموعة المذنبة المخطئة، لا تجعلني كثرة المجموعة أُغيِّر حكمي، فالمذنب الفرد والمذنبون الجماعة كلّهم مذنبون، ولا تُغيِّر الكثرة أو القلّة من الأمر شيئاً.
81 ـ طريقة.. للحمية الغذائية أو (الصحّة الغذائية)
قال علي (ع) :«كُلْ وأنت تشتهي، وأمسك (كفّ عن الأكل) وأنتَ تشتهي».
ففي الأوّل تتلذّذ بالطعام، ويستقبله جسدك صحّة وعافية، وفي الثاني تتجاوز مساوئ وأضرارَ التُخَمَةِ، وآلامُ المعدة.
82 ـ طريقة.. لمعرفة الكافر
قيل للصادق (ع): رجلٌ شك في الله.
قال: كافر.
قيل: شك في رسول الله.
قال: كافر.
ثمّ استدرك (ع) ، فقال :«إنّما يكفرُ إذا جحد»(37).
وقال (ع) :«لو أنّ الناس إذا جهلوا وقفوا ولم يجحدوا لم يكفروا».
83 ـ طريقة.. للتعامل الإخواني السليم
قال رسول الله (ص) :«لو تكاشفتم لما تدافنتم»(38).
84 ـ طريقة.. لإختيار السكن والإقامة
كتب الإ مام علي (ع) إلى صاحبه الحارث الهمداني يوصيه وينصحه :«اسكنْ الأمصار (الولايات) العِظام فإنّها جماعُ المسلمين، واحذر منازل الغفلة والجفا».
أي إنّ المدن الكبيرة تكثر فيها سبل التواصل الإ جتماعي والسعة الإ قتصادية بطبيعة سعتها وكثرة المسلمين فيها، وأمّا المدن النائية والمعزولة فهي فقيرة في ذلك.
وهناك طريقة أُخرى:
«ليس بلدٌ أحقّ منك من بلد، خير البلاد ما حملك».
أي إنّ تفاضل البلدان ليس في العلاقة العاطفية، بل بما يُحقِّقه البلد الذي تعيش فيه من احترام لشخصيّتك وكرامتك كإنسان.
85 ـ طريقة.. للخطاب المؤثِّر
قال علي (ع) :«أحسنُ الكلام، ما زانَهُ حُسْنُ النظام، وفهمه الخاصّ والعامّ».
وقال (ع) :«أحسنُ الكلام ما لا تمجّه الآذان، ولا يُتعبُ فهمهُ الأذهان»(39).
86 ـ طريقة.. لنشر الدعوة الإلهيّة
عندما أمر النبي (ص) علياً (ع) ومعاذ بن جبل (رض) أن يسيرا إلى اليمن، قال :«إنطلقا فبشِّرا ولا تُنفِّرا، ويسِّرا ولا تُعسِّرا».
أي إعتمدا أسلوب التحبيب والترغيب والتيسير في كسب الناس إلى الإ سلام، فهو دين الرَّحمة والنفع للعباد، لا دين التعسير والتنفير.
87 ـ طريقة.. للاعتدال العاطفي
قال علي (ع) :«أحبب حبيبك هوناً ما عسى أن يكون بغيضك يوماً ما، وابغض بغيضك هوناً ما عسى أن يكن حبيبك يوماً ما».
وقال (ع) :«لا تثقنّ بأخيك كلَّ الثقة، فإن صرعة الإ سترسال لا تستقال»(40).
88 ـ طريقة.. للمبادرة إلى العمل
قال علي (ع) :«إذا عرضَ شيءٌ من أمر الآخرة فابدأ به، وإذا عرض شيء من أمر الدُّنيا فتأنّه حتّى تصيب رشدك فيه»(41).
89 ـ طريقة.. لقضاء حوائج الآخرين
قال علي (ع) :«لايستقيم قضاء الحوائج إلّا بثلاث: (بإستصغارها) لتعظُم، و (بإستكتامها) لتظهر، و (بتعجيلها) لتهنؤ».
90 ـ طريقة.. لمعالجة التشاؤم والظنّ والحسد
قال رسول الله (ص) :«إذا تطيّرت فامضِ، وإذا ظننتَ فلا تقضي، وإذا حسدتَ فلا تبغِ»(42).
91 ـ طريقة.. لمحو ظلم قديم
قال رسول الله (ص) :«مَنْ ظلمَ أحداً (بإغتياب أو بغيره) ففاته (لم يقدر على التحلّل منه) فليستغفر الله له، فإنّه كفّارةٌ له».
92 ـ طريقة.. للحفاظ على الأخوّة والمودّة
قال علي (ع) :«ضع أمرَ أخيك على أحسنه، حتّى يأتيك منه ما يغلبك، ولا تظنّن بكلمة خرجت من أخيك سوءاً وأنتَ تجد لها في الخير محملاً»(43).
93 ـ طريقة.. لإستنزال الرِّزق وزيادته
هناك عدّة طُرق لإ ستنزال الرِّزق والإ ستزادة منه وردت في أحاديث عديدة، ندرجها كما يلي:
أ . (الإ ستغفار)، قال علي (ع) لكميل بن زياد :«إذا أبطأتِ الأرزاقُ عليك، فاستغفرِ اللهَ يُوسَّع عليك فيها».
ب . (التكبير)، قال رسول الله (ص) :«مَنْ استبطأ الرِّزقَ فليكثر من التكبير».
ت . (الذِّكر)، قال محمّد الباقر (ع) :«ذِكرُ الله بعد طلوع الفجر أبلغ في طلب الرِّزق من الضرب في الأرض»(44).
ث . (حُسن الإ عالة)، قال جعفر الصادق (ع) :«مَنْ حَسُنَ برّه بأهلِ بيته، زيدَ في رزقه».
ج . (حُسن الخُلق)، وقال (ع) أيضاً :«حُسنُ الخُلق يزيد في الرِّزق».
ح . (المرونة)، قال علي (ع) :«العُسر يُسد الأخلاق، التساهل يزيدُ الأرزاق».
خ . (المواساة)، وقال (ع) كذلك :«مواساة الأخ في الله (بِالعَونِ والمساعدةِ الماليّة) يزيد في الرِّزق».
د . (أداء الأمانة)، وقال (ع) :«استعمال الأمانة يزيد في الرِّزق».
ذ . (حُسنُ الجوار)، قال الصادق (ع) :«حُسنُ الجوار يزيدُ من الرِّزق».
ز . (الدُّعاء للا خوان)، قال الباقر (ع) :«عليك بالدُّعاء لإ خوانك بظَهرِ الغيب فإنّه يُهيل الرِّزق».
ر . (الزواج)، قال رسول الله (ص) :«اتّخذوا الأهلَ فإنّه أرَزقُ لكم».
س . (الصدقة)، قال علي (ع) :«إذا أملقتم (افتقرتم) فتاجروا اللهَ بالصدقة».
وقال 7 :«اكثروا من الصدقة تُرزقوا»، وجاء عنه كذلك: «استنزلوا الرِّزق بالصدقة».
ش . (النيّة الحسنة)، قال علي (ع) :«مَنْ حَسُنت نيّته، زيدَ في رزقه».
94 ـ طريقة.. للعمل بالممكن
قال علي (ع) :«إذا لم يكن ما تُريد فأَرِدْ ما يكون» (45).
95 ـ طريقة.. لتقسيم الوقت
قال رسول الله (ص) :«في صُحف إبراهيم: على العاقل، ما لم يكن مغلوباً على عقله، أن يكون له أربع ساعات: ساعة يناجي فيها ربّه عزّوجلّ، وساعة يُحاسب فيها نفسه، وساعة يتفكّر فيما صنع الله عزّوجلّ، وساعة يخلو فيها بحظّ نفسه من الحلال، فإنّ هذه الساعة عون لتلك الساعات واستجمام القلوب وتوزيع لها».
ومثله ما ورد عن أحد أحفاده وهو موسى بن جعفر (ع) : «إجتهدوا في أن يكون زمانكم أربع ساعات: ساعة لمناجاة الله (العبادة)، وساعة لأمر المعاش (طلب الرِّزق)، وساعة لمعاشرة الإ خوان الثِّقات الذين يُعَرِّفونَكم عيوبَكم، ويخلصون لله في الباطن (العلاقات الإ جتماعية)، وساعة تخلون فيها لملذّاتكم في غير محرّم والتسلية».
96 ـ طريقة.. للزُّهد في الدُّنيا
قال محمّد الباقر (ع) :«أكثر ذِكر الموت، فإنّه لم يُكثر إنسان ذِكر الموت إلّا زهد في الدُّنيا».
97 ـ طريقة.. للطهارة الحياتيّة
قال رسول الله 6 :«مَنْ أحبّ أن يلقى الله طاهراً مُطهّراً فليلقهُ بزوجه».
98 ـ طريقة.. لإختيار الزوج
قال رسول الله (ص) :«إذا جاءكم مَنْ ترضون دينَه وأمانتهِ يخطب إليكم، فزوِّجوه، إن لا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفسادٌ كبير».
99 ـ طريقة.. لإختيار الزوجة
وقال (ص) أيضاً :«عليك بذات الدين تربت يداك».
وقال (ص) مُحذِّراً من الجميلة غير المتدينة :«إيّاكم وخضراء الدمن. قيل وما خضراء الدمن؟ قال: المرأة الحسناء في منبت السُّوء».
100 ـ طريقة.. لزيادة عفّة الزوجات
عن الحسن بن الجهم، قال: رأيت أبا الحسن علي (ع) اختضب (صبغ شعره بالحناء)، فقلت :«جعلتُ فداك، اختصبت؟ فقال: نعم، إنّ التهيئة (الإ ستعداد للقاء المرأة) ممّا يزيد في عفّة النِّساء، ولقد ترك النِّساء العفّة بترك أزواجهنّ التهيئة. ثمّ قال: أيسرك أن تراها على ما تراك عليه إذا كنتَ على غير تهيئة؟ قلت: لا. قال: فهو ذاك».
أي تريد النِّساءُ من الرِّجال، ما يريدهُ الرِّجال من النِّساء.
101 ـ طريقة.. لإدخال السرور على أهل بيتك
قال رسول الله (ص) :«مَنْ دخل السوق فاشترى تحفة (هديّة) فحملها إلى عياله، كان كحاملٍ صدقة إلى قوم محاويج (محتاجين)، وليبدأ بالإ ناث قبل الذكور».
102 ـ طريقة.. لإ ستجابة الدُّعاء
قال علي (ع) :«زوروا موتاكم فإنّهم يفرحون بزيارتكم.. ليطلب الرجل حاجته عند قبر أبيه وأُمّه بعدما يدعو لهما».
103 ـ طريقة.. للاعتماد على الذات
«ضمنَ رسولُ الله (ص) لقومٍ من الأنصار الجنّة على أن لا يسألوا أحداً شيئاً، فكان الرجل منهم يسقط سوطه وهو على دابّته، فينزل حتّى يتناوله كراهيةَ أن يسأل أحداً شيئاً، وإن كان الرجلُ لينقطع شسعُه (سير النعال أو ما يربط به) فيكره أن يطلب من أحد شسعاً»(46).
104 ـ طريقة.. للتنفيس عن إعجابك بإمرأة
كان الإ مام علي (ع) جالساً في أصحابه، فمرّت بهم إمرأة جميلة، فرمقها القوم بأبصارهم، فقال (ع) :«إنّ أبصار هذه الفحول طوامح (بعيدة الطلب)، وإنّ ذلك سببُ هَبابها (هيجانها)، فإذا نظر أحدكم إلى إمرأة تعجبه فليلامس أهله، فإنّما هي إمرأة كإمرأته».
105 ـ طريقة.. لتصريف الشتيمة
قال رسول الله (ص) :«إذا شتم أحدكم أخاه فلا يشتم عشيرته، ولا أباه، ولا أُمّه، ولكن ليقل (إن كان يعلم ذلك منه): إنّك لبخيل، وإنّك لجبان، وإنّك لكذوب».
106 ـ طريقة.. للخروج من الشك والشُّبهة
قال محمّد الباقر (ع) :«الوقوف عند الشُّبهة خيرٌ من الإ قتحام في الهلكة».
أي ما أشك فيه فيشتبه أو يختلط عليّ حلاله وحرامه أتركه خيراً من أن أمارسه وقد يكون محرّماً.
ومثله قول علي (ع) :«أمسِك عن طريق إذا خفتَ ضلالته، فإنّ الكفّ عند حِدّة الضلالة خير من ركوب الأهوال».
107 ـ طريقة.. لدفع الشرّ
قال علي (ع) :«ردّوا الحجر من حيث جاء، فإنّ الشرّ لا يدفعه إلّا الشرّ»(47).
108 ـ طريقة.. لكسب الثروة
قال علي (ع) :«شاركوا الذين قد أقبل عليهم الرِّزق، فإنّه أخلق (أجدر وأجلب) للغنى، وأجدر بإقبال الحظّ».
109 ـ طريقة.. للتخلّص من شباك الشيطان
قال النبي (ص) لأصحابه ذات مرّة :«ألا أخبركم بشيء إنْ أنتم فعلتموه تباعدَ الشيطانُ عنكم كما تباعد المشرق من المغرب؟ قالوا: بلى. قال: الصوم يسوِّدُ وجهه، والصدقة تكسر ظهره، والحبّ في الله والمؤازرة على العمل الصالح تقطع دابره، والإ ستغفار يقطع وتينه».
110 ـ طريقة.. للشهادة بعدلٍ وحقّ
سُئِل النبي (ص) عن الشهادة؟ قال للسائل :«هل ترى الشمس؟ على مثلها فاشهد أو دع».
وقال حفيده الصادق (ع) :«لا تشهد بشهادة حتّى تعرفها كما تعرفُ كفّك».
111 ـ طريقة.. لبلوغ الرُّشد
قال علي (ع) :«ما من رجل يشاورُ أحداً إلّا هُدِيَ إلى الرُّشد».
وقال :«ما تشاور قوم إلّا هدوا إلى رشدهم».
وقال :«المستشير متحصِّن من السقط».
أي من السقوط في الخطأ.
وقال :«لا ظهير ـ لا سند ولا عون ـ كالمشاورة».
112 ـ طريقة.. للصلاة الكاملة
قال رسول الله (ص):«صلِّ صلاة مودّع فإنّ فيها الوُصلةَ والقُربى»(48).
113 ـ طريقة.. لتهوين الخَطب والمصاب
قال الصادق (ع):«إذا أُصبتَ بمصيبة فاذكر مصابك برسول الله 6 فإنّ الناس لم يُصابوا بمثله أبداً، ولن يُصابوا بمثله أبداً»(49).
114 ـ طريقة.. للثبات على الإستقامة والهُدى
قال علي (ع) :«أُنظروا أهلَ بيت نبيّكم فالزموا سمتَهم (طريقهم الواضح)، لا تسبقوهم فتضلّوا، ولا تتأخّروا عنهم فتهلكوا»(50).
115 ـ طريقة.. للحصول على العصمة(51)
قال علي (ع) :«الإ عتبار يُورث العصمة».
116 ـ طريقة.. للاستمتاع بالصُّحبة
قال علي (ع) :«إقبل أعذار الناس تستمتع بإخائهم، والقهم بالبشر (الإ بتسامة) تُمت أضغانهم».
117 ـ طريقة.. لإختيار أفضل الأصحاب
قال الصادق (ع) :«إصحبْ مَنْ تتزيّن به، ولا تصحب مَنْ يتزيّن بك».
أي مَنْ تستفد من علمه وثقافته وأدبه ودينه وأخلاقه لأنّك بذلك تنمو وتكبر وترتفع عند الله.
118 ـ طريقة.. فعّالة لمداواة المرضى
قال رسول الله (ص) :«تصدّقوا وداوُوْا مرضاكم بالصدقة، فإنّ الصدقة تدفع عن الأعراض والأمراض، وهي زيادة في أعماركم وحسناتكم»(52).
119 ـ طريقة.. للتصدُّق اليوميّ
قال رسول الله (ص) :«إنّ على كلِّ مسلم في كلِّ يوم صدقة. قيل: مَنْ يطيقُ ذلك يا رسول الله؟ قال: إماطتك الأذى (إزاحتهُ) عن الطريق صدقة، ونهيك عن المنكر صدقة، وردّك السلام صدقة».
120 ـ طريقة.. لإكتساب الهيبة
قال علي (ع) :«بكثرة الصمت تكون الهيبة».
وقال (ع) :«إلزم الصمت تَسْلَمْ».
وقال إبنه الحسن (ع):«نِعمَ العون الصمت فى مواطن كثيرة، وإن كنتَ فصيحاً»(53).
121 ـ طريقة.. لكسب ثقة صاحب العمل
قال الصادق (ع) :«كُلُّ ذي صناعة مضطرّ إلى ثلاث خِصال يجتلب بها المكسب، وهي: أن يكون حاذقاً بعمله، مؤدِّياً للامانة فيه، مستميلاً لمن استعمله».
122 ـ طريقة.. لكي تعظم بأعين الناس
قال علي (ع) :«إذا أرَدتَ أن تعظم محاسنُك عند الناس فلا تعظم في عينك»(54).
123 ـ طريقة.. لمعرفة علامة القبول عند الله
قال المفضّل للصادق (ع) : أحبُّ أن أعرف علامة قبولي عند الله.
فقال له :«علامة قبول العبد عند الله أن يُصيبَ بمعروفه مواضعَه، فإنْ لم يكن كذلك، فليس كذلك».
124 ـ طريقة.. للتعامل مع العاصين
قال علي (ع) :«أمرنا رسولُ الله (ص) أن نلقى أهل المعاصي بوجوه مكفهرّة»(55).
وهناك طريقة أُخرى:
قال الصادق (ع) :«لو أنّكم إذا بلغكم عن الرجل شيء تمشّيتم إليه، فقلتم: يا هذا، إمّا أن تعتزلنا وتجتنبنا، وأمّا أن تكفّ عن هذا، فإن فعل وإلّا فاجتنبوه».
أي إمّا أن يترك معصيته فنبقي على صحبته، وإمّا أن يصرّ عليهما فنقاطعه.
125 ـ طريقة.. لعلاج التعصُّب
قال علي (ع) :«فإن كان لابدّ من العصبيّة فليكن تعصّبكم لمكارم الخصال، ومحامد الأفعال، ومحاسن الأُمور التي تفاضلت فيها الُمجداء (أهل المجد والرفعة) والنُجداء (الأفذاذ الذين يفعلون ما لا يستطيعه سواهم)، من بيوتات العرب، ويعاسيب (رؤساء) القبائل: بالأخلاق الرغيبة (المرغوب فيها)، والأحلام العظيمة، والأخطار الجليلة، والآثار المحمودة»(56).
وقال (ع) :«إنْ كنتم لا محالة متعصّبين فتعصّبوا لنصرة الحق وإغاثة الملهوف».
126 ـ طريقة.. لإختبار عقل العاقل
قال الصادق (ع) :«إذا أردتَ أن تختبر عقل الرجل في مجلس واحد فحدِّثه في خلال حديثك بما لا يكون، فإن أنكره فهو عاقل، وإن صدّقه فهو أحمق»(57).
127 ـ طريقة.. للوصول إلى الله تعالى
أوصى جعفر الصادق (ع) عنوان البصري، فقال :«أوصيك بتسعة أشياء فإنّها وصيّتي لمريدي الطريق إلى الله تعالى، والله أسأل أن يوفِّقك لإ ستعماله:
ثلاثة في (رياضة النفس) (58)، وثلاثة (في الحُلم)، وثلاثة في
(العلم):
أمّا اللواتي في (الرياضة):
أ ) إيّاك أن تأكل ما لا تشتهيه فإنّه يورث الحماقة والبَلهْ.
ب ) ولا تأكل إلّا عند الجوع.
ت ) وإذا أكلت فكلْ حلالاً، وسمِّ الله، واذكر حديث الرسول (ص) : ما ملا آدميّ وعاءً شرّاً من بطنه، فإن كان ولابدّ فثلث لطعامه، وثُلث لشرابه، وثلث لنَفَسِه.
وأمّا اللواتي في (الحِلم):
أ ) فَمَنْ قال لك: إن قُلتَ واحدة سمعتَ عشراً، فقل: إن قُلتَ عشراً لم تسمع واحدة.
ب ) ومَنْ شتمك، فقل له: إنْ كنتَ صادقاً فيما تقول فأسأل الله أن يغفر لي، وإنْ كنتَ كاذباً فيما تقول، فأسألُ الله أنْ يغفر لك.
ت ) ومَنْ وعدك بالخنى (الفحش في الكلام) فعِده بالنصيحةِ والرعاء (الرعاية).
وأمّا اللواتي في (العلم):
أ ) إسأل العلماء ما جهلت، وإيّاك أن تسألهم تعنّتاً وتجربة.
ب ) وإيّاك أن تعمل برأيك شيئاً.
ت ) وخُذْ بالإ حتياط في جميع ما تجد إليه سبيلاً، واهرب من الفتيا هربك من الأسد، ولا تجعل رقبتك للناس جسراً».
128 ـ طريقة.. للبقاء الطويل
قال علي (ع) :«مَنْ أرادَ البقاء، ولا بقاء، فليباكر الغَداء، ويُجَوِد الحذاء، ويخفِّف الرداء، وليُقلّ غشيان النِّساء»(59).
129 ـ طريقة.. للمداومة على العمل
قال محمّد الباقر (ع) :«إنِّي أحبُّ أن أدوامَ على العمل إذا عوّدتني نفسي، وإن فاتني من الليل قضيتهُ من النهار، وإن فاتني من النهار قضيتهُ من الليل، وإنّ أحبّ الأعمال إلى الله ما دُمتم (واظبتم) عليه».
وكان (ع) يقول :«خيرُ الأعمالِ ما داومَ عليه العبدُ وإنْ قلّ»(60).
وهناك طريقة للمداومة السنويّة:
قال الصادق (ع) :«إيّاك أن تفرض على نفسك فريضة فتفارقها اثني عشر هلالاً» أي سنة.
وقال (ع) في السياق نفسه :«إذا كان الرجلُ على عمل فليدُم عليه سنة، ثمّ يتحوّل عنه إن شاء إلى غيره، وذلك أنّ ليلة القدر يكون فيها فى عامه ذلك، ما شاء اللهُ أن يكون».
130 ـ طريقة.. لستر عيوب الذات
سأل رجلٌ رسول الله (ص)، فقال: أحبُّ أن يستر اللهُ عليَّ عُيوبي.
قال :«استر عيوبَ إخوانك يستر اللهُ عليك عيوبك».
131 ـ طريقة.. للعيش السعيد
قال علي (ع) :«أهنأُ العيشِ إطِّراحُ (ترك) التكلّف».
وهناك طريقة أُخرى:
«إن أهنأ الناس عيشاً مَنْ كان بما قسَم اللهُ راضياً».
ومن حكمة سليمان (ع) :«قد جرّبنا لينَ العيش وشدّته، فوجدنا أهنأه أدناه» أي الكفاف.
وفي حديث المعراج، قال تعالى :«يا أحمد، هل تدري أيّ عيش أهنأ، وأيّ حياة أبقى؟ قال: أللّهمّ لا. قال: أمّا العيش الهنيء فهو الذي لا يفتر (لا يتوقّف) صاحبهُ عن ذكري، ولا ينسى نعمتي، ولا يجهل حقّي، يطلب رضاي في ليله ونهاره»(61).
132 ـ طريقة.. لتغطية روائح الذنوب
قال علي (ع) :«تعطّروا بالإ ستغفار لئلّا تفضحكم روائحُ الذنوب»(62).
133 ـ طريقة.. لإزالة الهموم
قال رسول الله (ص) :«مَنْ كَثُرت همومه فعليه بالإ ستغفار».
134 ـ طريقة.. للاستنارة في الظُّلمات
قال رسول الله (ص) :«إذا التبست (اختلطت واشتكلت فتعذّر فَرْزُ الحق من الباطل) الأُمورُ عليكم كقطع الليل المظلم، فعليكم بالقرآن».
135 ـ طريقة.. لإكتساب علوم الأوّلين والآخرين
قال رسول الله (ص) :«مَنْ أراد علمَ الأوّلين والآخرين فليثوّر (يُفكِّر في معاني) القرآن».
136 ـ طريقة.. للاستماع إلى حديث الله تعالى
قال رسول الله (ص) :«إذا أحبّ أحدكم أن يحدِّثه ربّه فليقرأ القرآن» .
وقال (ص) :«ألا مَنْ اشتاقَ إلى الله فليستمع كلام الله»(63).
137 ـ طريقة.. لجلاء صدأ القلوب
وقال (ص) :«إنّ هذه القلوب لتصدأ كما يصدأ الحديد. قيل: يا رسول الله، فما جلاؤها؟ قال: تلاوةُ القرآن».
138 ـ طريقة.. للنجاة من الغفلة
أوصى النبي (ص) أبا ذرّ الغفاريّ، وقال له :«هُمَّ (بادر) بالحسنة وإن لم تعملها، لكيلا تُكتب من الغافلين»(64).
وهناك طريقة أُخرى:
قال محمّد الباقر (ع) :«أيّما مؤمن (مسلم) حافظ على الصلوات المفروضة فصلّا ها لوقتها فليس هذا من الغافلين».
وهناك طريقة ثالثة:
قال علي (ع) :«بدوامِ ذِكر الله تنجاب (تنزاح) الغفلة»(65).
139 ـ طريقة.. للخلاص من المنغّصات
قال علي (ع) :«مَنْ لا يتغافل عن كثير من الأُمور تنغّصت عيشتُه».
140 ـ طريقة.. لفضّ النزاع
قال رسول الله (ص) :«ليسَ من قوم تنازعوا ثمّ فوّضوا أمرهم إلى الله إلّا خرجَ سهمُ المحقّ».
141 ـ طريقة.. لضمان الغنى
قال الصادق (ع) :«ضمنتُ لمن اقتصدَ أن لا يفتقر».
وهذا المعنى مستوحى من قول رسول الله (ص) :«مَنْ اقتصدَ أغناهُ الله».
142 ـ طريقة.. للقضاء بالعدل
قال رسول الله (ص) :«إذا أتاك الخصمان فلا تقضِ لواحد حتّى تسمع من الآخر، فإنّه أجدر أن تعلم الحقّ».
وقال (ص) يوصي علياً (ع) :«إذا تقاضى إليك رجلان فلا تقضِ للاوّل حتّى تسمع كلامَ الآخر فسوف تدري كيف تقضي».
قال علي (ع) :«فما زلتُ قاضياً».
143 ـ طريقة.. للقضاء فيما ليس فيه نصّ
قال علي (ع) لرسول الله (ص) :«يا رسولَ الله، إن عرضَ لي أمرٌ لم ينزل فيه قضاء في أمره، ولا سُنّة، كيف تأمرني؟ قال: تجعلونه شورى بين أهل الفقه والعابدين من المؤمنين، ولا تقضِ فيه برأي خاصّة»(66).
144 ـ طريقة.. لطرد الملل
قال علي (ع) :«إنّ هذه القلوب تملّ كما تملّ الأبدان، فابتغوا لها طرائف الحِكَم».
145 ـ طريقة.. لعلاج القسوة
شكى رجلٌ إلى النبي (ص) قساوة قلبه، فقال له :«إذا أردتَ أن يلينَ قلبُك، فأطعم المسكين، وامسح رأس اليتيم».
146 ـ طريقة.. للخلاص من التبعيّة السلبيّة
قال رسولُ الله (ص) :«لاتكونوا إمّعة تقولون إنْ أحسنَ الناس: أحسنّا، وإن ظلَمَ الناسُ: ظَلَمنا، ولكن وَطِّنوا أنفسكم إنْ أحسن الناسُ أنْ تُحسنوا، وإن أساءوا أنْ لا تظلِموا»(67).
147 ـ طريقة.. للردّ على الشاتم
قال رسول الله (ص) :«إذا نسبك رجلٌ بما يعلم منك (من عيوبك) فلا تنسبه بما تعلم منه (من عيوبه)، فيكون أجرُ ذلك لك، ووباله (شرّه) عليه».
148 ـ طريقة.. للابتعاد عن التفاخر أو الفخر
نقل علي (ع) عن أدب النبي الأكرم (ص) ، فقال :«لقد كان رسولُ الله 6 إذا ذُكِرَ لنفسه فضيلة، قال: (ولا فخر)، فمثلاً عندما عُرّجَ به إلى السماء، قال له جبرئيل: تقدّم يا محمّد (أي تقدّم وصلّ بنا نحنُ الملائكة)، فتقدّمت فصلّيت بهم ولا فخر»(68).
149 ـ طريقة.. للتوازن النفسيّ
قال علي (ع) لإ بن عباس يُوصيه :«لا يكن أفضلَ ما نلتَ في نفسك من دنيا: (بلوغُ لذّة) أو (شفاءُ غيظٍ)، ولكنْ: (إطفاءُ باطلٍ) أو (إحياءُ حقٍّ)، وَلْيَكُنْ سرورُك بما قدّمْتَ وأسَفُك على ما خلّفْتَ، وهَمُّك فيما بعدَ الموت».
150 ـ طريقة.. لحفظ العلم والمعرفة
قال رسول الله (ص) :«قيّدوا العلَم بالكتاب» أي بالكتابة.
وقد ورد في الخبر :«ما كُتِبَ قَرَّ (بقي واستدام) وما حُفظ فرّ (قد يُنسى) ».
151 ـ طريقة.. للتوازن العاطفيّ
قال علي (ع) :«لا يكن حبُّك كلفاً (عشقاً وهياماً) ولا بُغْضُك تلفاً (غيظاً وانتقاماً)، أحبِبْ حبيبك هوناً ما (بإعتدال)، وابغض بغيضك هوناً ما (بإعتدال) ».
152 ـ طريقة.. لحدود أو تحديد الكلام
قال علي (ع) :«العاقلُ لا يتكلّم إلّا (بحاجته) أو (حجّته) »(69).
153 ـ طريقة.. لإغتنام الفُرص
قال النبي الأكرم (ص) :«مَنْ فُتِحَ له باب من الخير فلينتهزه فإنّه لا يدري متى يُغلق عنه».
154 ـ طريقة.. لأداء العبادات
قال علي (ع) :«خادعْ نفسك في العبادة (في النوافل والمستحبّات)، وارفق بها ولا تقهرها (لا تُكْرِهْهَا على عمل عبادي) وخذ عفوها (فضلة وقتها) ونشاطها، إلّا ما كان مكتوباً عليك من الفريضة، فإنّه لابدّ من قضائها، وتعاهدها عند محلّها»، أي أدّها في أوقاتها.
وله أيضاً: «للقلوب إقبالٌ وإدبار، فإن أقبلت (تفتحت شهيَّتُها للعبادة) فاحملوها على النوافل (المستحبّات)، وإن أدبرت (عزفت وأعرضت) فاقتصرِوا بها على الفرائض (الواجبات) ».
155 ـ طريقة.. لإثبات النِعَمْ وإزالة النِقَمْ
قال علي (ع) :«لو أنّ الناس حين تنزلُ بهم النِقَم، وتزولُ عنهم النِعَم، فزعوا إلى ربّهم بصدقٍ من نيّاتهم، وَوَلَهٍ (شوق) من قلوبهم، لردّ عليهم كلَّ شارد (زائل أو مفارق)، وأصلح لهم كلَّ فاسد».
156 ـ طريقة.. للفوز بالجنّة
قال علي (ع) :«اتّخذوا عندَ الفقراءِ أيادي، فإنّ لهم دولةً يوم القيامة»(70).
157 ـ طريقة.. للتفكّر والإعتبار
عن الحسن الصيقل، قال :«قلتُ لأبي عبدالله الصادق (ع) : تَفَكُّرُ ساعة خير من قيام ليلة؟ قال: نعم، قال رسول الله (ص) : تَفَكُّرُ ساعة خير من قيام ليلة. قلت: كيف يَتَفَكَّرُ؟ قال: يمرُّ بالدور الخَربة، فيقول: أين بانوك؟ أين ساكنوك؟ ما لك لا تتكلمين ؟ ».
158 ـ طريقة.. للسلامة العامّة
قال الصادق (ع) :«قِفْ عند كلّ أمرٍ حتّى تعرف مدخله من مخرجه، قبل أن تقع فيه فتندم»(71).
159 ـ طريقة.. لمعرفة الحقّ
دخل مجاشع على رسول الله (ص) ، فقال: يا رسولَ الله، كيف الطريق إلى معرفة الحقّ؟ فقال (ص) :«معرفة النفس». إلى أن قال: فكيف الطريق إلى ذلك؟ قال (ص) :«الإ ستعانة بالحق على النفس»(72).
160 ـ طريقة.. لمعرفة خير الأمرين
قال علي (ع) :«إذا مرّ بك أمران لا تدري أيّهما خيرٌ وأصوبْ، فانظُر أيّهما أقرب إلى هواك فخالفه، فإنّ كثيرَ الصوابِ في مخالفةِ هواك»(73).
161 ـ طريقة.. للحصول على الإطمئنان
قال رسول الله (ص) :«دِعْ ما يريبك إلى ما لا يريبُك، فإنّ الصدق (الخير) طمأنينة، وإنّ الكذب (الشرّ) ريبة».
أي خُذْ باليقين وحُسن الظنّ، واترك الشكوك والظنون الفاسدة تأمنْ وتسلمْ وتَعِش الطمأنينةَ وتتخلّص من قلق الشك والريبة، ولا يكون ذلك إلّا بأن تعرفَ الخير فتأخذ به، وتعرف الشرّ فتتركه.
ورد عنه (ص) أيضاً :«البرّ ما سكنت إليه النفس، أو اطمأنّ إليه القلب، والإ ثم ما لم تسكن إليه النفس، ولم يطمئنَّ إليه القلبْ، وإنْ أفتاك المُفتون».
وقال (ص) في تعليمنا الطريق إلى ذلك :«تُفتيك نفسك: ضع يَدك على صدرك، فإنّه يسكنُ للحلال، ويضطرب من الحرام، دَعْ ما يريبك (ما لم تستيقن من صحّته وحلاله) إلى ما لا يريبك (ما أنت واثق من صحّته وحلاله) وإن أفتاك المفتون (أصحاب الرأي المخالف لهذا).. إنّ المؤمن يَذَرُ الصغيرَ (الذي يشك فيه) مخافة أنْ يقعَ في الكبير (الكبائر من المعاصي) ».
وقال (ص) :«ما أنكر قلبُك فَدَعْهُ».
162 ـ طريقة.. لمحو السيِّئات
قال رسول الله (ص) :«إتّق اللهَ حيثُ كنت وأتبِعِ السيِّئةَ الحسنةَ تمحُها».
أي إذا ارتكبت سيِّئة أعمل في قبالها حسنة لتكون الحسنة بمثابة الممحاة التي تمحو تلك السيِّئة.
163 ـ طريقة.. للنجاة من الفتنة
قال علي (ع) :«كُنْ في الفتنة كابن اللبون (إبن الناقة) لا ظَهرَ فيُركب، ولا ضَرعَ فيُحلب»(74).
164 ـ طريقة.. لمعاشرة الناس
وقال (ع) :«خالطوا الناس مخالطةً إنْ متّم معها بكوا عليكم، وإنْ عشتم حنّوا إليكم».
ولا يكون الحنين في الحياة، والبكاء في الممات إلّا إذا كنت محسناً معهم.
165 ـ طريقة.. لتكفير الذنوب
وقال (ع) :«من كفّارات الذنوب العِظام: إغاثة الملهوف (بقضاء حاجته)، والتنفيس عن المكروب (بمواساته) ».
166 ـ طريقة.. للتشجيع على العطاء
وقال (ع) :«لا تستحِ من إعطاءِ القليل، فإنّ الحرمان (عدم العطاء نهائياً) أقلّ منه».
167 ـ طريقة.. للتأسِّي والإقتداء
وقال (ع) :«إنْ لم تكنْ حليماً فتحلّمْ، فإنّه قلَّ مَنْ تشبَّهَ بقومٍ إلّا أوشك أنْ يكونَ منهم».
168 ـ طريقة.. لتجاوز الذنب ومحوه
وقال (ع) :«ما أهمّني ذنبٌ أُمهلتُ بعدَهُ حتّى أُصلِّي ركعتين وأسألُ اللهَ العافية».
169 ـ طريقة.. للتعايش مع المرضى
قال النبي الأكرم (ص) :«تجنّب الدواء ما احتمل بدنُك الداء، فإن لم يحتمل الداء فالدواء».
وقال علي (ع) :«إمشِ بدائك ما مشى بك».
170 ـ طريقة.. للاقتصاد (الإعتدال)
قال الصادق (ع) لأبان بن تغلب :«أترى اللهَ أعطى مَنْ أعطى من كرامته عليه، ومنع مَنْ منع من هوانٍ به عليه، لا ولكنّ المال مالُ الله يضعه عند الرجل ودايع (أمانات)، وجوّز لهم أن يأكلوا قصداً، ويشربوا قصداً، ويلبسوا قصداً، وينكحوا قصداً، ويركبوا قصداً، ويعودوا بما سوى ذلك على فقراء المؤمنين، ويلمّوا به شعثهم، فَمَنْ فعل ذلك كان ما يأكل حلالاً، ويشرب حلالاً وينكح حلالاً.
ومَنْ عدا ذلك كان عليه حراماً، ثمّ قال (ع) :(وَلاَ تُسْرِفُوا إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ المُسْرِفِينَ ) (الأعراف/ )31، أترى الله إئتمن رجلاً على مال خوّل له أن يشتري فرساً بعشرة آلاف درهم ويجزيه بعشرين درهماً، ويشتري جارية بألف دينار ويجزيه بعشرين ديناراً، وقال: (وَلاَ تُسْرِفُوا إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ المُسْرِفِينَ ) ؟ ».
******************
الهوامش:
1- قَصُرت: أي لماذا أنت قصير القامة؟
2- يعني إنّ الأجوبة المكثفة والمختصرة والواضحة أفضل، لأنّ التطويل في الإجابة قد يضيّع الحقيقة والباحث عنها.
3- التفقُّه في الدين معرفة أُصوله وفروعه، وحلاله وحرامه، وما يُدخل فيه وما يُخرج منه، فما أكثر الدخيل والبدعة والمختلط من دين وغيره، أنت لست المشرِّع، الله تعالى هو المشرِّع الذي يقول لك من هنا الطريق.
4- هذه الطريقة تعتمد (الرغبة) و(الزُّهد) ولما كان مفاتيح كلّ شيء بيد الله، وبيده الجنّة، فالرغبة بما عنده أولى، ولما كان الناس هم الفقراء إلى الله فالزُّهد فيما عندهم أولى.
5- يُنزل: من المنزلة وهي المقام أو الرتبة والمكانة، فإذا أرَدت أن تعرف منزلتك عندي فاعرف منزلتي عندك.
6- عقل الرعاية: أي التبيّن والفحص والتدقيق في المصدر وفي المضمون. وعقل الرواية: أي التصديق بها لمجرّد النقل من دون تثبُّت صحّته.
7- زُخرف: أي له طنّه ورنّة، ولكنه ليس ذا قيمة لأنّه يخالف كتاب الله ولذا يضرب به عرض الجدار.
8- الحدود: العقوبات المنصوص عليها شرعاً، والشُّبهات أي ما ليس هو باليقين القطعي.
9 -المعيار هنا نتيجة العمل وأثره، فإن كان حصيلته إيجابية نأخذ به، وإن كانت سلبيّة نتوقّف عن العمل به.
10- الحق والباطل معياران، فإذا عرفت ما هو الحق عرفت أهل الحق، والعكس صحيح، فلا يقاس الحق بالأشخاص.
11- رؤيا العين وثيقة وشهادة، أمّا السماع فيحتاج إلى دليل لإثباته.
12- الطرفين هما الصلاة على محمّد وآل محمّد في البدء والختام، والوسط الطلب أو الحاجة.
13- في الأمثال الإنجليزية: “تفّاحة في يوم تُغني عن الطبيب”.
14- النصيحة تعني الإخلاص في القول وفي العمل، فالناصح الخالي من الغش.
15- مخفض السقاء: خضّ السقاء الذي فيه لبن لتطفو زبدته.
16- عند التزاحم، أي دوران الأمر بين مهمّين لتقدّم الأهم على المهم.
17- الحديث ينطوي على أنّ الأيام دُوَل (أي متغيِّرة) ومن المحال أن تبقى على حال، فالتوازن الحكيم فيها هو أفضل أسلوب للتعامل معها.
18- الحرّ هنا كل شيء يمتلك اختياره وقراره لأنّه يكون حينئذ مسؤولاً عن عمله.
19- التدارك: التعويض عمّا فات بالقضاء والتوبة والإستغفار.
20- سبقت الإشارة في إحدى الطرق إلى تجنيب الله لخلقه بذكر نِعمِه ورحمته، ولا تعارض أو تنافٍ بين التذكير بالرحمة والتذكير بالعقاب، بل لابدّ من التوازن في ذلك، وفرق بين (التخويف) يأتي من الخارج، والخوف نستشعرهُ من الداخل، فهو أبلغ في التربية.
21- قيل في الأمثال: كثرة الطّرق تفتحُ الأبواب، وكثرة الطرق تفكّ اللحام، فلا تطرق باب الرحمة مرّة وتمضي.. أكثِرْ من طرقها فإنّها توشك أن تُفتح لك.
22- تناهى في القوّة: بلغ أقصاها ومنتهاها وأعلى درجاتها.
23- الثلاثة تجتمع في كلمة واحدة هي (الزُّهد).
24- مخالفة النفس: مخالفة هواها وعدم إطاعتها في شهواتها المحرّمة.
25- تطأطأ له: أخفض له رأسك، وقد قال العقلاء: إنحنِ للعاصفة حتّى تزول، فمناطحة العواصف لا تجلب سوى وجع الرأس وفقدانه ربّما، ففي الطريقة دعوة لتجنّب الإصطدام والمماحكة ومقابلة المكروه بالمكروه.
26- معاصي الخلوات: التي ترتكب في السرّ، والشاهد والحاكم هو الله تعالى لأنّه يرى المعصية ويحاكم عليها، فلا مجال لإنكارها.
27- ذهاب اللذّات التي تجلبها المعاصي، وبقاء التبعات أي السؤال والمحاسبة والمعاقبة عليها.
28- اصعب له: كنْ قوياً في مواجهته.
29- أكثر المخاوف نفسيّة ولا واقع لها، وهي إيحاءات شيطانية تارة، وتصوّرات وهميّة عن جسامة العمل وصعوبته تارة أخرى.
30- أحسنُ كلّ علم: أصلحه للدنيا والآخرة، وأنفعه في تنمية الذات وخدمة المجتمع.
31- السؤال تعنّتاً: أي أنّك تسأل عن علم لا ينفع من عَلمِه ولا يضرّ من جهله.
32- الإختبار بالصحبة، وقد قيل: “كفى بالصحبة اختباراً”، فمن صحبته وأحسن الصحبة فهو الأخ، ومَنْ أساء الصحبة فما لكَ والمسيء.
33- البحار/ ج4/ص188.
34- هذه الطريقة تعتمد الحاجة والإحتياج معياراً لتحديد الموقع الإجتماعي، فإمّا إحتياج وهو التابعيّة، وأمّا الإستغناء وهو المماثلة، وأمّا التفضّل وهو السيادة.
35- لأنّ الحرّ (صاحب الذهنيّة المتفتحة) تكفيه الإشارة، وهذا هو معنى التلويح، أمّا الجاهل (صاحب العقلية المنغلقة) فلابدّ من عقوبة مادّية أو لفظيّة حتّى يرتدع ويمتنع.
36- النقض: الإبطال، واليقين أقوى وأقطع من الشك، فلا يُبطل إلّا بيقين أقوى وأكثر رسوخاً، وأبلغ حجّة ودلالة.
37- الجحود: النكران والنفي والإلحاد، فنفي ربوبيّة الله ورسالة الرسول كفر، أمّا الجهل بحقيقة الخالق وطبيعة الرسول، فلا تعدّ كفراً، ولكنّها تتطلّب البحث عن الحقيقة والمعرفة.
38- المُصارحة والمواجهة والمعاتبة تكنس وتغسل دفائن النفس من الغيظ والحقد والحسد والإتهام والشكّ والريبة، فإذا أصحَرْتَ وصارَحْتَ بقي بينك وبين الآخر غِلٌّ دفين.
39- إلقاء الخطاب أو المحاضرة أو كتابة أو المقالة، فنّ يتطلّب منهجيّةً خاصّةً في التقديم والعرض والختام وهذا حُسن النظام، ويفترض فيه أن يكون سلساً مفهوماً لا يتعب المستمع أو القارئ كما درجت بعض الكتابات الحديثة المتّسمة بالتعقيد والإبهام والغموض.
40- معنى (صرعة الإسترسال لا تستقال) أي أنّ الذهاب في الثقة والعاطفة بعيداً عثرة لا ينهض منها العاثر، لأنّها صرعة قاضية، وكلمة (هوناً ما) أي بغير إندفاع.
41- لا تأخير في عمل أخرويّ فيه النجاة، ولا إلغاء لعمل دنيوي فيه صلاح، بل لابدّ من دراستهِ متأنِّية حتّى نتعرّف على مدى إيجابياته ثمّ نقرِّر الأخذ به أو تركه.
42- التطيّر: التشاؤم من شيء ما فلا تأبه به، والظن: هو إساءته وبعضه إثم فلا تأخذ به، وبغي الحاسد هو عدوانه على المحسود فلا ينبغي أن يكون، والحديث لا ينهي عن الثلاثة بل عن ما يترتّب عليها.
43- على أحسنه: أي من غير إساءة ظنّ، وقوله: حتّى يأتيك منه ما يغلبك” أي ما ينسف ثقتك به بدليل وبرهان، وحاول أن تؤوِّلَ كلماتهِ فتحملها في الخير، وأنّ مراده منها الحُسن أو عدم قصد الإساءة، فعن رسول الله (ص): “التمس لأخيك عذراً فإن لم تجد له عذراً فالتمس له (ابحث له عن) عذراً”.
44- الضرب في الأرض: السعي لطلب الرِّزق، والرواية لا تمنع من هذا السعي، بل تقدِّم مفعول الذكر في هذا الوقت.
45- إذا واجهت الصعوبة الكبيرة أو الإستحالة، فلا تنكفئ أو تجمد أو تصاب بالخيبة لأن ما تريده لم يتحقّق، بل حاول أن تُعمِل إرادتك فيما هو ممكن وميسور ومقدور، فذلك أطيب للنفس من إرغامها على ما لا تقدر، وبكلمة كن واقعياً واعمل بالممكن.
46- هذا في حال التمكّن والصحّة، أمّا في حال العجز والمرض فالإنسان أخو الإنسان وكلٌّ يحتاج الآخر في أوقات ضعفه. ومغزى الحديث: لا تكن إتّكاليّاً أو عِيّالاً على غيرك تلقي كلّك أو ثقلك عليه، فكأنّك سيِّده وهو خادمك.
47- لابدّ من التمييز في التعامل وردّ الفعل بين (العدو) وبين الأخ المُسيء أو الصديق المخطئ بحقّي، فالثاني لا أرد إساءته بإساءة، وأمّا العدوّ، فالموقف منه مختلف، فالإحسان إليه قد يدفعه للتمادي، ولذلك لابدّ من ردّ الإعتداء ومَنْ اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم، وهذا هو مراد الرواية.
48- صلاة المودّع، أو صيام المودّع، أو حجّ المودّع، تعني أن تعتبر تلك الصلاة وذلك الصوم أو الحج الأخير الذي لا صلاة ولا صوم ولا حجّ بعده، ألا تحب أن تلقى الله بعده وهو عنك راضٍ؟! فأحسن بين يديه.
49- لعلّ المراد من الرواية أنّ خير الناس وأشرفهم وأحبّهم إلى الله وهو رسول الله (ص) قد مات أو أصابته مصيبة الموت، ولو كتب الخلود في الدُّنيا لأحد لكتب له، فكلّ موت بعد موته هيّن وكلّ رزيّة ومصاب، مهما كان كبيراً، لا يعدّ بعد مصابنا برسول الله (ص) كبيراً.
50- السبق والتأخّر هنا ليس مكانيّاً، بل السبق بالقول والرأي والبيان والحجّة والموقف.
51- العصمة: الأمن من الزلل والخطأ والإنحراف.
52- لا يعني هذا الحديث الإستغناء عن الطبيب، والحاجة إلى الدواء، والإستعانة بالدُّعاء، وكلّ سبيل آخر لطلب الإستشفاء، لكنّه واحد من جملة الوسائل الفعّالة التي يُستحسن أن تضاف إلى غير من أخواتها المُشفيات المُعافيات.
53- لابدّ من التذكير بقول رسول الله (ص): “قلْ خيراً أو فاصمت”، فالصمت عاصم من الثرثرة الفارغة، والغيبة، والتباهي، والخوض مع الخائضين، ومن كلّ لغوّ.
54- ثبت بالتجربة أن مَنْ تواضع لله رفعه، وإنّك كلّما حططت في نفسك درجة، رفعها الله في أعين الناس، وكلّما أحدثت ذلّة باطنة، أحدث الله لك في أعين الناس عزّاً ظاهراً.
55- هذا واحد من أساليب التعامل مع العصاة وليس الأسلوب الأوحد، والوجوه المكفهرّة المقطّبة التي تُعبِّر عن الرفض بما يقوم به هؤلاء.
56- المراد هنا توظيف السلبي في الإتجاه الإيجابيّ، وتحويل مجرى العصبيّة من خصلة مدمّرة أو خبيثة، إلى قناة نظيفة وطيّبة، أي من تعصّب مقيت إلى تنافس شريف.
57- هكذا كقول القائل: “حدِّث العاقل بما لا يليق، فإن صدق فلا عقل له”.
58- الرياضة، أو رياضة النفس تعني ترويضها ونهذيبها وتأديبها لتكتسب ملكات فاضلة، كما أنّ الرياضي بتمريناته يكتسب لياقة جسمانيّة أعلى.
59- يباكر: من التبكير في تناول الفطور، والغشيان: المجامعة، والنصيحة طبيّة يؤكِّدُها الطب ويثبت صحّتها لأنّها نظام غذائي صحّي، ونظام كسائي مريح، ونظام لتصريف الطاقة الجنسيّة بشكل معقول.
60-هذه طريقة في التربية الذاتية لا تدع عملاً يفوتك ما دمت مواظباً عليه، فإذا فاتك لسبب من الأسباب فإنّك تعوّضه وتتداركهُ في وقت لاحق.
إنّ (القضاء) هنا ليس وجوبياً كما في قضاء ما فات من الفرائض، بل هو حرص على المداومة بأن لا تفوت المداومَ المواظبَ المثابرَ عادةٌ حسنةٌ اعتادها، أو سنّة صالحة يتقرّب بها إلى الله.. القضاء هنا تمرين لتدريب النفس وضبطها وعدم تهاونها.
61- العيش الرغيد السعيد هو أن تكون في طاعة الله في كلّ وقت حتّى وإن كنت تعمل لدنياك، فتلك هي المتعة الكبرى واللذّة القصوى التي قال عنها بعض العارفين أن لو عرف بها الملوك لقاتلوا عليها، لأنّها سعادة السعادات.
62- الإستغفار ليس مجرّد قولك: أستغفر الله وأتوب إليه وأنت ساهٍ عن معناه، بل لابدّ من إستشعار فداحة الذنب وصدق الغفران.
63- وفي رواية أخرى: “ومَنْ أراد أن يحدِّث الله فَلْيَدْعُ”.
64- فلقد ورد في الحديث أيضاً أنّ العبد إذا همّ بالحسنة كُتبت له وإن لم يعملها، وإذا همّ بالسيِّئة ولم يعملها لم تكتب عليه، وقد يثاب عدم فعلها.
65- ذكر الله ليس لسانياً فقط، بل كل نعمة تتذكّرها بقلبك وتعرف أنّ الله صانعها ومنعها فهو شكر، وكل ذنب تشعر به وبأنّه جرمٌ وجرأة على الله، فهو إستغفار وإن لم تقل ذلك بلسانك.
66- لأنّه ورد في الحديث: “ما خابَ مَنْ استشار، ومَنْ الستبدّ برأيه هلك”، وعن علي (ع) نفسه: “مَنْ شاور الرجال شاركها عقولها”.
67- الإمّعة: الشخص التابع الذليل لا رأي له، ينقاد إنقياداً أعمى، كقول شاعر الجاهليّة:
وما أنا إلّا من غُزيّةَ إنْ غَوَتْ **** غَويتُ وإن ترشد غُزَيَّةُ أرشدِ
68- مثل ذلك قولك لإصابة شخص بينك وبينه عداوة بمكروه أو مصيبة: اللّهمّ لا شماتة، لتربأ بنفسك عن أن تشمت به في المصيبة، فربّما تلقى ما يلقى.
69- حاجته: من إيصال رسالة معيّنة، أو إبلاغ مطلب معيّن، أو بما يريد تحقيقه، أو بما يهدف إليه من إصلاح.
70- اتّخذوا عند الفقراء أيادي: أي أحسنوا إليهم بكلّ أشكال الإحسان الماديّ والمعنويّ، وإنّ لهم دولة: يعني أنّهم يحكمون لأنّهم أحباب الله الذين ليس لديهم ما يحاسبهم عليه، فإذا أحسنتَ لهم في الدُّنيا حصلت على جواز عبور يوم القيامة بما يمثلونه من شفاعة عند الله.
71-معرفة المدخل بسؤال: من أين؟ ومعرفة المخرج: إلى أين؟ أي من أين وكيف يبدأ (النيّة) وإلى أين ينتهي (المقصد)، فإذا كان على اسم الله وللهِ وفي الله وإلى الله فهو الذي لا ندم بعده.
72- في الحديث: اعرف نفسك تعرف ربّك لأن معرفة النفس قائدة إلى معرفة الله، ولما كان الله تعالى هو الحقّ المطلق، فإنّ معرفة النفس طريق إلى معرفة الحق. وأمّا الإستعانة بالحق على النفس، أي أن تكون مجنّدة له، مطيعة له، تأخذ به حتّى ولو خالف هواها.
73- الهوى: الميل إلى الشهوة حتّى ولو خالفت العقل والدين، فإذا أطعت هواك قادك إلى الهلاك.
74-الفتنة التي يختلط فيها الحق والباطل فتضطرب الرؤية، والحلّ أن لا تكون عندها جسراً يعبر عليك الآخرون لمآربهم الدنيئة، وابن الناقة هو الصغير الذي ظهره ضعيف وضرعه لم يدر اللبن بعد.