وحي الصدور 45
تاريخ النشر: 20/01/15 | 8:28من علا أسرف.. كل تكبر وعلو.. يتبعه إسراف في الأرض.. ألا ترى إلى الديكتاتوريات المتجبرة.. علت فأسرفت.. فضيّعت خيرات العباد والبلاد.. واقرأ إذا شئت، قوله تعالى..“فَمَا آمَنَ لِمُوسَىٰ إِلَّا ذُرِّيَّةٌ مِّن قَوْمِهِ عَلَىٰ خَوْفٍ مِّن فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ أَن يَفْتِنَهُمْ وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعَالٍ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الْمُسْرِفِينَ”، يونس – الآية 83..
فرعون.. علا، فأسرف.. ومن علا مثله.. أهلك.. وأسرف.
رحمة رسول الله بأمته.. من رحمة سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.. بأمته.. أنه لم يجبها في كل ماطلبت.. رحمة بها.. وحبا لها.. وإلا لأصبحت كل طلباتها.. واجبا مفروضا.. لاتستطيع تنفيذه.. حين طلبته.. ولعوقبت لعدم القدرة على القيام به.. واقرأ إذا شئت.. قوله تعالى.. “وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِّنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ ۚأُولَٰئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ”، لحجرات – الآية 7.
لافتح دون رسول الله.. من الملاحظات الملفتة للنظر.. وأنت تقرأ القرآن الكريم..
سورة سيّدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم.. رقم 47..
وسورة الفتح.. رقم 48..
مايعني.. أن الفتح مهما كان.. شكله.. وطبيعته.. وحجمه..وأثره.. ومنفعته.. والجهد المبذول في حقه.. لابد أن يسبقه.. حب سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.. والتشبث بسيرته العطرة.. بقدر مايستطيع.. حينها يكون.. فتحا مبينا.
وكان أبوهما صالحا.. العمل الصالح لاينقطع.. فيصل للوالدين لامحالة.. عبر الولد الصالح.. ويصل الولد الصالح.. عبر الوالدين الصالحين.. فالصلاح ممتد.. بين الأجيال.. فالمرء أحيانا.. يعطف.. ويقدم معروقا.. وينجي فلانا.. ويدافع عنه في حضرته وغيبه.. لأن أباه صالح.. ويشهد له الجميع بحسن الأفعال والأقوال.. فالصلاح إذن، لاينقطع.. ولا يتوقف.. واقرأ إذا شئت قوله تعالى.. “وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَن يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَٰلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا”،الكهف – الآية 82
إن الله يأمر بالعدل والإحسان.. لايكفي العدل..لابد من الإحسان.. فالعدل دون الإحسان.. غلظة وشدة.. تسيء للعدل.. وللقائم عليه.. فالإحسان زينة العدل.. فالاحسان يحمي العدل، ويلبس لبوس حسن التنفيذ.. والرفق به.. وبمن كان معنيا بالعدل.. ولا يلغيه.. ولا يستبدله.. إلا بما هو أحسن.. واقرأ قوله تعالى.. “ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ”، النحل – الآية 90.
معمر حبار