بيان معنى بيسم الله الرحمن الرحيم
تاريخ النشر: 25/09/12 | 3:32ايذان بالقيام بعمل ما مصاحبا ومستعينا ( ببسم الله ) ملتمسا البركة منه, سواء عن طريق اللسان او الجوارح, او بالقول والفعل ,وهو ذكر الله في بدء هذا العمل قولا وفعلا, فالله : سبحانه هو المآلوه المحبوب المعبود, الذي تشرئب اليه النفوس والافئدة بالتعظيم والمحبة والطاعة والعبادة ,فينصرف القلب والوجدان والعقل والجنان اللى هذا الاله بصفاته واسمائه وكمالاته,. الرحمن على وزن فعلان وهو ابلغ من الرحيم. مشتق من (رحم) وهو معنى حفظ وآف وشفق ), فاستشعار هذه الصفات تملآ النفس طمآنينة وسكينة وهدوء, ويتوجه القلب والوجدان وينصرفا الى هذا الرحمن الرحيم, الذي يحفظ خلقه وعباده الذين صرفهم الى طاعته ورحمته ليرقى بهذا لخلق الكريم الذي احاطه الله برحمته وعنايته ورعايته وكلاءته, فقال الرحمن الرحيم, ولم يقل السميع العليم, ولا الخالق, ولا الجبار, لما لهذه اللفظة من معنى ودلالة يعيش في كنفها ويستظل ظلها الخلق بدوام الرحمة والرآفة, وأنت ترحم طفلا او احدا يشعر اليك بالدفئ والحرارة والحنان والعناية, مما يولد ويشعر بالسكينة والطمآنينة, فيقبل على هذا الرحمن الرحيم بالطاعة والاحترام والتقدير, اذ ينعم برحمته وبركته, فيخلد الى الامن والاطمئنان, ويهدآ باله وتسكن نفسه.
فهذه صفات الخالق الذي اوجد من عدم وخلق فاحسن الخلق, ودبر فاحسن التدبير, وعندما يلفظ الانسان (بسم الله ) معنى ذلك انه ذكر الله ومجده وعظمه, وما دونه حقير صغير صاغر, فيتبرآ الانسان من ادران الهوى والشرك والغواية والضلالة, وينتقل الى معية الله سبحانه وتعالى المتفرد بهذا الاسم, والمتفرد بالعبودية, وغيره بال لا يساوي شيئا في جبروت الله وملكوته ورحموته, فيطرد الشيطان ويذله ويحقره عند قوله.
(بسم الله ), فأفردت عملك وقولك وفعلك ووجدانك وفرغته من ذكر غير الله, فعشت في رحاب اسم الله الشاسعة مشتملة على التعريف بالمعبود المآلوه, ومرجع الأسماء الحسنى والصفات العليا اليها, فالرحمن .فان رحمته تمنع إهمال عباده وعدم تعريفهم ما ينالون به غاية كمالهم, فمن أعطى اسم الرحمن حقه عرف انه متضمن لإرسال الرسل وإنزال الكتب, أعظم من إنزال الغيث وإنبات النبات وإخراج الحب والكلأ, لذا فاقتضاء الرحمة لما تحصل به حياة القلوب والأرواح أعظم من اقتضائها لما تحصل به حياة الأبدان والأجساد.
فالرحمة تتضمن الصفات التي تستدعيها من الحياة والإرادة والقدرة والسمع والبصر واثبات الرحمة والرحمانية , فلا اجتماع لهذين الأمرين ان يكون رحمانا رحيما ويعاقب العبد على ما لا قدرة له عليه
محمد صبيح