المدونــــة الثانـيـة والثلاثون "البديل من العبرية"
تاريخ النشر: 25/09/12 | 23:34في زيارة مكتب التأمين:
زيارتنا اليوم هي لمكتب التأمين، وستعجب معي كم يستخدم السائقون والموظفون التعابير العبرية بدءًا من (بيطواح)- בִּיטוּחַ= تأمين، ولا تعجبوا إن استمعتم في قرية جت (بدي أبطّــخ السيارة)، وفي مدينة الطيرة: (بدي أبوطِــح السيارة)، وهكذا سنجد عشرات التصريفات للكلمة العبرية الواحدة، ومن يدري فقد يقبل عليها دارس أو باحث مستقبلاً ليرى حركية التقبل للغة الأخرى لتكون ضمن لغتنا.
جلست في المكتب وراقبت.
دخل رجل وسأل: هل حضرتك (سوخن البيطواح)- סוֹכֵן בִּיטוּחַ = وكيل التأمين؟
– نعم
– عندي سيارة مازدا، وأحب أن أسأل أولاً:
كم يكلف تأمين سيارتي (بيطواح حوفا)- בִּיטוּחַ חוֹבָה، وكم يكلف
(بيطواح تساد شليشي)- בִּיטוּחַ צַד שּׁלִישִׁי?
بعد أن أجاب الوكيل عن استفسار السائل وبعد إجراء الحساب له، سألت الوكيل:
لماذا لا تعوّد زبائنك على لفظ الكلمات العربية، فـ (بيطواح حوفا)- בִּיטוּחַ חוֹבָה هو تأمين إلزامي، و(بيطواح تساد شليشي)- בִּיטוּחַ צַד שּׁלִישִׁי هو تأمين طرف ثالث (في الضفة الغربية يستخدمون التعبير: تأمين الفريق الثالث، وربما لأنهم يعتبرون التأمين اتفاقية، فالفريقان الأول والثاني هما شركة التأمين، والمؤمَّـن وما يملكه، ويكون الفريق الثالث هو ذلك الذي خارج الاتفاق، وهذا النوع من التأمين أساسًا ضروري، وذلك حتى يكون الضمان لدفع التعويضات عن الأضرار التي تلحق هذا الطرف الثالث، كالشخص الذي أصيب أو الجدار الذي هدم مثلاً، ويسمى هذا النوع في الأردن- كما ذكر لي وكيل تأمين، وعلى مسؤوليته (تأمين تكميلي).
أجاب: الحق معك، ولكن المؤمَّـنين = מְבוּטָחִים يفضلون التعابير بالعبرية، فهذا أسهل لهم، وهكذا اعتادوا، وهكذا فهموا، فأنا أعرف مثلاً أن (بيطواح مقـيـف)- בִּיטוּחַ מַקִּיף هو تأمين شامل، ولو قلت ذلك على مسامعهم لاستغربوا، وربما لم يفهموا.
حضر شخص آخر ليخبر الوكيل عن (نيزق)- נֶזֶק= ضرر خفيف في سيارته، فاقترح عليه الوكيل أن يصلح المركبة= הַרֶכֶב على حسابه، لأن (الهـِشْتــَتـفوت عَـتْسْـمِـيت)- הִשְׁתַתְפוּת עַצְמִית= المشاركة الذاتية أكثر من ألف شاقل. (في الضفة الغربية، وفي الأردن يسمونها: إعفاء، وللمفارقة: يبدو لي أن هذا الإعفاء هو لشركة التأمين).
أبدى السائق عدم رضاه، وقال: أريد أن (أزمين شماي)- אַזְמִין שַׁמַּאי = أستدعي (أطلب) مُخَـمِّـن.
دخل زبون ثالث ليؤمّـن سيارته الجديدة، فطلب منه الوكيل (إشور ميجون- “والجيم هي مصرية باللفظة العبرية”)- אִשׁוּר מִיגוּן= تصديق وقاية، وأشار عليه بمكان الحصول عليه.
أخذ الوكيل يتفحص بوليسة التأمين= وثيقة التأمين (بوليسة كلمة فرنسية police، وهي شائعة
في لغات العالم ولا بأس من استخدامها)، ثم أخذ يحدث عن (الهَنَحوت)- הֲנָחוֹת= تخفيضات (تسمى في بعض الدول العربية خصم) بسبب العمر، وبسبب عدم تسليم السيارة لمن هم أقل من أربع وعشرين سنة، وكذلك لمن في ملفه (هِـعْـدير تـبـيـعـوت)- הֶעְדֵּר תְבִיעוֹת= خُـلوّ دَعاوَى.
سأل زبون: هل (الجريرا)- גְרִירָה= جـَـرّ في الحساب؟
– نعم، وعند الحادث= תְאוֹנָה – لا سمح الله- سيكون لك (ريخِـب حَـلوفي)- רֶכֶב חֲלוּפִי= مركبة بديلة.
تحدث الوكيل مع سائق آخر عن (يريدات عيرخ)- יְרִידָת עֵרֶךְ = هبوط قيمة (السيارة)، وعن معنى (أوبْدان كللي)- אוֹבְדָן כְּלָלִי= إبادة كاملة (بالدارجة: نازلة عن الشارع)، ومتى لا يكون أي (كِسّـوي)- כִּסּוּי= تغطية (في بعض الدول العربية- غِـطاء).
دخل زبون، وقال: أضعت (الحوفا)- חוֹבָה يقصد التأمين الإلزامي فطلب منه الوكيل أن يتوجه إلى محام ويوقع على (تـتسهير)- תַּצְהִיר= تصريح بأنه قد أضاع شهادة التأمين، حتى لا يحدث أي التباس مستقبلاً.
قال الزبون: أمس كنت في (مسْراد هَـريشوي)- מִשְׂרָד הַרִישׁוּי= مكتب الترخيص والسيارة (عَبْـرا- עָבְרָה= اجتازت الفحص السنوي (وفي العامية: عبرت).
أهنئك، لم أكن أتوقع ذلك، فقد ذكرتني سيارتك بسيارة فيروز:
هالسيارة مش عم تمشي
بدنا حدا يدفشها دفشة
يحكو عن ورشة تصليح
وما عرفنا وين هي الورشة.
*ملاحظة: هل هناك من يتبرع ويطبع هذه المادة، ويعلقها في مكتب التأمين القريب، وأجره عند الله وعند لغتنا.