مشاركة اَلأف الأهالي في"ليلة العلماء 2012"بكريات شمونة

شاركت يوم أمس، 24.9.2012 وبحكم وظيفتي في وزارة العلوم والتكنولوجيا في “ليل العلماء” في كريات شمونة. هذا النشاط الاوروبي نظم على يد العاملين في مركز الأبحاث والتطوير – ميجال- بمبادرة قطرية من الوزارة. فما هو ليل العلماء؟

هو يوم أقره الاتحاد الاوروبي تفتح فيه ابواب الجامعات ومؤسسات البحث العلمي، متاحف العلوم ومراكز الارشاد ابوابها مجانا أمام العائلات، للوالدين ولأبنائهم، وذلك بهدف تقريبهم من العلم والبحث العلمي وتحفيزهم للنشاط البحثي. ويتم ذلك من خلال مجموعة متنوعة من النشاطات، المحاضرات، والحلقات والألعاب. في هذه السنة خصص ليل العلماء لذكرى ايلان تيورنج، العالم البريطاني المؤسس لعلم الحاسوب وللذكاء الاصطناعي Artificial Inteligence. لذا فقد كان التركيز هذه السنة على علوم الحاسوب وتقنياته.

لقد فوجئنا حال وصولنا الى بناية مدرسة دنتسيجر والمركز الجماهيري المحاذي لها من الكم الهائل من المشاركين، غالبيتهم العظمى من الاطفال والشبيبة، من الكم الهائل للسيارات على طول الشارع المؤدي للمدرسة وساحات الوقوف حولها. على مدخل المدرسة كانت بانتظارنا السيدة سمادار دهان، مركزة المشروع من قبل ميجال والتي رافقتنا خلال ساعتين في كافة المحطات التي شملها ليل العلماء. ومن بين هذه النشاطات وجدنا محطة للإنسان الآلي – الروبوتيكا، محطة للدمج بين علوم الاحياء وعلم الحاسوب، محطة لصناعة التقنيات العليا – هايتك، استعمال الحاسوب للامان على الطرق – سيمولاتسيا، رسوم متحركة محوسبة وإنتاج العاب جديدة من قبل الاطفال، محطة حول الاسس الرياضية للحواسيب الشخصية، علم الفلك، معرض للحواسيب القديمة وأدواتها، العاب محوسبة ومحطة للرياضة والألعاب الترفيهية المحوسبة. كم هائل من النشاطات أثار استغرابنا ودهشتنا. إلا ان سمادار لفتت انتباهنا الى العدد الكبير من الشركاء في المشروع: ما يقارب 30 مؤسسة مختلفة ساهمت في المشروع اما بالنشاطات او بالتمويل، من بينها نذكر الكلية الاكاديمية تل-حاي واساتذتها وعدد لا يستهان به من الشركات الاقتصادية ونخص بالذكر مرصد الكواكب “بريكيت” – موديعين الذي نصب اثنين من تيليسكوباته في ساحة المركز الثقافي وسمح للمشتركين بمشاهدة سطح القمر مباشرة او عن طريق الحاسوب مع شروح وافية حول مبنى سطح القمر وخريطة السماء وغيرها من المحفزات.

فوجئنا بتواجد رئيس بلدية كريات شمونة ومدير عام البلدية، مدراء المدارس في المدينة، باحثي ميجال، مدراء شركات الهايتك والبيوتك طوال مدة النشاط والذي استمر حتى التاسعة مساء.

لقد سررنا ايضا من مشاركة ما يقارب 200 طالب وطالبة عرب حضروا بالأساس من قرية نحف الجليلية برفقة مركز العلوم في مدرستهم. إلا ان غياب مثل هذا النشاط في الوسط العربي، من مراكز الابحاث في الجليل والمثلث والنقب ومن الكليات العلمية المختلفة آلمنا جدا. فلماذا نتغيب عن مثل هذه النشاطات المفيدة ولا نوليها الاهتمام الكافي؟

على أمل ان يتغير الوضع في السنة القادمة.