حكم حبس الطيور في الأقفاص
تاريخ النشر: 21/01/15 | 18:31بعض الحيوانات والطيور فيها جمال في أصل الخِلْقة، في الألوان أو في الأصوات أو في غيرها، والجمال مُحَبَّبٌ إلى كلِّ نفس سوية، وهو من نِعم الله تعالى التي يجب أن تُشكر.
ذهب جمهور العلماء (من الحنفية والمالكية والشافعية وقول عند الحنابلة) إلى جواز اقتناء الطيور والأسماك وحبسها والاتِّجار فيها ما دام ذلك في حدود الشرع، انظر: [حاشية ابن عابدين الحنفي (6/401)، ومواهب الجليل لمحمد بن عبد الرحمن المغربي المالكي (3/222)، ومغني المحتاج للشربيني الشافعي (4/208)، واللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء (13/39)].
ومما يدل على ذلك:
1- قوله تعالى: {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ الَّتي أَخْرَجَ لِعِبَادِه وَالطَّيِّبَاتِ مِن الرِّزْقِ}. [الأعراف: 22].
2- وقوله تعالى: {والْخَيْلَ والْبِغَالَ والْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً}. [النحل: 8].
3- وقد ورد في الصحيحين عن أنس رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خُلُقًا، وكان لي أخ لأمي يُقال له عُمَيْر، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جاءنا قال: (يا أبا عُمَيْر ما فعل النُّغَير)؟ وهو طير كالعصافير حُمْرُ المناقير، وأهل المدينة يسمونه البُلْبُل.
– قال ابن حجر في فتح الباري (10/586): فيه دليل على إمساك الطير في القفص.
– ونقل الشرواني: وسئل القفال عن حبس الطيور في أقفاص لسماع أصواتها وغير ذلك فأجاب بالجواز إذا تعهدها مالكُها بما تحتاج إليه لأنها كالبهيمة تُربط. [انظر: حواشي الشرواني الشافعي (9/210)].
أجاز العلماء ذلك بشروط، ومنها:
1- ألا يقصد بها التفاخر والخُيَلاء، كما هو دأب المُتْرفين، (والأعمال بالنيات).
2- ألا يُلهي التمتُّع بها أو الانشغال برعايتها واستثمارِها عن واجب من الواجبات.
3- تجنب السرف والتبذير في النفقة عليها، لأن السرف محرم شرعاً.
4- ألا يهمل في رعايتها بالتقصير في تغذيتها مثلاً، وقد أخرج البخاري في صحيحه برقم (3295)، ومسلم في صحيحـه برقم (2242) عن عبد الله بن عمر، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (عُذِّبت امرأة في هرة سَجنتها حتى ماتت فدخلت فيها النار، لا هي أطعمتها وسقتها إذ حبستها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض).
5- ألا يؤدي التمتع بها إلى تعذيبها وإيلامها.
نصائح وتوجيهات:
1- ألا تحبس الطيور منفردة، وحبذا لو كانت أزواجاً.
2- في حال حبس الطير الجارح كالصقر يجب على المربي أن يأخذ الحيطة والحذر خشية أن يؤذيه ومن حوله.
3- ألا يجمع في القفص الواحد بين الجارح وغير الجارح.