البُستانيّ والثّعلبُ
تاريخ النشر: 12/03/15 | 0:00
يُحكى أنّ بُستانيًّا كان له بستانٌ يعتني بأشجارهِ كلّ يومٍ يسقيها ، أو يكنش التّربة حولها ، يقلّم أغصانها
أو يقلع الأعشاب الضّارة المحيطة بها نَمَتْ أشجار البستان و أثمرتْ ، فتدلّتْ أغصانها
وذات مساءٍ مرّ بالبستان ثعلبٌ جائع رأى ثماره الناضجة فسال لعابه و اشتهى أن يأكل منها
لكن كيف يدخل البستان كيف يتسلّق هذا السّور العالي.
بقي الثعلب يدور حول السّور ، حتّى وجد فتحة في أسفله
فنفذ منها بصعوبة ، و بدأ يأكل الفواكه حتّى انتفخ بطنه
ولمّا أراد الخروج لم يستطع، قال في نفسه : أتمدّدُ هنا كالميّت
وعندما يجدني البستانيّ هكذا يرميني خارج السّور، فأهرب و أنجو
جاء البستانيّ ليعمل كعادته ، فرأى بعض الأغصان مكسّرة
والقشور مبعثرة ، عرف أنّ أحدًا تسلّل إلى البستان فأخذ يبحث حتّى وجد ثعلبًا ممدّدًا على الأرض
بطنه منفوخ، وفمه مفتوح ، وعيناه مغمضتان
قال البستانيّ : نلتَ جزاءك أيّها الماكر سأحضر فأسًا، و أحفر لك قبرًا كي لا تنتشر رائحتك النّتنة
خاف الثعلب فهرب و تخبّأ، و بات خائفًا وعند الفجر خرج من الفتحة الّتي دخل منها
ثمّ التفت إلى البستان وقال: ثمارك لذيذة و مياهك عذبة
لكنّي لم أستفد منك شيئًا دخلت إليك جائعًا ، و خرجت منك جائعًا ، و كدت أن أدفن حيًّا.