الى النخبة الفاشلة والقيادات المتهورة
تاريخ النشر: 29/09/12 | 1:53أذكرهم بداية بأنه طالما رأوا ان الأكاديميين فوق المحاضرين (اي الذين يوظفون علمهم لمواجهة التحديات) أصحاب اراء ثاقبة ويعملون على تناول المشاكل بمنهجية علمية ولذلك من الضروري ان تستعين الحكومات وأصحاب القرار بهم وكنت أظن ان هذه النخبة لن تفوتهم آراؤهم لكنني أجدهم قد غاصوا في لقاءاتهم مع السياسيين وتغاضوا من الالتفات الى المعايير العلمية كأساس في البحث عن حل موضوعي للوضع في سوريا.
وحقيقة ارى ان هذه النخبة قد ابتعدوا كثيرا عن فكرة استقلال الشعوب النامية عن مستعمريها وكذلك عن الدوائر العلمية التى يمكن ان تعطي تنوعا في التحليلات السياسية والاجتماعية .
أريد ان اطرح على هذه النخبة عدداً من النقاط :
1- من ناحية المبدأ كيف تقبل هذه النخبة ان تستعين بمن ظلمنا لرفع الظلم عنا اي اننا نستعين بالدول الاستعمارية والأنظمة العربية الاستبدادية من اجل انقاذنا . ولنا مثال على ذلك القيادة الفلسطينية التى تبحث عن حل للقضية الفلسطينية عند اللذين صنعوا المشكلة هروبنا من الظلم والاستبداد يجب ان لا يعمي قلوبنا وعيوننا ويطلسم عقولنا ممن اراد بالعرب وأهل الشام شرا وما زال يلحق الاذى بهم لا يمكن ان يكون معهم ويكن لهم الخير والسلامة!!!
وللتذكير فقط :فرنسا هي التى هدمت المملكة السورية وقتلت يوسف العظمة في معركة ميلسون وفرنسا ، وبريطانيا قسمتا بلاد الشام وهما اللتان عملتا على فرض الانتداب على ارض الشام وصاحبتا القرار المشئوم والتقسيم (سايكس بيكو) من خلال عصبة الأمم
وفرنسا هي التي سلحت اسرائيل بصورة شبه كاملة في عام 1948 . فرنسا هي أهدت إسرائيل المفاعل النووية ومهدت لها سرقة الزوارق الحربية وصناعة الماء الثقيل ، وبريطانيا هي السبب الأول في ضياع فلسطين وتعاسة شعبها ومعانته وهي التى قوضت على بقائهم على أرضهم وشردتهم.
وأمريكيا ، فحدث ولا حرج امريكيا ومن معها من الدول الاستعمارية وقفت بجانب الاستبداديين والدكتاتوريين العرب من الخليج الى المحيط ورفعها شعار الحرية كلام فارغ !!!
2- كيف نستعين بمستبد على مستبد لان المستبد لا يدعم اي حركة ضد مستبد إلا لغاية تمكن المستبد لينتصر على من ينافسه الاستبداد. اي بما معنى ان الأنظمة العربية المستبدة لا يمكن ان تدعم حركة تحرر وطنيه بكل المقاييس والمعايير السياسية والوطنية والأخلاقية.
3- الدول الغربيه لا تستطيع شن حرب على سورية وتجربه الاطلسي وأمريكا ضد القذافي الشعب الليبي لا تتكرر ضد الاسد والجيش والشعب السوري وذلك يعود لسبب قوة الجيش ووعي الشعب السوري وان اقدام هؤلاء على العدوان سيشعل بالتأكيد حربا عالميه ثالثة من الصعب معرفه نهايتها ومن السهولة القيام ببدايتها.
4- من المعروف ان الجيوش العربية وهذه الانظمة ليست جيوش قتال ولا معارك بل جيوش بنيت وأقيمت فقط من اجل الحفاظ وحماية هذه الانظمة ما عدا الجيش المصري والسوري الذي اقيما لهذا الغرض ومن غير المتوقع ان تقوم السعوديه او قطر بهجوم على سوريه ولا حتى الجيش الاردني الذي لا اشك ان فيه من الوطنيين والشرفاء مما يكفي لمنع مثل هذا الامر ان هذه الأنظمة التي ذكرت تستطيع تهريب السلاح والمرتزقة ودفع الاموال الطائلة لإسقاط النظام في سوريه والتحريض على الشعب السوريه عبر وسائل الاعلام.
5- تركيا لن تغامر بحرب ضد سورية لما ينطوي على ذلك من تبعات داخليه حتى خارجية وهي تعمل الف حساب للموقف الايراني الصلب ولكنها في نفس الوقت قد تساهم في تهريب المرتزقة والسلاح الى سوريه .
6- النظام السوري مدعوم بالكثير من عناصر القوة وهي قاعدته الاجتماعية داخل سوريه وخارجها العربي وقدرته على امتصاص العقوبات الاقتصادية والسياسية وذلك يعود للدعم الروسي والصيني الايراني والعراقي وبعض الدولة الاشتراكية مثل فنزوليا وغيرها ولا ننسى القوة العسكريه العقائديه لحزب الله الذي اثبت ذلك في 2000 و 2006 الذي اصبح لاعبا اساسيا على الساحة.
7- سابعا صحيح ان النظام السوري قد يكون ضعيفا امنيا لطول حدوده وسهوله دخول المرتزقة والسلاح تعبر هذه الحدود ولكن قوة الجيش السوري وتجربته على مدار اكثر من ثمانية عشر شهرا سيحد من ذلك ويتجاوز هذا الضعف.
8- ولو فرضنا انه تم التغلب على النظام السوري وهذا مستبعد جدا وجاء الاخوان المسلمون خلفا لهذا النظام فأن الاوضاع لن تستقر في سوريه على حال لوجود ثمانية عشر طائفة ومعتقد فبعدها تكون الفوضى الخلاقه التى تعمل على وجودها امريكا ومن لف لفيفهم من العربان بعدها كل القضايا بما فيها القضية الام الفلسطينيه تكون في خبر كان سيفرض الحل وتكون اسرائيل هي الرابح الاول والأخير .
9- لقد عولت المعارضه المسلحه خاصة والمعارضة عموما على انقلاب عسكري في سوريه وانشقاق كبير في الجيش السوري ولكن هذا لم يحدث فحصل ان البعض ممن باعوا انفسهم للشيطان الاكبر فعلوا ذلك ولكن هذا الامر يكاد لا يذكر فتبخر هذا الامل وطالت الازمة وليس من السهوله بمكان ان يتراجع الجيش السوري عن الحسم في ذلك .
10 – اذن لم يتبقى حلا إلا حلا واحدا لا غير على المعارضه السوريه ان كانت وطنية بحق ان يجلسوا الى طاولة الحوار وان تكون هنالك انتخابات حرة ونزيهة فإذا وصلوا الى ان يختار الشعب السوري رئيسا غير الاسد فليكن واني على يقين ان القياده في سوريه تقبل ذلك بكل رحابة صدر وذلك من اجلل وقف نزيف الدم السوري فالمخرج داخلي سوري ،سوري لا غير.
ولكن اعيب على المعارضة الوطنية كيف تقبل ان يكون سندها من قتل الشعب الفلسطيني وشرده كيف تقبل حتى ان تجلس مع من قتل الشعب العراقي وزرع الفتنة الطائفية فيه ولا زال سفك الدم في الشعب الشقيق قائم حتى الان كيف تقبل المعارضة الوطنية ان تكون امريكا وحلف الناتو مؤزرا لها وهي تعلم ان كل شيء بثمن والثمن معروف حرية الشعوب وكرامتها فكروا في مصير سوريه ودم شعبها النازف قبل فوات الاوان وان كنتم من النخبة والرواد حقا وتحبون سوريه قولا وفعلا …..
بقلم:الشيخ عبد الله نمر بدير”ابو ناشد”