نثرية "دَمْعَةٌ في الغِيَاب"

تَرَكتُ وِشَاحيَ المُوَشَّى بِعَبقِ الزَيْزَفون والغِياب عالِقًا .. مُعَلّقًا بين السِّياج !!

تُلَفنِي اللّوْعَة ويَغْمرني الأنِين, شَحَ دَمْعِي البَائِس عَازِفًا لَحْن السُهَاد الحَزيِن .

هَذه جَمَراتِي يُخَالِطها الرَّماد .. تئِنُ .. تؤزنِي .. تَكْوِيني وتَكْتَوي بِنارِ البعَاد

أيّ بُنيَّ .. ضَاقَ وَجْدِي ..وانطَفأ فيّ السِّراج !! مَا عَادتْ هَمساتكَ العَذبَة تَرْويني وتَرْوي سَنابِل قلبي ,ما عَادتْ تَرانيمُ ألْحَانكَ الدَافِئة تُغَرد في زَوايا البيتِ وتُطْرِّبُ سَتائرِه الوَرْديّة, تُطْرِّبِ وَسائدَ حُلْميَ النَرْجِسِي .. ففُؤاديَ الشَّجيّ انْفَطر

ها أَنا وَحيِدة أُسِرُ النَّجْوَى لرَبِّ العِبَادِ ..

أسْتَجْدي زُهورَ مُحيَاكَ وتَعْتَريني تَلابِيب البَردُ القارِسة .. يَغْمرني كُحْل الغَيَاهِب وتَلافيف الظَّلام !

أيّ بُنَيَّ .. اقْتَنَصتكَ رَصَاصَات العَدو الغَادِرة, سَلَبتني نُورَ الحَياة جَعلتني أرثِي نَفْسي لِنَفسي وأبْكي مُر الزَمَان ..

سَالَ وَجَعي الدَّامي يُمَسِدُ ريِق المَساء وزَغاريد نِسَاء قَريتكَ تُشَيّعكَ .. تُشَيِّعني .

تَوَشِحكَ بالعطر.. بِقَلائِد الفُلِّ واليَاسَمين, أمُ الشَّهيِد أنا جرْحي لا يَسْتَكِين,كلَّ يَوْمٍ أتَلَمَّظُ لَوْعَتي وأسْتَقي كؤوسِ العَذَاب والحَنِين .