ندوة للشيخ صرصور حول هبة القدس والأقصى في حورة
تاريخ النشر: 01/10/12 | 3:05نظمت الحركة الإسلامية في منطقة النقب هذا الأسبوع ندوة بمناسبة الذكرى الثانية عشرة لهبة القدس والأقصى ، وذلك في بلدة حورة ، استضافت فيها الشيخ إبراهيم صرصور رئيس حزب الوحدة العربية/الحركة الإسلامية ورئيس القائمة الموحدة والعربية للتغيير ، وحضرها جمهور كبير بما فيهم قيادة الحركة في الجنوب : الدكتور محمد النباري رئيس مجلس حورة المحلي ، الشيخ موسى أبو عيادة رئيس الحركة في النقب ، الأستاذ سعيد الخرومي أمين عام حزب الوحدة العربية ، الشيخ جمعة القصاصي عضو المكتب السياسي للحزب ، الأستاذ صلاح أبو القيعان رئيس مؤتمر عام الحركة ، وغيرهم ..
في افتتاح الأمسية رحب الشيخ حابس العطاونه مسؤول الحركة الاسلامية في حورة بالحضور، وسلط الضوء على عدد من النقاط الهامة في موضوع الندوة واهميتها في تعزيز وعي الجماهير العربية عموما وفي النقب خصوصا ، في ظل التحديات التي تفرضها السياسة الإسرائيلية على جميع المستويات المدنية والسياسية .
بعد تقديم التهنئة للشيخ عطية الأعسم الرئيس المنتخب للمجلس الإقليمي للقرى غير المعترف بها ، اكد الشيخ موسى ابو عيادة على أهمية إحياء مثل هذه المناسبات الوطنية لما لها من دور في تعزيز الوجود العربي في النقب . كما ودعا إلى تسيير حافلات اسبوعيه للأقصى من مناطق النقب في إطار مشروع ” شد الرحال ” .
بدوره تحدث الشيخ عطيه الاعسم، رئيس المجلس الاقليمي للقرى غير المعترف بها، حيث بين ان المرحلة التي يعيشها النقب على وجه الخصوص فاصلة ومصيرية ، وناشد الجميع العمل مع المجلس الاقليمي للقرى غير المعترف بها ضد المخططات الهدامه، ومنها خطة “غولدبرغ- برافر”.
الشيخ النائب ابراهيم صرصور، حاضر تحت عنوان ” هبة القدس والأقصى”، وأكد في بداية محاضرته على أن أمتنا العربية والإسلامية مرت في تاريخها بأزمات عاصفة خارجية وداخلية ، إلا انها استطاعت بما تملكه من قدرات كامنة وإيمان قوي أن تخرج من تحت الركام أقوى مما كانت ، مقبلة على صناعة الحياة على وجه يجدد حيوية الأمة … وشدد على أن الأمة اليوم ومنها شعبنا وجماهيرنا تمر بمرحلة تعتبر الأعقد في تاريخها ، ولا بد من أن تخرج منها قوية عزيزة كما خرجت في الماضي ، وعلى هذه القاعدة يجب أن نحدد مسارنا نحو بناء الحاضر والمستقبل .
حدد الشيخ صرصور محاضرته في ثلاثة عناصر ، الأول ، الجماهير العربية بعد اثني عشر عاما من مجزرة ” هبة القدس والأقصى ” وأربعة وستين عاما على قيام إسرائيل . والثاني ، القضية الفلسطينية في ظل فشل أوسلو وغياب الوحدة الوطنية وتعثر المفاوضات بصددها . والثالث ، الربيع العربي وأثره المفترض على مجمل المشهد في الشرق الأوسط وموازين القوة الفاعلة فيه ..
استعرض في المحور الأول التطورات التي مرت بها الجماهير العربية في ذكرى هبة القدس والأقصى ، في فترة باراك وبعد فشل مفاوضات كامب ديفيد، وتحميل عرفات رحمه الله مسؤولية فشل تلك المفاوضات ،حيث بدأت حرب حقيقة على الشعب الفلسطينية شنها باراك وأكملها من بعده شارون ، ضيقت على الشعب الفلسطيني ، وذاق خلالها الويلات … قدر الله ن يكون الأقصى المبارك تاج هذا الحراك الفلسطيني الجديد في اتجاه نيل الاستقلال والحرية .
وأضاف : ” لم يرض العرب في الداخل الوقوف مكتوفي الأيدي أمام قتل إخوانهم ، وشاركت الجماهير بشكل سلمي معبرة عن شجبها لانتهاك اسرائيل للمسجد الاقصى ، ومحاولة قتل حلم دولة فلسطين المستقلة ، فإسرائيل لا تتعامل معنا كمواطنين متساوي الحقوق الا بقدر ما يخدم مصالحها الإستراتيجية ، ولذا تتعامل معنا كأعداء، فقتلت 13 شاب بدم بارد ، وشكلت الحكومة بعد ضغط لجنة تحقيق رسميه، وأنهت لجنة “أور” عملها وخلصت الى عدد من التوصيات من أهمها : أولا ، فشل اسرائيل في تحقيق الحد الأدنى من المساواة بين العرب واليهود، ودعت اللجنة تنفيذ مشروع قومي تضع العرب في قلبه، لم يتحقق منه شيئ حتى الآن ولا اعتقد انه سيتحقق . ثانيا ، تعامل اسرائيل الامني مع العرب ، حيث عززت اسرائيل ثقافة الكراهية ضد كل ما هو غير يهودي، وتعزيز ثقافة الكذب بشأن كل ما يتعلق بالضحية العربية . ثالثا ، الطلب إلى الجهات المختصة التحقيق مع عناصر الأمن التي اعتبرتهم اللجنة ضالعين بقتل الشباب العرب وتقديمهم للمحكمة .. لم تستخلص إسرائيل العبر فاغلقت الملفات ضد مجهول !! اذا فمن قتل ال – 13 شهيدا؟!
أما على المستوى المدني فمنطقة النقب تجسد خلاصة المواجهة، فهم يتعاملون معنا كتهديد امني، وديمغرافي، وتهديد في جميع مجالات الحياة، ومنها موضوع الارض، واستذكر قضية أم الحيران، ورفض اعتراضات العرب، واتخاذ قرار بإزالة أم الحيران، وإقامة مستوطنة حيران لليهود، وهذا تناقض واضح ، والحل خوض الصراع بمنتهى الحكمة وبعد النظر والصبر والسلمية والمهنية والعناد . فشلت مخططات اسرائيل تحويل عرب الداخل إلى مجموعة من البشر بلا هوية ولا حلم ولا طموح ، حيث تصر الجماهير العربية على بلورة هويتها بكل عزة ،وصقل شخصيتها بكل إباء ، والحركة الاسلامية لها دور كبير في بلورة وتعزيز الهوية الدينية والقومية والوطنية . فعلينا ان نبني مستقبلنا مهما بلغت الظروف بالإرادة التي لا تهزم . ” …
أما القضية الفلسطينية فقد تحدث عن : ” فشل اتفاق أوسلو باعتراف مهندسيه في تحقيق الحد الأدنى من الحقوق الفلسطينية ، حيث كبل ايدي الشعب الفلسطيني بحجة الالتزام بالاتفاق وعدم إعطاء الذرائع لإسرائيل لنقضه ، بينما إسرائيل أباحت لنفسها في ظل الخلل الواضح في موازين القوى ، والدعم الأمريكي غير المحدود ونفاق الموقف الأوروبي ، لتغتال الحلم الفلسطيني من خلال تهويد القدس وتوسيع الاستيطان ومن خلال السيطرة والتحكم في الشأن الفلسطيني والموارد الفلسطينية والفضاء والحدود الفلسطينية . وركز الحديث عن القدس وما آلت اليه احوالها وتخطط إسرائيل لها على المستوين السكاني والحضري ، والذي يعني انتهاء ملف القدس في الأمد المنظور إذا لم تتحرك الأمة لتغيير مسار الأوضاع .
الحل للمأزق الفلسطيني يكمن في الاتفاق على مشروع وطني جامع لا مكان فيه لإسرائيل ما لم تغير سياساتها جذريا ، يتحرك في اتجاه تعزيز الوحدة الوطنية وجمع شتات الوطن غزة والضفة المحتلتين ، تحت قيادة جديدة تختارها القوى الوطنية والإسلامية ، تنحاز بكليتها إلى خيارات الشعب ، وتترك المناورات السياسية التي لا تجدي ، مستثمرة كل التغيرات الإقليمية الحاصلة .. إسرائيل تعيش أسوا أحوالها سياسيا ودوليا ، حتى أن اوباما لم يعد يطيق نتنياهو ، كما تفتقد إلى الشرعية الدولية بحكم أنها تسيطر على 25% من مساحتها في حدود 1948 بقوة السلاح في إطار حرب العام 1948 … على الفلسطينيين العودة إلى القرارات الدولية منذ 1947 مرورا بالنكبة وقرارات ما بعد حرب العام 1967 ، ففيها ما يحرج العالم وإسرائيل أكثر من أوسلو بكثير .. ” …
أما الربيع العربي : ” فيثبت ما أثبتته الأمة عبر تاريخها الطويل … أمتنا لا يمكن أن تموت … قد تضعف .. قد تتراجع ، لكنها سرعان ما تقوم ، وعندما تقوم ستصحح بوصلة الوجود بما يخدم قضايانا الكبرى وعلى رأسها القضية الفلسطينية أمِّ القضايا وجوهرة تاجها .” …