لا حياة بلا أمل ولا تنمية بلا عمل
تاريخ النشر: 25/01/15 | 14:05إذا خلت الحياة من الأمل فلا جدوى منها، ولا يترتب على حراك الفرد فيها أي قيمة، وإذا وجد الأمل ًافتقدنا سبل التعبير عن توجهاتنا نحو المستقبل ولم نستطع أن نطبقها على أرض الواقع من خلال ترجمة عقلانية عملياتية ناضجة، يبقى الأمل قاصرا عن بلوغ الهدف.
إن أبرز احتياج نفسي تتطلبه النفوس الملتهبة اليوم هو الأمل، الأمل بالحياة، الأمل بالحرية، الأمل بالأمن والاستقرار، الأمل بحرية التعبير والتغيير، وقبل ذلك، الأمل بأن يكون غدنا خيراً لنا من يومنا وأمسنا.
التوازن هنا مطلوب بصورة ملحة، فعلينا أن لا نفرق الناس والشعوب في بحر العاطفة ليصبحوا مشبعين بالأمل ونحن لا نملك مفاتيح التغيير والعمل، وإلا اصطدم الشعور النفسي بواقع لا يمكن تغييره، فتنقلب الموازين، وتشيع الحسرة والانكسار النفسي ويصعب بناء الأمل في النفوس من جديد.
كما ينبغي لنا أن نؤسس لمنهجية العمل الناضج على مختلف المستويات، عمل تخطيطي وإداري، حكومي ومؤسساتي، ذكوري ونسوي، حزبي وجماهيري، لنقفز فوق حواجز التخذيل.
المسؤولية الكبرى عنا تقع على عاتق النخب السياسية والإعلامية بالدرجة الأولى، فهم كقيادات وأصحاب نفوذ عليهم أن يفتحوا نافذة الأمل في كل خطاباتهم ولقاءاتهم، ليستمع الناس بداية لكلام فيه نسائم أمل يمكن تصديقها والإيمان بها، ثم عليهم بعد ذلك أن يطرحوا برامجهم التعبوية والنهضوية والتشغيلية التي تخرج الناس من بخار الشعارات المتلاطمة إلى ما يمكن للعين أن تبصره في الواقع.
هنا يمكن لنا الحديث عن تغيير المزاج العام، وتحويل أنظار المجتمع من حالة الخوف واليأس والتردد إلى حالة الثبات والاستقرار الوجداني التي يليها مشروع البناء والارتقاء.
المستشار د. نزار نبيل الحرباوي