لو يعرف الزيتون غارسه لسار الزيت دمعا…!
تاريخ النشر: 02/10/12 | 15:25بقلم رانية عقل
تمثل شجرة الزيتون، شعبنا من جذوره إلى فروعه، هي رمز صمودنا وثباتنا على أديم وطننا . هي شاهد قوي على ظلم الاحتلال عبر كل مراحله. هذه الشجرة “الرومية” ابنة “الرامة” الذي يزيد عمرها عن أكثر من 3000 سنة، ترعرعت على أرض المشاع، ونالت من خصوبتها، وتنسمت هواءها، واستنشقت الحرية، حتى غدت غصونها رمزا للسلام، والمحبة،تخوض شجرة الزيتون أزمة الاقتلاع والتدمير، من أجل تقويض غصن السلام، و “خلخلة العلاقة التاريخية العضوية، الجذرية ما بين الفلسطيني والأرض /الوطن”.
لم تشهد شجرة في التاريخ حربا شرسة وعداء مستحكما كما تشهده شجرة الزيتون الفلسطينية.تلك الشجرة المباركة التي جذورها في قلب كل فلسطيني، وأصلها ثابت في العروبة، وأغصانها صامدة توتي أكلها كل حين، تذكرني بملامح وجهه جدي، وألمس بها صوت جدتي، التي شهدت الاحتلال، وأجادت لغة المحتل وتناقلنها جيلا بعد جيل، فأذكر “ساغ بيادا وبرنجي طبور ” وهي كلمات عسكرية تركية…
هذه الشجرة التي تعيش فينا، وبنا، ومعنا، نحملها درعا، ونتأبط أغصانها حروفا وألوانا، ونكتب بزيتها تاريخ من لا تاريخ له، ونضيء بها مسالكنا، زيتونة مباركة ورد ذكرها في القرآن الكريم سبع مرات. تسكن نفوسنا، وتتربع في قلوبنا، تشهد أفراحنا وأتراحنا، تحس بيومنا المعيش من خلال صمودها واقفة وشاهدة، تغدو في أغانينا ” زيتون بلادي واللوز ا لأخضر والميرامية ولا تنسى الزعتــر…” تغني تراثنا الشفهي والمكتوب، تنقل خبراتنا ومداركنا إلى الأجيال القادمة، كما نقلت خبر السلف، وتغدو حاضرة في أمثالنا الشعبية : “خبزي وزيتي عمار بيتي”.هذه الشجرة الخضراء التي شغلت قلوب شعبنا، في حبها وقدسيتها، جعلته يستخدمها في كل مناحي حياته، من أكله وشربه وحمامه وغسيل ثيابه، هذا الصابون النابلسي مولود من شجر زيتون بلادي و”الجفت ” الذي استخدمته النساء لطابون البيت وعجوة حبة الزيتون للتسبيح.
كيف لي أن أمارس فني، دون ترجمة حبي وعشقي لشجرة كريمة، تشهد حق شعبي …
ندعوكم للمشاركة بافتتاح معرض “الزيتون في الفن الفلسطيني” وذلك في الساعة السادسة من مساء يوم غد الاربعاء في جاليري السرايا في خان الباشا, مدخل السوق , شارع الكازانوفا بمدينة الناصرة حيث سيشارك فيه مجموعة مميزة من الفنانين والذي سيفتح ابوابه لمدة 3 اشهر كل يوم من العاشرة صباحا حتى السادسة مساءً ما عدا ايام الجمعة .