ذاكَ بَعْضُ حُلمي
تاريخ النشر: 02/10/12 | 5:12ذاكَ كانَ بَعْضَ حُلمي الشَّفيفِ وَلا يزال
أنْ أُغَيَّبَ في غَفْوَةٍ نَهارِيَّةٍ ناعِسَةٍ وَسارِحَة
فأنْسى غَدْرَ الزَّمَنِ وانْفِلاتَ جَشَعِ بَعْضِ ناسِهِ وناسي
وأصير مِثْلَ ذاكَ الراعي الْعاشِقِ مُوَزَّعَ العِشْقِ بينَ فاطِمة وفاطمة
أمسِكُ بِيَدٍ عودَ سِنْدِيانٍ جَليليٍّ ، يَحولُ دونَ أنْ أقَعَ ،
وأهشُّ بِهِ على ذاتي فلا تعرف الإنحِناء
وأروحُ أتَسَلَّقُ صُخورَ قِمَمِكَ يا وَطَني
فأهْتِفُ مِنْ قَحْفِ رأسي مُنْشِداً :
” ألله .. يا وَطني !
لوْ وَضَعوا الشمس في يَميني والقمرَ في يَساري
لَنْ أرضى لَكَ بَديلا
” وَأُمْسِكُ بِيَدي الأخرى شَبّابة عاشِقٍ بَدَوِيٍّ
” تَفْضَحُ ” بَحَّتُها سِرَّ عِشقي .
وَحينَ يُضْنيني تَعَبُ وُعورةِ شِعابِكَ يا وَطَني
ألوذُ بِفَيءِ مُنْحَنياتِ صَخْرِكَ لأرتاحَ قَليلاً
أتناوَلُ بُقْجَةَ ظَهْري بحثا عَمّا فيها مِنْ كِسْرَةِ خُبْزٍ ،
حَبّاتِ زيتونِ وَجُرْعَةِ ماءِ جُرْنٍ صَخْرِي ،
وأهبِطُ ، بُعيْدَ راحَةِ جَسَدي وذُهني ، لأعانِقَ حَصى الودْيان
أصغي لِصدى سقسقةِ ماءٍ كان هُنا ذاتَ زَمَنٍ قَبْلَ أن يَسْرِقوه
وَلِهمساتِ عُشْبٍ كان راقِصاً تهدهِدُهُ كَفُّ نسيمٍ
هِيَ أشْبَه بِرِقَّة أمٍ حَنون
وأروحُ بَعْدها أغفو قليلاً
لأرى في غَفْوتي عوالِمَ مُلوَّنة كَزُنّارِ فاطِمَة .