وصار القتل فينا شرب ماء

وَصارَ الْقَتْلُ فينا شُرْبَ ماءٍ .. فَلا يُبْقي صَغيرًا أَوْ كَبيرَا
غَدا ضَغْطُ الزِّنادِ بِلا حِسابٍ .. وَصارَ الطَّعْنُ شَرًّا مُسْتَطيرَا
نُشَيِّعُ راحِلًا في كُلِّ يَوْمٍ .. نُعِدُّ لِآخَرٍ يَتْلو الْقُبورَا
ثَقافَتُنا الْـمُسَدَّسُ لا كِتابٌ .. وَنَلْتَحِفُ التُّقى كَذِبًا وَزورَا
يَراعَتُنا هِيَ السِّكِّينُ نُمْلي .. سُطورَ الْـمَوْتِ لا عِلْمًا وَنورَا
إِلامَ نَظَلُّ يا أَهْلي قَطيعًا .. بِلا راعٍ عَلى جُرُفٍ أُثيرَا؟
إِلامَ نَهيمُ يا رَبْعي قُرودًا .. بِغاباتِ الْجَهالَةِ أَوْ حَميرَا
إِذا ما صاحَ ذو جَهْلٍ عَدَوْنا .. إِذا الْوَطَنُ اشْتَكى زِدْنا شَخيرَا
نَحُزُّ رِقابَنا سَفَهًا وَحِقْدًا .. وَنَأْكُلُ لَحْمَ مَوْتانا فُجورَا
وَنَشْرَبُ أَكْؤُسًا طَفَحَتْ دِماءً .. وَنَشْمَخُ نَخْوَةً فَضَحَتْ قُشورَا
وَنَرْكُضُ لِلصَّلاةِ بِكُلِّ وَقْتٍ .. وَنَدْعو اللهَ أَنْ يُقْصي الشُّرورَا
وَكُلُّ الشَّرِّ إِنْ تَسْأَلْ فَمِنَّا .. وَنَحْنُ أَبوهُ مُذْ هَتَكَ السُّتورَا
وَغَنَّيْنا “أَلا هُبِّي بِصَحْنٍ” .. وَنادَمْنا نَتاشا أَوْ شَكيرَا
عَرينا فَاسْتَعَرْنا شَرَّ ثَوْبٍ .. فَعَرَّى الْـمُسْتَعارُ الْـمُسْتَعيرَا

محمود مرعي