جمال خطاب غلام
تاريخ النشر: 04/10/12 | 7:38الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين ، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم وتب علينا يا مولانا إنك أنت التواب الرحيم.
لقد استوقفتني هذه القصة لغلام لا يتعدى عمره الرابعة عشر ، ولقد وردت القصة في كتاب “تربية الأولاد في الإسلام” للمؤلف عبد الله علوان ، وفي هذه القصة نرى أدب الكلام وفطانة هذا الغلام البر ، فتعالوا لنتعلم منه وأسأل الله تعالى بأن يرشد أبناءنا وبناتنا لتعلم قصص الأولين وأبطال هذه الأمة المكرمة ، ففي كتاب ربنا ، وسنة نبينا وتاريخ أهل الهداية من أمتنا كل الخير والسعادة والفلاح …
قحطت البادية أيام هشام بن عبد الملك ، فقدمت العرب من أحياء القبائل ، فجلس هشام لرؤسائهم فدخلوا عليه ، وفيهم درواس بن حبيب وله أربع عشرة سنة ، عليه شملتان وله ذؤابة فأحجم القوم وهابوا هشاماً ، ووقعت عين هشام على درواس ، فاستصغره ، فقال لحاجبه ما يشاء أحد أن يصل إلى إلا وصل حتى الصبيان ؟! فعلم درواس أنه يريده ، فقال له : إن دخولي لم يخل بك شيئا ، ولقد شرفني ، وإن هؤلاء القوم قدموا لأمر أحجموا دونه ، وإن الكلام نشر ، والسكوت طىّ ، ولا يُعرف الكلام إلا بنشره . فقال هشام : فانشر ما بدا لك ! وأعجبه كلامه .
فقال : أصابتنا ثلاث سنين : فسنة أذابت الشحم ، وسنة أكلت اللحم ، وسنة نقت العظم ، وفى أيديكم فضول أموال ؛ إن كانت لله ففرقوها على عباده المستحقين لها ، وإن كانت لهم فعلام تحبسونها عنهم ؟ وإن كانت لكم فتصدقوا بها عليهم ، فإن الله – تعالى- يجزى المتصدقين ، ولا يضيع أجر المحسنين .
وإعلم يا أمير المؤمنين : أن الوالي من الرعية كالروح من الجسد ، لا حياة للجسد إلا به .
فقال هشام : ما ترك الغلام في واحدة من الثلاث عذرا ، وأمر أن يقسم في باديته مئة ألف درهم ، وأمر لدرواس بمئة ألف درهم .
فقال درواس : ارددها إلى أعطية أهل باديتى ، فإني أكره أن يعجز ما أمر لهم به عن كفايتهم . قال : فما لك حاجة تذكرها لنفسك ؟ قال : مالي حاجة دون عامة المسلمين !
شَكَرَ الله حُسْنَ متابعتكم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين.
إعداد : وسيم مصري ، قسم الخدمات النفسية التربوية ، عرعره