خلف القضبان…

بقلم المبدع اكرم المصري , دورا – الخليل(من ديوان شلال من العواطف)

أنتم يا من سكنتم أعاليَ القمم…

وتركتمونا نتيهُ في القيعان والوديان…

انتم يا من ارتقت رؤوسُكم رفعةً…

فأنارتها دررُ السماءِ..

فأنتم أحرارٌ باولِ السطورِ واّخرها…

فمتى استكنتم وقدْ وُلِدْتُم من رحمِ أمٍٍّ..؟!

هي أمّي ….فلسطين.

ومتى استُعبدتُم وقدْ ولدتكم أُمهاتكُم أَحراراً؟!

أبيتمْ بكلّ معانيَ الصبرِ إلا أنْ ترسموا للحريةِ عنواناً..

ورسمتم للفجرِ نورَه الأصيل..

من رحمِ الذي سكنتم بروحِه….

*** *** *** ***

إليك أيا أسير الجسد..

هاكَ مني شعاعاً من فيضِ قلبي..

كنت له قنديلاً في كحلةِ الليلِ..

هاكَ مني جُموعُ دمعي…

شلالاً يُغرقُ سجّاناً في قعرِ يمِّ..

هاكَ مني شعاعاَ يعانقُ قضبانَ أسرك..

لا تقولوا: سكنتْ أرواحنا هنا!

فأرواحكم تحلقُ كما الطير في سفحِ الجبالِ..

تشقُّ الأرضَ والسهلَ والوادي…

*** *** **** ***

إليكم أنثرُ كلماتي….

ومعذرةً..

ومعذرةً إنْ أطلْتُ عليكم بحروفي..

فلعلّني أغمسها في كأسِ الحريةِ..

بكلّ أمانةٍ إنْ حُمّلتْ إليكم حروفي…

فارسموا على وجهِهِ الأسود- مشتّتُ حريتِكم-…

حمامتي البيضاء..

فحُريتكم بين جناحيها تكْمنُ..

فأنتم في القلب والوجدان..

ومعذرةً إنْ طالَ السؤالُ عنكمُ..

وكلُّ خليةٍ في أنسجة جسدي إليكم تعتذرُ..

فإن طالَ يومُكم..

ورأيتم غروبَ شمسِه..

فالفرجُ مع الصبرِ..

وما قيلَ من سالفِ العهدِ..

*** *** *** ***

طاب اللقاءُ بكم ومعكم

وطيّبَ اللهُ كلّ روحٍ في سفينةِ ركبكم…

ما تطيّبتْ روحي من طِيبٍ أعزُّ عليَّ من طِيبِ أنفاسكم..

وما عدتُ طبيباً،

وعِلّتي ودوائي بين أرواحكم مستورٌ..

أسكنوا براحةٍ فالأملُ مفتاحُه هنا…

إليكم….أكتبُ ويصْعُبُ الكَلِمُ..

فلستم مجردَ كَلِمٍِ..

وأنا بكلّ حرفٍ مكلومٌ..

وإن جلستَ أخي هناك…

بين أريكتينِ…بين أسر وحريةٍ

بين ثلجٍ ونارٍ..

فاعلمْ، أسرٌ يُطَوّقُ سجّانيكم ..

وحريةٌ تسبحُ بكَ في فضاءْ..

فحرية تطرقُ بابَكم،

بل بابُ مُقيّدِ حريتِكم وكلّهُ قضبانُ..

وتسكنونَ خلفها ..

وأحرارٌ أنتم خلفها..

خلفَ القضبانِ