قم للمعلم وفه التبجيلا...
تاريخ النشر: 21/02/11 | 5:46كلمة المربي خيري محمد اسماعيل عثامنة في حفل تكريم المتعلم المتقاعد في المركز الثقافي الحوارنة نهاية الاسبوع الماضي :
“بسم الله الرحمن الرحيم
أحييكم بتحية الاسلام:السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد: أتقدم إليكم بالتهنئة بمناسبة ذكرى مولد الرسول الكريم “صلى الله عليه وسلم” .الذي قال فيه سبحانه وتعالى ( محمد رسول الله والذين معه اشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من اثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع اخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين امنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة واجرا عظيما) صدق الله العظيم.
اما المناسبة الثانية فهي تحرر الشعبين التونسي والمصري من الظلم والاطهاد آملين ان تكون هذه الفترة فترة سلام وهدوء، سلام محبه ووئام.
اما المناسبة الثالثة فهي في ذكرى اخوان لنا وزملاء كانوا معنا وقد غابوا وانتقلوا الى الرفيق الاعلى ارجو من الجمهور الكريم تلاوة الفاتحه على أرواحهم.
وبعد: بسم الله الرحمن الرحيم :لقد منّ الله على المؤمنين اذ بعث فيهم رسولا من انفسهم يتلو عليهم اياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وان كانوا من قبل لفي ضلال مبين .
ويقول تعالى(واتقوا الله ويعلمكم الله والله بكل شيء عليم ).
وقول رسولنا الكريم عن عظم ما يقوم به المعلم يقول الله سبحانه وتعالى يوم القيامة للعلماء :اني لم اجعل علمي وحكمي فيكم الا وانا اريد ان اغفر لكم على ما كان منكم ولا ابالي او كما قال . وقال ايضا اذا قال المعلم للصبي : قل بسم الله الرحمن الرحيم فقال الصبي بسم الله الرحمن الرحيم كتب الله براءة للصبي وبراءة لأبويه وبراءة للمعلم .
وقال امير الشعراء شوقي قصيدته المشهوره:
قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم ان يكون رسولا
أعلمت اشرف او اجل من الذي يبني وينشئ أنفسا وعقولا
سبحانك الله خير معلم علمت بالقلم العصور الاولى
فكلوا إلى الله النجاح وثابروا فالله خير كافلا ووكيلا
هذا هو المعلم وهكذا يجب ان يكون فقد قيل المعلم شمعة تحترق لتضيء للآخرين ، أنها ألمهنه ذات الهالة ألمقدسه (مهنة التدريس) هي مهنة الأنبياء والرسل مهنة العاملين والمصلحين الاجتماعيين .
لو بحثنا وتحرينا عن مكانة المعلم في دول اخرى لنرى مكانتنا بينها، فعلى سبيل المثال في اليابان تصل مهنة التدريس عندهم الى حد التقديس ،حيث يغرس الوالدان محبة المدرسة والمدرسين في قلوب ابنائهم وتقديم الاحترام اللازم لهم ،الامر الذي يمنح المعلم سلطة كبيره والتعامل مع طلابه معاملة تقدير واحترام .هذا الوضع في اليابان فكيف الوضع عندنا ؟
المعلم عندنا لا يحظى بمنزلة تليق بمقامه ومركزه الاجتماعي كما قال شوقي : قم للمعلم وفه التبجيلا …
ان مكانة المعلم في مجتمعنا تنعكس سلبا على نفسيته مما تسيطر عليه حالات من الاحباط وخيبة الامل ،لذا نرى كثيرا من المعلمين تدفعهم الاحوال المادية الى البحث عن عمل اضافي الامر الذي لا يليق بمركزهم العلمي والاجتماعي وكذلك لا يمكنهم من القيام بواجبهم اليومي ويؤثر على عملهم الدراسي. ففي كل صباح لدى ذهابه الى مدرسته كأن لسانه حاله يقول كما قال المعلم الشاعر ابراهيم طوقان ردا على قصيدة شوقي :
لو جرب التعليم شوقي مره لقضى الحياة شقاوة وخمولا
يامن تريد الانتحار وجدته ان المعلم لا يعيش طويلا
أطال الله أعماركم أيتها السيدات والسادة .
إن الامر بحاجة الى نظرة ثاقبة لمعالجة الأمر وتوفير الإمكانيات البديلة حتى يتفرغ المعلم في مجتمعنا الى عمله وتشجيع الاخرين ذوي كفاءات للالتحاق بركب التربية والتعليم ،ومن هنا يتساءل طالب المرحلة الثانوية ماذا سيتعلم واين سيتعلم ؟ هل سيتعلم كما يريد والده او ماذا ؟ هو نفسه لا يدري فكثيرة هي التساؤلات التي يسألها طلابنا حول استمرارية التعليم الجامعي.
ان عملية التعليم بحاجة الى ثورة يساهم فيها الجميع لتحسين الاوضاع التعليمية:
اولا :اختيار من يصلح للمهنة واعفاء الذين طالت خدمتهم فيها ويخشى من التقصير في اداء الوظيفه .
ثانيا: وضع شروط مناسبة للقبول للجامعة ودور المعلمين واختيار ذوي التحصيلات العالية .
ثالثا تحسين الاوضاع المادية للمعلمين ومنحهم امتيازات خاصة تساعد في سد احتياجاتهم .
رابعا:متابه التفتيش والرقابه على المعلمين والالتزام بالاخلاق المهنية والمظاهر الخارجية للمعلم.
خامسا: توفير استمراريه الاعداد والتدريب وعقد دورات خاصة لتحسين اساليبهم التعليمية.
سادسا : اشراك المعلمين في اعداد المناهج التعليمية وبمشاركه لجان الاباء.
سابعا : دعم المعلمين المبدعين وتكريم الفائزين منهم .
ثامنا : هناك الكثير الكثير ما يمكن تقديمه للمعلمين فمثلا الامتحان الذي طلبته وزارة المعارف في اللغة العربية للمتقد مين الجدد للتوظيف دليل على المحاولة لرفع المستويات التعليمية.
تاسعا : اجراء امتحانات للطلاب لقياس مدى تحصيلهم العلمي لتقدير عمل المعلم .
عاشرا: واخيرا ايها السيدات والساده المحتفى بهم لا بد ان نقف جميعا مستذكرين ايها الاحبة ماذا قدمنا لأبنائنا طلابنا من تربية سليمة وانارة عقول وتهذيب نفوس .
ايها الاخوه والاخوات: لقد صنعتم الرجال وجعلتم منهم إبطالا وفرسانا ساهموا في بناء هذا البلد ،الوطن ،المجتمع والدين .
لقد تركتم بصمة واضحة في لوحة مشرقة رسمتموها بأيدي الجهد والاخلاص.
ايها الاخوة والاخوات الاعزاء الزملاء والزميلات اهنئكم باجتيازكم هذه المرحلة الاساسية من اعماركم فكانت مرحلة نضال وفداء واخلاص وتضحيات إننا جميعا ننظر إلى أولئك الجنود في سلك التعليم متمنين لهم التقدم والنجاح وان يعوضوا ما لم نتمكن نحن من تقديمه لأبنائنا فعليه نقوم بتسليمهم هذه الأمانة آملين اتمامها على احسن وجه “.
انها لكلمة معبرة وقيمة فيها التقدير والموعظة , أمل ان تساعد في تغيير الوضع الراهن لأحسن حال انشاء الله وبارك الله فيك ويطول بعمرك
معك حق في جميع ما قلته ايها الاستاذ ان كلماتك معبره وشيقة
رائع
انا امل وكلي امل ان تتغير معاملة الطلاب للمعلمين وهذا المنشور رائع ومفيد بارك الله لك
اقول للمعلمين الذين افنوا شبابهم وربيع حياتهم في خدمة وتعليم ابناء هذا البلد لقد صنعتم الرجال وجعلتم منهم إبطالا وفرسانا ساهموا في بناء هذا البلد ،
لقد تركتم بصمة واضحة في لوحة مشرقة رسمتموها بأيدي الجهد والاخلاص لهذا البلد شكرا جزيل لكم فردا فردا وتمنى لكم الصحة والعافية والعمر المديد
[…] متجدّدا. كلمة مفتش المعارف سابقاً د. محمود ابو فنه قم للمعلم وفه التبجيلا.. . كلمة المربي خيري محمد اسماعيل عثامنة بصمات من نور … […]