ميعار…
تاريخ النشر: 06/10/12 | 11:39“تَتَزاوجُ مَواسِمُ الرَّحيقِ مُعْلنَة عن وِلادَةِ بَراعمٍ تَزْدَهِرً إنْتِماء .. عَبَقًا .. وإنْعِتاقًا منكِ وفيكِ يا مِيْعَار “
مِيْعَار ..
مِيْعَار غَيْمَةٌ شَمَاليّةٌ شِتائِيّةٌ تَبْكي غُرْبَتها
خَدَشَتْها بَراثِنُ العَدو .. وَتَنْزِفُ جُرح زَمانِها
مِيْعَار ..
تَتَندى أطْيافُ الأُنوثَةِ تَدبُّ الرِيقَ فوقَ تِلالِها
صَوْتكِ عُودٌ شَجيٌّ يَعْزِفُ ألحانَ النَّوى
فيكِ لَوْعَةٌ تَغْمِزُ الجَمَراتِ وَتَكوي بِنارِ الفِراقِ أهْلَها
تَبْكِيكِ الرِجالُ والنِّساءُ وَتَبقى ذُبَالةَ جرحَكِ وَلِيدةَ الذَاكِرة
مِيْعَار ..
كُلَّما مَدَّ الغَاصِبُ يَده يَلْعَنُ .. يَأثمُ .. يَشْتُم .. يَهْدِمُ ويَثْأرُ ثَوْرَته الجَانية
مِيْعَارُ كُلَّما نَاحَتْ أطْيَارٌ في سَمائها
كُلَّما تَمَايَلتْ أغْصَانٌ تَشْكو لِربِّ العِزَّةِ ضَياعَها
كُلَّما اهْتَزَ وَتَرٌ يَذْرِفُ دَمعَ أحْزَانها
” لنْ أنسَى ولنْ تَنسوا وَلِيدَة جُرْحٍ تَبْقى في الذَاكِرة “
بلاد دمرت هجرت وكانت منها ميعار
لا بد لنا ان نلفت لها القلوب والانظار
فهي جميلة يزينها الورد تين وصبّار
احفادك عائدون مهما طالت الاعمار
مهما حاولوا تغيير الاسماء فتبقي ميعار
فلن نأبه يوما ظلما ولن ننكسر بإعصار
نروي ثراك الطيب بدماءنا لتتفتح الازهار
سنعيد الشموخ اليها حتما ونعمر بها الدار
وتعود عربية كما عهدناها بقوة واصرار
فالمهّجرون يبكون فراقك والدمع مدرار
فتنادينا اليوم بأعلى صوتها فهو هوار
لا نيأس عن إعمارها ونقول هذا طوار
علينا العودة اليها لنحررها من الزوار
كانت يوم الخميس أمسية شعرية جذابه, فأوحت الي ان اكتب قصيدة وانشرها في بقجه بعنوان “ما زاولوا احياء بيننا”, بعدما سمعت اشعاركم.
لقد استمعت إلى قصيدتك يا صفاء وأنت تنشدينها على أنقاض عروس جليليّة لن تزول من القلوب مهما دمّروا وغيّروا …تمتّعت بها رغم ما فيها من شجن وحزن ….دمت متألّقة يا ابنتي.