الشاعرة صفاء والأديب مهدي بأمسية الشاعر أبو مديغم
تاريخ النشر: 31/01/15 | 17:19فِي حَفل تَكريمِ الشّاعِر محمّد أَبو مديغم كانَ لا بُدّ أَنْ يَكْتُب الأديب مَهدي الجَيّوْسيِ كَلمة بِهذهِ المُناسبةِ لا لِأنّهُ مُومِنٌ بِما يَكْتِب بلْ لأنّهُ مَوجُود فِي الوقتِ والمَكان وهُوَ في الما بَينَ ذُبالَةٍ تَنْسابُ فِي كَيانِ الرُّوح.
الحَمْدُ للهِ مَا غَرّد بُلْبُلٌ وَصَدحْ ومَا اهْتَدى قَلْبٌ وانْشَرحْ وما عَمّ فِينَا مِنْ سُرورٍ وفَرحْ، الحَمْدُ للهِ مَا ارْتَفع نُور الحَقّ وَظَهَرْ، وَما تَراجَع البَاطِلُ وَتقهقَر، وما سالَ نَبْع مَاءٍ وَتفجّرْ وما طَلعَ صُبحٌ وَأَسْفَرْ والصَلاة وَالسلام الطَيّب عَلى النّبِي المُطَهّر.
هُناكَ مَحطّات سُلّط عَليْها الضُّوء فِي دِيْوانِ الشّاعِر ( خَبايا الرُّوح ) فَكَان لَهُ بَاعٌ فِي مَجالِ فَنّ الغَزَل كَما وأجادَ فِي الحِسّ الوَطَنِيّ، إتسمَ الدّيْوان بِنَكْهةٍ شَاعرِيّةٍ رَقيقَةَ المُفْرَدَةِ والمَعْنى، أَرْدفَ هَذا بالتّغنّي عَلَى شُجُونِ الوَطَن يَعْزِف سِيمفُونِيّةٍ تُثِيرُ الوجْدان. وَقَدْ شَدا الأَدِيب الأَردُنِي الأُسْتاذ مَهْدِي الجَيّوْسِي مَعْزُوفاتٍ على وَتَرِ القَصِيد فانْبَثقَتْ جَمالِيّة الحَرْفِ والفَكْرَةِ مُنْسَجمَة مَع أَهازِيجِ الْوَطنِ، لَقدْ جَسّدتْ كَلِمة الأَدِيب الصّدْق فيمَا تَناوَلتْ مِن أَحاسيس الشّاعِر محمّد أَبو مدِيغم مِنْ مُفْرَداتٍ وَحيْثيّاتٍ وَكأنّ لها الأَثر فِي بَعثِ النّفس وَيقْظَةِ الوجْدان، فاسْتَهلّ كَلِمتهُ بالتّرحابِ بالحُضُور والمَفاصِلِ الأَدبيّ.
قائِلاَ:
سَلام اللهِ يسْرِي ما أُقيمَتْ مِنْ عبادٍ خاشِعين، وما جَادتْ بِهِ المُزَنُ سُحب سقْيا للأشْجارِ والزّرْعِ الدّفينِ، سَلامٌ عَاطِرٌ وَلهُ أَريجٌ مِنَ الأعماقِ يعْبق بالياسَمِينِ، سلامُ الله نَهْدِيهِ إِليكُمْ مَع الإِشْفاقِ والحنِينِ.
انهُ أَجمل مِنَ الجمالِ بَلْ هُوَ السّحر فِي اجْتماع هَذهِ الوُجُوهِ النّديّةِ فِي هَذا الصّرْحِ العَتيد.. فَأنا مُمتَنّ لَهذِهِ الثُّلّةِ الطّيّبةِ والخَيْرةِ مِنْ أَعضاء مُنْتَدى الضّادِ للمُبْدِعينَ العَرَب وَرابِطَة وادِي عَارة للثّقافةِ والإِبداع الّذينَ جَعلُوا هٰذا اللّقاءَ مُمْكِنًا، الشُّكْر الجَزِيلِ لأُولئكَ الّذينَ عَمِلُوا بِصَمْتٍ وَبادَروا بأريحِيّةٍ مِنْ أَجلِ أنْ نَلتَقِي فِي فِلِسطينَ زَمانًا ومَكانًا، لنَحتفِي بِشاعِرٍ وَأخٍ وَصَديقٍ منْ شُعراءِ هَذا الوَطنِ الّذي انْتمى إلَيهِ ورسّخَ فِي دَواخِلهِ حِكاياتٍ وَصِورًا وَمَواقِفَ وَمبادِئَ صَادِقَةٍ إِنّ الولُوجَ إِلى عَالم شاعِرنا مُذْ أنْ مَسكت بِديوانهِ بينَ يدي أَعتَبِرهُا رِحْلَةً سِندِباديّة تَحمِلُنا إِليها أَجنحةِ لُغَتهِ المُتْرَفةِ بالصّوَرِ الشّعْريّة حَيثُ فُجَائيّةِ الإلْتِقاء بِنَبْضٍ وَكَلماتٍ تَقْطُرُ منْ سيلانِ العَاطِفَةِ والْوجدِ، إِلى أَنْ تَجْعَلُنِي أَتحوّل فِيْها مِنَ السّفَرِ إلَى مأوى الوُجُودِ ومَسْكَنَهُ.
وفِي قِراءتِي لِديوانِ الشّاعِرِ ( خَبايا الرّوح ) قَرأتُ ما تتَلوهُ عليهِ ربّات الإلْهامِ وما رتّلتهُ حَواريّي النّقاء، ديوان ( خَبايا الرُّوح ) يُجسّدُ مَنظوماتٍ تَستقرّ فِي كَيْنُونَةِ الشّاعِر وَهي دَعْوَةٌ لِكُلّ انْسانٍ لِحُضُورِ مَراسِيمِ زفافٍ وَعقْدِ قِران الحُبّ والعِشْقِ علَى الوَطن، هِي دَعْوَةٌ للّذينَ يُؤمنون بَتَطلِيق عالمِ الكَراهِيّةِ والحِقد، فكانَ الحُلُم الشّعريّ لمحمّد أَبو مديغم عَلى قابَ قَوْسيْنِ أَوْ أَدنِى مِنَ التّحقّقِ، لِأنّ قَصائدهُ تَضمّ حَقِيقَةَ الضّمِيرِ الصّارِخِ فِي وجْدانِ الإنْسانِيّة فَنراهُ يَنشدُ كَلِماتهُ السّحريّة الّتِي دِيْوانها الحُبّ فِي مُعانَقةِ خفايا الرُّوح.
فالعُنوانُ الّذي اخْتارهُ رَفعَ رَصِيد التّفاؤلِ عِنْدي.. بأنّ القَادِمَ سَيَكُونُ أَجْمل.
وَخاطَبَ الأَدِيب مَهدِي الجَيّوْسِي الشّاعِرَ مَحمّد قائِلا: لمْ تكنْ أنتَ فقطْ كشاعرٍ لهُ مكانَتَهُ المُميّزَةَ وبصمَتَهُ الخاصّةَ بينَ مُعاصِريكَ فقطْ.. بلْ أحسستُ أنّ لكَ نَمَطًا مِنْ شُعراءِ الْوَعِي الّذي أُنسِبهُ للقُدماءِ بِمَعرفَتهِ ومُسْنَدهِ إِلى بعضِ المُحدِثين.
تردّدُ أشعاركَ وتملؤ بنوادركَ الكبيرة، تَجْمعُ بينَ المُثقّفِ السّهْل وصاحبِ الحَرْفِ السّلِيمِ حتّى فَاقتْ شُهْرتُكَ حدودَ مَسْقطِ رأسكَ ذَاعَ صِيْتُكَ وامْتَدّ وَصَدقَ فيكَ ما قيلَ في أبي الطيّبِ المتنبّي: ” إنّهُ ملأ الدّنيا وشغلَ النّاس”
صديقي:
أرجُو أنْ تواصلَ وأنْ تكتبَ ما فِي الفُؤادِ والجوارحِ وما في اليَقظةِ والحُلُمِ ودعْ القرطاسَ بمدادٍ، كُنْ ليّنًا مَعَ الكتابِ وفي حفظهِ كُنْ حادًّا وإبحثْ عنْ دروبِ الأدبِ وكُنْ به جادًا، وضعْ العِلْم في العقلِ ثمّ فِي القلبِ، وكنْ لاذعًا عنيفًا في هجائك وأشكُو عِنْدَما تقسُو عليكَ الحَياة وبثّها في شِعْركَ وآلامكَ وأشجانكَ
ارثِي حبيبًا أَوْ خليلاً أوْ صديقاً و دعْ رثائكَ فيهِ يكن صادقًا مؤثرًا لتنالَ عطاءَ الكبار ولِتَجاذَبَ فيكَ الأشخاصُ الأحاديثَ الرّائعّة.
أَعانكَ اللهُ وأطالَ عُمركَ ونوّر لك الطريقَ ويسّرَ دربكَ
مَعَ كامِل محبّتِي وتقديري.. أخوكَ مَهْدِي الجيّوسي
مِنْ هٰذا المُنبِر الكَريمِ أَتوجّه بِكلّ شُكْرٍ عَمِيق إِلى الأخ الأديب الشّاعِر محمّد، لإبداعهِ وإصْدارِ دِيْوانهِ الجَديد ( خَبايا الرُّوح ) الّذي عَرضَ فِيْها الشّاعِر لَواعجَ النّفس وتَرجمَ أَنِينها الفاظًا مُوحيّةً صادِقةً، مُنوّهَةً بالأَخِ الأديب مَهدي الجَيّوسِي الّذي رَعى العَملِ الأَدبيّ واشَرف على تَقديمِ واشْهارِ هٰذا الدّيوان(خَبايا الرُّوح ) فَكانَ بِمَثابَةِ حَلقَةِ ضوءٍ بَدّدتْ الظّلام أمام الشّاعِر أَبُو مدِيغم.
لَقدْ كانَ لِي شَرَف الحُضُور وتَقديمِ كَلِمة الأديب مَهدي الجَيّوسِي الّذي أَكُنّ لَهُ كلّ مَوَدّةٍ وَتقْدِير كَما وأُزجِي تَحِيّاتِي وَشُكْري للأخ الشّاعِر محمّد أَبُو مديغِم لإنْتاجِهِ الأَدَبِيّ.
الشاعرة صفاء والأديب مهدي