معلم لغة عبرية مهزومة
تاريخ النشر: 08/10/12 | 6:43ثلاثون سنة
أنا معلم للغة العبرية
زيّـنـتُ لغة تلاميذي وأبنائي
بالتفاح
تكون منطلقةً من أفواههم متعلقة
كما في مصوغةٍ فضية
حيث أن كلماتِهم مقولة في محلها**
ثلاثون سنة
أنا معلم للغة العبرية
زيّـنـت لغة تلاميذي وأبنائي
بخواطر لسان الرابي زلمان ملادي***
اللغة- قلم القلب
الشعر- قلم الروح.
ثلاثون يومًا
في أزقة نابلس وجنين
تراجعت للوراء
كل زخرفات لغتي
من بعيد توقفت
أقلامُ القلب فشلت في كل زاوية شارع
وأقلام الروح لم تستطع الحضور.
في نابلس وفي جنين
أنا معلم مهزوم
للغة عبرية مهزومـــة
اليوم
أنا معلم للغة عبرية مهزومـــة
أوتارها مُزّقــتْ في قصبة نابلس
وعزفها المثقوب المثير للقشعريرة
يفلت من ثقوبها الكثيرة:
عربي نتِــن… يا خَـر….يا مَـنْــ!
…………………………………………………
*إيلان كلينسكي: مرب في العقد الثامن من عمره، عمل معلمًا للغة العبرية، وكان مديرًا لمدرسة.
أخذت هذه القصيدة من المجموعة العبرية التي تحمل اسم القصيدة، وقد صدرت سنة 1989 عن سفريات هبوعليم، وهي من إعداد الشاعر نتان يونتان.
له مجموعتان شعريتان أخريان هما: “وكانوا واحدًا في يدي” (بالعبرية)، إصدار عتون 77- 2007، “قصائد الحاجز” – (بالعبرية) صدر عن مجلة (عتون 77) – 2008. الشاعر عضو في الحزب الشيوعي الإسرائيلي.
** هذه الجملة واردة في سفر الأمثال: “تفاح من ذهب في مصوغ من فضة- كلمة مقولة في محلها” (25، 11).
والجملة هذه كثيرًا ما يوردها كل (راب)، وهو يشدد على مريديه أن يجعلوا العبرية فصيحة وكأنها مصوغة (تحفة) فضية على ألسنتهم، وأن تكون كل كلمة في محلها. وقد أكثرت (المشنا) من ترديدها، والشاعر يفيد من هذا النص التوراتي ليدلنا على حرصه على الحفاظ على العبرية النقية، فإذا به يكون شاهدًا على لغة قذرة يطلقها جنود الاحتلال من شوارع المدن الفلسطينية .
الراب شنيئور زلمان ملادي (1745- 1812) مؤسس الطائفة الدينية (حباد) المعتمدة على الحكمة والمعرفة، وأفكاره إنسانية منفتحة.
الكاتب :إيلان كلينسكي
ترجمة :أ.ب.فاروق المواسي