مرض النفوس
تاريخ النشر: 09/10/12 | 9:09قال تعالى “ان الذين كفروا سواء عليهم أأنذرتهم ام لم تنذرهم لا يؤمنون ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة ولهم عذاب عظيم, ومن الناس من يقول أمنا بالله وباليوم الأخر وما همة بمؤمنين يخادعون الله والذين امنوا وما يخدعون الا أنفسهم وما يشعرون , في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب اليم بما كانوا يكذبون”
تبين لنا الآيات الكريمة بوضوح لا لبس فيه وجلاء لا شك ولا ريب معه مرض القلوب والنفوس وهي اشد الأمراض ضراوة وأخطرها على الناس والمجتمع , وشدد الله النكير على هؤلاء وأمثالهم بان وصفهم بأبشع الصفات وأحط المزايا والدرجات ,حيث ختم الله على هذه القلوب الغليظة الجاية الطبع فأعمى قلوبهم واصم أذانهم وغشى أبصارهم في ضلالهم يعمهون وفي ريبهم يترددون هم كالأنعام بل أضل سبيلا , وانتشار هذه الأمراض الفتاكة يصعب علاجها ودواؤها اذ لا شفاء يرجى ,ولا اصلاح فيها ولا صلاح منها , فهي امراض خبيثة وخطيرة ,وهي نفوس شريرة طبيعتها الاذى والسوء والوقيعة والغدر والصد عن سبيل الله فهذه النفوس حاربت الله ورسوله وصدت واستكبرت فكان عاقبتها الخسار والوبال , والعياذ بالله ى فمصيرها خلود في العذاب والجحيم في السلاسل والاغلال . فكان الجزاء من جنس العمل لهو وعبث وغرور وخداع وصد واستكبار ,فكان لها سوء الجزاء والنكال ،وثمة انواع اخرى من الامراض الذي لا بد من الوقوف في وجهه وهوالغرور والضلال الذي اذا ترك استشرى في امجتمع وانتشر , وقد يفتت الامة ويهوي بها في الدرك الأسفل , وما اكثر هذه الامراض في مجتمعاتنا في زمننا هذا سرت في صفوفها سريان النار في الهشيم ويتوجب على ابناء الامة الغيارى الصالحين التصدي لهذه الأمراض بالرفق واللين والحث على مكارم الاخلاق ومثاليات الإسلام التي تقود الى الخير وتهدي الى الرشاد وترقى بها في درجات عالية ومقاعد سنية .فكثر فينا الهجر والقطيعة والبغضاء والكراهية والنميمة وعقوق الوالدين وقلة الحياء , واقبلنا على الدنيا ومتاعها وملاذها المؤقتة الزائلة وفشا فينا الكذب والنفاق والغش والخداع , والقينا ظهرا للاخرة وسرورها الدائم ونعيمها الخالد , فتفرقت الامة وعلا اشرارها وساد ارذالها فهانت الامة فضعفت وانحطت واصبحت من احط الامم وتجرأ أعداؤها فقطعوها اوصالا مبعثرة وقتلت الغيرة في النفوس واختلطت الامور فساء الحال وامسينا طوائف متفرقة ومذاهب متباينة ,واصبحت الفضيلة رذيلة والشرف خسة والامانة غدر وخيانة , فلا حول ولا قوة الا بالله .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :خمس عشرة خصلة اذا فعلتها الامة حل بها البلاء .” اذا كان المغنم دولا , والامانة مغنما ,والزكاة مغرما , واطاع الرجل زوجه , وعق امه ,وبر صديقه , وجفا اباه ,وارتفعت الاصوات في المساجد , وكان زعيم القوم ارذلهم , وأكرم الرجل مخافة شره , وشربت الخمور ,ولبس الحرير , واتخذت القينات والمعازف , ولعن آخر الامة آولها , فليرتقبوا عند ذلك ريحا حمراء او خسفا او مسخا .معنى الحديث :المغنم دولا .اي صار مال الدولة لقوم دون غيرهم .
الامانة مغنما :اي عدها من هي تحت يده غنيمة فخانها واكلها الزكاة مغرما :اي عدها صاحبها غرامة فل يخرجها اطاع الرجل زوجه :في كل شئ وهذا هو المذموم لآنه يكون أمعة ومأموما لها وينقاد لآمرها . ولعل الريح العقيم ما تذر من شئ اتت عليه الا جعلته كالرميم ,وهي التي اهلكت (عاد) .وهذه الخصال كلها في الامة الآن ,والخسف نسمع به من ان لاخر والعذاب واقع فيها بالقحط في بعض الجهات والفتنة الطاحنة فيها كلها.
من محمد صبيح