محاضرة “الانترنت الآمن” في مدرسة النهضة كفرقرع
تاريخ النشر: 09/10/12 | 4:00نظّمت مدرسة النهضة الأهلية “عتيد” في كفر قرع، خلال الشهر الماضي، سلسلة محاضراتٍ حول منافع ومضارّ مواقع التواصل الاجتماعي، والأساليب الواجب إتباعها عند استخدام مثل هذه المواقع.
واستمع طلاب الصف السابع حتى الثاني عشر، إلى محاضرةٍ ألقاها الأستاذ محمد أسعد يونس، معلم الإعلام في المدرسة، حول مواقع التواصل الاجتماعي عمومًا والفيسبوك تحديدًا، تم خلالها التأكيد على ضرورة التفكير في موضوع الخصوصية الفردية عند دخول هذه المواقع ونشر مواد على صفحاتها، مقابل الاستعداد للانكشاف في وجه العموم. كما تم التطرّق إلى ضرورة أخذ الحيطة والحذر عند نشر المعلومات الشخصية، سيما وأن الإنسان قد يندم في المستقبل على نشر بعض المواد ويكون من الصعب حينها حذف هذه المواد من الشبكة. وبيّن المحاضر كذلك أن العديد من أصحاب الشركات يقومون اليوم بفحص حسابات الفيسبوك لمن يتقدمون إليهم للعمل، وبالتالي فإن إمكانيات قبولهم للعمل قد تتأثر بفعل ما نشروه على حساباتهم.
وإضافةً إلى مشاهدة فيلمٍ قصيرٍ ناقدٍ يستعرضُ سلبيات الفيسبوك، استعرض المحاضر كون غالبية مواقع الإنترنت تجارية هدفها الربح، وأنها ترسم ملامح شخصية كل مستخدم من هوايات واهتمامات ومعطيات، ولا تتورع عن تقديم هذه المعطيات لجهاتٍ اقتصادية وربما سياسية وأمنية أخرى، وبالتالي فإن على المتصفح أخذ الحذر عند نشر بياناته على الشبكة، وألا ينسى أن تصفحه للإنترنت يرسم يومًا بيومٍ صورته الشخصية وملامح هويته الخاصة.
كما استعرضت المحاضرةُ ضرورة عدم الإدمان على هذه المواقع، حفاظًا على الوقت الذي هو عماد الحياة، واستخدام هذه المواقع للضرورات والمنافع فقط، والحفاظ على أواصر العلاقات الاجتماعية الواقعية وعدم الاكتفاء بالتواصل الافتراضي الذي لا يُغني عن دفء العلاقات الاجتماعية الواقعية وحميميتها. كما وأكد المحاضر على أهمية الحفاظ على اللغة العربية عند استخدام الإنترنت عمومًا، علمًا أن اللغة الهجينة التي تُستخدم اليوم من استخدام أحرف ورموزٍ أجنبية من شأنها أن تباعد الإنسان العربي عن لغته وهويته. كما تم التأكيد على أن البعض قد يستهين وهو جالسٌ وراء لوحة المفاتيح من الآثار المترتبة على ما يكتبه، لكن نتائج ذلك قد تكون وخيمةً على أرض الواقع عندما تؤدي كتابات الإنترنت إلى مشاكل واقعية ومحسوسة . وحذر المحاضَر الطلاب من أن الواقع يُثبت أنه عندما يضطر شخص لفتح حسابه على الإنترنت في حضور الآخرين من أجل حلّ مشكلةٍ ما أو تبيان موقفه، فإن اشتراكات الآخرين ومساهماتهم تنكشف هي الأخرى، وبالتالي فإن على المتصفح أن يأخذ بالحسبان مثل هذه المواقف التي قد تسبب له الحرج.
يشار هنا، أن المحاضرة جاءت ضمن سلسلة من النشاط في هذا الخصوص نظمها قسما التربية الاجتماعية والاستشارة التربوية في المدرسة، تشمل قيام المربين خلال حصص التربية باستعراض موضوع الإنترنت الآمن، وكيفية استخدام الإنترنت دون إدمان، وحجب المواد المخلّة، وعدم التواصل مع شخصياتٍ مجهولة، فيما ألقى طلابٌ خلال فترة طابور الصباح كلماتٍ حول هذا الموضوع.
مدير المدرسة الأستاذ أشرف صبيحات قال: “إن هذه الخطوة تأتي من أجل ترشيد استهلاك واستخدام الإنترنت عمومًا ومواقع التواصل على وجه الخصوص، وتحذير طلابنا من مغبة الوقوع في سلبيات الشبكة العنكبوتية، ومن أجل توجيههم إلى استثمار أوقاتهم فيما يفيدهم”.
وأضاف: “إنّنا ندرك أننا نربي أبناءنا وبناتِنا لعالمٍ لا نعرف ملامحه، ولعصرٍ لم يأتِ بعد، لكنّ من المؤكد أنهم بحاجةٍ على أيّ حال إلى امتلاك قيمٍ ثابتة ومبادئ راسخة تعينهم على مواجهة المستقبل المجهول، وترشدهم إلى شق طريقهم في الحياة بأمنٍ وسلام، لكي يحققوا ما يصبون إليه من نجاحٍ لهم ولمجتمعهم”.
ابن سينا وبس والباقي كله …