هذا الرسول يا محب "الشجاعة"
تاريخ النشر: 25/02/11 | 7:39بقلم : ام محمد
هذا الرسول يا محب ..فتقدموا حياكم الله لتقتدوا به وتتعلموا أجمل الأخلاق وأحسنها ..لعلنا نفوز برضاه ومحبته ..
الشجاعة… إنها من أكرم الخصال التي يتصف بها الرجال ..فهي عنوان القوة وعليها مدار إعزاز الأمة والمؤمن القوي خير واحب الى الله من المؤمن الضعيف ..فالشجاعة صفة لا يتحلى بها الا الاقوياء الذين لا يأبهون الخوف ولا يجعلون الخور والضعف ديدنهم ..ولقد كان رسول الله عليه السلام أشجع الناس ..فقد فرت منه جيوش الأعداء وقادة الكفر في كثير من المواجهات الحاسمة ..بل كان يتصدر صلى الله عليه وسلم المواقف والمصاعب ..بقلب ثابت وإيمان راسخ ..فتعالوا إخوتي لنعيش لحظات من شجاعته في مواقف عديدة …
*عن انس بن مالك رضي الله عنه يروي ما حصل بالمدينة يوما حين فزع الناس من صوت عال فاراد الناس ان يعرفوا سبب الصوت وبينما هم كذلك اذ اقبل عليهم رسول الله على فرس رافعا سيفه قائلا لهم (لم تراعوا لم تراعوا )أي لا تخافوا ولا تفزعوا – رواه البخاري ومسلم .
وهذا الموقف يبين شجاعته عليه السلام حيث خرج قبل الناس لمعرفة الامر وليطمئنهم ويهدؤهم .
*وهذا موقف آخر من شجاعته عليه السلام حين تآمر عليه الكفار من قريش يريدون قتله واعدوا القوة والرجال لذلك احاط بمنزله قرابة الخمسين رجلا فثبت عندها رسول الله ولم يصبه الخوف بل نام ولم يهتم بشانهم ثم خرج عليهم تاركا عليا لينام مكانه مطمئنا له ان الله سيحفظه وما ابقاه الا ليرد الامانات لاهلها ثم خرج عليهم رسول الله في منتصف الليل بشجاعة وقوة ويقين بالله وحث التراب على وجوههم ومضى في طريقه عليه افضل الصلاة والسلام ..
وانطلق ركب الهجرة وجلس رسول الله عليه افضل الصلاة والسلام في الغار مع ابي بكر والمشركون حول الغار وهو يقول لابي بكر رضي الله عنه بشجاعة الواثق بحفظ الله (لا تحزن ان الله معنا )..
*وهذا يوم احد يوم ان خالف الرماة امر رسول الله وسيطر المشركون على زمام المعركة لم يتزحزح النبي من موقفه بل وقف موقف القائد القوي الشجاع والصحابة حوله يتساقطون وحوصر عليه السلام من قبل المشركين ولم يكن حوله الا قلة من الصحابة يدافعون عنه وبرز منهم سعد بن ابي وقاص حينما دعاه رسول الله فناوله النبال وقال له :ارم سعد فداك ابي وامي “رواه البخاري .
*وهذا الحبيب يستظل بظل شجرة لينام القائلة وكان متعبا من اثر احدى الغزوات وقد علق سيفه على غصن شجرة وبينما هو كذلك اذ اقبل عليه احد المشركين اخذا بسيفه صلى الله عليه وسلم قائلا له :”من يمنعك مني يا محمد ” فاجاب رسول الله عليه السلام اجابة الابطال :”الله” ثم قام واخذ السيف بشجاعة وقوة وقال للمشرك :”من يمنعك مني “فاجابه المشرك قائلا لرسول الله :”كن خير اخذ”
**** وشجاعته عليه السلام لم تكن في غر محلها فهذه ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها تقول “ما ضرب رسول الله بيده شيئا قط ولا امراة ولا خادما الا ان يجاهد في سبيل الله وما نيل منه شيء قط فينتقم من صاحبه الا ان ينتهك شيء من محارم الله فينتقم لله عز وجل “رواه مسلم.
واخيرا اخوتي في الله ….
يكفي المؤمن الشجاع شرفا ان الله يحبه ..فعن ابي هريرة رضي الله عنه قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :”المؤمن القوي خير واحب الى الله من المؤمن الضعيف في كل خير “رواه مسلم …
ويكفي الجبان مذمة ان رسول الله كان كثيرا ما يتعوذ من هذه الصفة ..فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو كل يوم “اللهم اني اعوذ بك من الهم والحزن والعجز والكسل والبخل والجبن وغلبة الدين وقهر الرجال “رواه البخاري .
فهلموا رعاكم الله نتعلم تلك الصفة وذلك الخلق لا سيما وان زماننا في اشد الحاجة لهذه الصفة ..
واذكركم اخوتي ان الشجاعة لس معناها ان ترفع سلاحك على اخيك او ابن جلدتك ..فليس هذا ما عناه الحديث ..انما الشجاعة في الحق ..والشجاعة الحقيقية هي في ساحة القتال تستخدمها نحو عدوك لا لابناء بلدك وابناء دينك ..بل انه الجبن كل الجبن لم قبل على نفسه ان يكون تاجرا للسلاح يدسه في ايدي ابنائنا فيزرع الفتنة في صفوفنا ..وانه الجبن كل الجبن لمن قبل لنفسه ان يكون عميلا عند اعدائنا ليوقع في شباكهم اخ له اوقريب او ابن بلد اوابن وطن ..فبئست الشجاعة تلك التي يدعونها اولئك الناس ….