سيدتي : نصائح تساعدك بالتوفيق بين عملك وحياتك الأسرية
تاريخ النشر: 26/02/11 | 11:31في عصرنا الحاضر، اختارت أكثر من ثلاثة أرباع النساء الحياة المهنية دون التضحية بحياتهن الأسرية، وقد أصبح من الشائع وجود الأمهات العاملات، إنه أمر شائع إلى حد كبير وليس غريبا.ولكن هذا لا يعني أن التوفيق بين دور الأم والمرأة العاملة هو أمر يسير، فلكي نتمكن من مواصلة حياة مهنية مزدهرة دون الإضرار بأفراد العائلة، يجب أن يكون لدي الشخص مهارات تنظيمية جيدة واتقان فن وضع برنامج دقيق ومترابط.
متى يجب أن تستأنفى عملك بعد الإنجاب؟ هل يجب أن تودعي طفلك دار حضانة؟ هل يمكن النجاح فى الأعمال المنزلية فى ظل الحياة المهنية والعائلية؟
– فى كتابه الجديد “A ce soir” أو “حتى نلتقى فى المساء” يجيب طبيب الأطفال الأمريكى الشهير “بيرى برازيلتون” على جميع الأسئلة التى تشغل الأمهات.
– أولاً كيف يمكن التنسيق بين الحياة العائلية والأنشطة المهنية؟
– فى كتابكم تجيبون على الاستفسارات التى تطلقها الأمهات اللاتى يتمزقن بين قيودهن المهنية ورعاية أطفالهن؟
– ويقول الدكتور بيرى برازيلتون: “تعد المشكلة التى تعيشها الأم بين رعاية طفلها واستئناف عملها من أكثر المشكلات التي تواجه الأمهات العاملات، حيث يخامر المرأة انطباع بأنها تستطيع أن تكرس نفسها لكلا الجانبين، إلا أنها لا تستطيع أن تقوم بالمهمتين معاً بشكل متناسب.
والأمر يتطلب أن تكون المرأة “خارقة” وهذا الأمر من الصعب معايشته، لأن كل امرأة تحدد لنفسها أهدافاً يستحيل تحقيقها واقعياً فى كلا المجالين، واليوم تتراكم عدة مهام مختلفة للوالدين الذين بينهما طفلاً، مثل التغذية، والوظيفة والعلاقة الزوجية (من كلا الجانبين)، وكلما أولى الوالدان مزيداً من الأهمية لكلاً من هذه المهام كلما صار الأمر أكثر صعوبة”.
من جهة أخرى، ومن خلال التجربة، اعلمي أن الطفل يحتاج فى المقام الأول إلى والدين يتسمان بالمرونة والكياسة أكثر إذا كانا من العاملين.
ومن المهم أن نقول للأمهات اللاتي يعهدن بأطفالهن لدي أشخاص آخرين أنهن لن يكنََّ تعساء تماماً، لكن النتيجة أنهن يعتدن على الانفصال عن أطفالهن دون الكثير من الألم، ولكن حذار فهذه المشكلة ليست خاصة بالمرأة فقط لكنها تمس الرجل أيضاً، لأن الكثير منهم لا يرضى أن يتولى مهاما منزلية، أو أن يلعب دور الأب الذى يُعد الغذاء لطفله.
وعلى الرغم من ضرورة حدوث ذلك، تحاول المرأة إثبات ذاتها فى المنافسة فى ميدان العمل، إنها تقود، وتتخذ القرارات وتكمل مهمتها على غرار الرجل.
وكون المرأة تصبح قادرة على القيام بالمهمتين بنجاح، فهذا الأمر يشعر الرجل بخوف في اللاوعي؛ حيث يكتشف أن الجنس الذى يقال عنه أنه “الأضعف” يكون فى الحقيقة هو الجنس الأقوى.
والقليل منا كآباء كانوا يشاركون بفاعلية فى بيوتهم عندما كانوا صغاراً، فعلى الأب الشاب أن يكتشف فى نفسه شيئا جديدا.
فى الماضى لم يكن الرجال يتوافقون مع حياتهم العائلية إلا بتفويض أو بفرض من قبل زوجاتهم، واليوم يتعين عليهم أن يكونوا حاضرين، فالدور الذى يجب أن يلعبوه فى عائلتهم الجديدة هو دور استثمارى، إنهم يشعرون بسعادة شخصية تغمرهم والتى لا يعرفها الآباء الغائبون عن التواجد بين أسرتهم.
أهمية وجود الأب فى نمو الطفل فى مرحلة الرضاعة:
– ما هى الفوائد التى تعود على الطفل من وجود أب يقدم له الرعاية؟
يقول الدكتور بيرى برازيلتون: “فى الحقيقة أى طرف من الوالدين يعتنى بطفله سيشعر تجاه الآخر بشعور تنافسي نحو هذا الطفل، وبلا مفر سيشعر كلا الأبوين المنوط بهما مسئولية مشاركة الرعاية التى يقدمانها لطفلهما بالغيرة من الأسلوب الذى يحب به الطرف الآخر هذا الطفل، إذا فهذا الشعور بالتنافس يحفزهما ويحثهما على المثالية من خلال استخلاص الدروس التى تفرض نفسها من خلال الأسلوبين، وهذه المنافسة تخلق بيئه إيجابية للطفل”.
أشركي الأب:لكي تكوني قادرة على التوفيق بين الحياة العائلية والحياة المهنية، فإنه من الضروري إشراك الأب وتقاسم المهام المنزلية مع الزوج، فمن جانبها يجب على الأم أن تقبل حقيقة أنها ليست المرأة الخارقة وأنها تستطيع أن تفعل كل شيء.
أما من جانب الأب، فيجب عليه أن يوافق على المشاركة في الحياة العائلية، وينبغي أن تكون المهام الموكلة إلى كلا الأبوين متوازنة تماما في المنزل، وهذا أمر مهم جدا لكي تتمكن الأم أن يكون لها مستقبل مهني مزدهر لا يؤثر على حياتها الشخصية.
على وجه التحديد، قد يكون من المفيد وضع قائمة بالمهام المختلفة على أساس يومي، ويجب تصنيفها وفقا لطبيعتها ووضعها بطريقة تتكيف مع الأب والأم، وبالتالي المقابلات مع المعلمين، والمواعيد مع طبيب الأطفال أو طبيب الأسنان لا يجب أن تكون من اختصاص الأم بشكل منتظم، فيجب علي كلا الوالدين القيام بهذه المهام بالتناوب.
وجود شعور بالتنظيم:
إن تقسيم المهام شيء ينبع من وجود الشعور بالتنظيم، ومرة أخرى ينبغي للأمهات بالتأكيد ألا يعتقدن أنهن يستطعن أن يفعلن كل شيء، والآباء ينبغي أن يتوقفوا عن التفكير علي هذا النحو.
إن أفضل نهج ممكن يكون بوضع جدول زمني للأنشطة، ونلاحظ أن هناك بعض العمليات التي قد يتم التعامل معها بشكل جيد جدا من قبل الأطفال، ويمكن تعيين بعض المهام لإنجازها، وهي وسيلة لتمكينهم وتبين لهم أن والديهم يثقان بهم.
وفي إعداد الجدول الزمني “للعائلة”، ينبغي للجميع التعبير عن أنفسهم وأن يكون لهم رأي، والرأي الجديد يكون دائما موضع ترحيب ومن شأنه إدخال تحسينات في تنظيم المنزل.
هذا وتظهر الكثير من الدراسات أن الأطفال الذين لديهم آباء يشاركون فى الرعاية بإيجابية، يصلون إلى سن المدرسة بأفضل معدلات ذكاء “QI” وكذلك لديهم أفضل فرص للنجاح.
وما هو جدير بالذكر أيضاً: أن هؤلاء الأطفال لديهم أفضل علاقات مع الأطفال الآخرين، ويتمتعون بمزاج معتدل، ولديهم صورة قوية عن ذاتهم، فالوجود الحيوى للأب لا يقدم العديد من الفرص لتقوية أواصر الأسرة فحسب ولكن للطفل أيضاً.
كيف يمكن للأم أن تلبى احتياجات طفلها؟
الأم أو الأب هما الوحيدان اللذان يعلمان كيف يمكنهما أن يشملا ابنهما بكل أنواع الرعاية التى يحتاجها، وفي هذا السياق يقول الدكتور بيرى برازيلتون: “فى الولايات المتحدة هناك نحو 25 % من الأطفال يقضون فترات طفولتهم مع أحد الأبوين لأسباب مثل (الطلاق – الترمل – وفاة أحد الأبوين..) وفى مثل هذه الحالات، يحتاج أحد الوالدين الذى يبقى مع الطفل إلي المزيد من المساعدة والفهم”.
“وعلى المسئول سواء كان الأم أو الأب ألا يتردد فى طلب العون من طبيب الأطفال، أو الأجداد، أو الأصدقاء إلخ..، وأنا مقتنع أنه من المهم أن نتعامل بشكل لائق منذ البداية مع الأسئلة التى يطرحها الأطفال الذين يرغبون فى معرفة الأسباب التى جعلتهم هم أو عائلاتهم يختلفون عن الآخرين”.
“والأمر لا يتعلق بالتدخل قبل أن يكون الطفل على مستوى الفهم ولكن أن نكون قادرين على الإجابة عندما يبدأ الطفل فى طرح الأسئلة دون الشعور بضرورة الاعتذار أو الدفاع”.
فإذا كانت الأم هى التى تواجه هذا الأمر فعليها أن تكون مستعده لأن تقول لطفلها: “الأمر عندنا هكذا كل عائلة تختلف عن الأخرى وتعيش بطريقتها الخاصة، فى المنزل لا يوجد أب، لكن على العكس، هناك جد فقط ويمكن يوماً ما أن يكون أباً لنا، وفى انتظار هذا الأمر علينا أن نحب بعضنا كثيراً”، أنا وأنت، هذا هو الأمر المهم، الأطفال فى حاجة لهذا النوع من الاقتناع المشوب بالقوة والصراحة لكى يكونوا مدعمين فى فصولهم مع زملائهم وكذلك في صورتهم أمام أنفسهم.
ولكن حذار فكثيرا ما يميل الأب أو الأم الأوحدان لأن يحتفظا لدي طفلهما بسلوك طفولى (رضيعى) مثلما تقوم بعض الأمهات بالإرضاع لفترات طويلة، أو تجعل طفلها يستخدم ثديها أو الببرون كمصاصة للتخفيف عنه.
أيضاً، مجال التغذية جدير بالاهتمام، وعندما نهمل تشجيع الطفل على اكتساب استقلاله الذاتى، فقد ينتهى الأمر أحياناً برفض الطعام.
فحين تكون الأم بمفردها ينبغى عليها ألا تشعر أنها محاصرة، وعليها أن تُعلم ابنها الانفصال بجرعات صغيرة وإذا لم يحدث ذلك، فهى معرضة لعمل نوع من القطع المفاجئ عندما تعهد بطفلها لشخص أخر وأيضا من خلال خنق أحاسيسه الخاصة.
وعلي الأم أن تعرف كيف تداعب طفلها وتصنع فى المنزل جواً من المرح، وحين تربى الأم طفلها بمفردها، قد يكون من الصعب أن تتذكر أن المرح والتسرية يؤديان إلى اتزان الحياة.
فى المكتب والمنزل، سلوكان مختلفان:
المرأة لا تتصرف بنفس الطريقة فى العمل والمنزل، فكيف يمكنها أن توفق بين السلوكين؟
يقول الدكتور بيرى برازيلتون: “المرأة فى هذه الحالة بحاجة إلي أن تفكر جيداً فى الدورين الذين يجب عليها ملؤهما وأن تجمع بينهما بشكل متوازٍ”.
علي المرأة إذاً أن تستدعى كل إمكاناتها فى أحلامها وحياتها، إنه جزء أساسى من عملية الحمل والإعداد لدور الأم مستقبلا، وعندما تشعر الأم بالازدهار، فهذا الأمر يعود حتما بالنفع على الأسرة ككل، وتشير الدراسات بوضوح إلى أن المرأة الناجحة والسعيدة فى حياتها المهنية لديها فرص أكبر للنجاح فى حياتها العائلية ودورها كأم.
فى العمل، تحتاج المرأة لأن تكون واقعية وأن تتخذ مسافات على الصعيد العاطفى وأن تبدى طواعية ومباشرة فى الأسلوب الذى تمارس به مهامها المهنية، ومع الأشخاص الذين تتعامل معهم وعليها أن تتسم بالفعالية.
ومن ناحية أخرى، فالأم الفعالة معرضة لأن تكون نوعية سيئة كأم مع أطفالها؛ لأنه فى منزلها يجب على المرأة أن تكون ناعمة ودافئة وأن تكون مستعدة للتجارب والاستفادة من الدروس، وعليها أن تكون متفتحة للتغيرات، عليها أن تتوقع دائماً ألا تسير الأمور على نحو جيد وأن تكون قادرة على التعويض، وعليها أن تكون قادرة على الانتقال سريعاً ودون تردد من شخصية إلى أخرى وأن تكون هى سر النجاح فى كلا الدورين المختلفين بشدة.
الانفصال -العودة- أمور يجب أن تكون متدرجة:
عملياً متى يجب اسئناف النشاط المهنى؟
يقول الدكتور بيرى برازيلتون: “علي كل أب (أم) أن يكون لديه (لديها) إجابته الخاصة، والفهم الجيد لعلاقاته مع طفله (طفلها) يساعده على اتخاذ القرار. فمهما كانت فترة الانفصال، يحتاج كلا الوالدين أو أحدهما إلى فترة هدنة يستطيعان خلالها التعرف علي كيفية التعامل مع طفله، إنه من الحماقة أن نتصور أن الطفل الصغير لا يدرك أنه بين يدى شخص لا يعرفه، وعلى العكس نعتقد أن الطفل يعى تماماً أنه تحت رعاية أشخاص غرباء يتولونه لمدة 4-6 أسابيع”.
“هذه العلاقات مع الغرباء تستثير مشاعر القلق لدي الطفل، وهناك بعض الأمور البسيطة التى ينبغى أن نهتم بأخذها فى الاعتبار عندما نُعد للانتقال، مثل أن نعهد بالطفل إلى دور حضانة أو شخصاً جديداً على سبيل المثال”.
“وفى سن 4 شهور ونصف، يكون لدى الطفل إدراك قوى جداً تجاه الأشخاص والأشياء، ففى هذا السن، يظهر الطفل كثيراً عدم ثقته تجاه بعض الأشخاص والأماكن الغير معتاد عليها كثيرا، وهذا ما ألاحظه فى عيادتى عندما تضع الأم ابنها عارياً تماماً على طاولة الفحص، فإذا لم يكن وجه أمه واقعا فى مجال رؤيته، ينفجر الطفل باكياً أمام وجهى الغريب”.
“وفى سن 8 سنوات، يظهر معظم الأطفال خوفاً حقيقياً عندما يحاول أحد الغرباء أن يقدم لهم الرعاية، إنها فترة مشوبة بالاستقلالية المتنامية التى تحملها القدرة على التنقل، تشارك أيضاً استمرارية الأشياء كما يصفها جون بيجا أخصائى الأطفال النفسانى وهذا يعنى أن الطفل يدرك من هذا السن أن أمه أو أبيه ليسا بعيدين حتى وإن لم يكن يراهما، ولا يجب انتهاك المجال الحيوى لطفل يبلغ 8 أشهر، بل يجب أن تنتظرى حتى يأتى هو إليك، هذه هى الطريقة المثلى لتجنب إظهار خوفه نحو الغرباء”.
وعند بلوغ الطفل عاما، سيمشي أولى خطواته وحده أو متكئا على الأثاث، إنها العلامات الأولى نحو الاستقلالية الحقيقية والمصحوبة بإحساس متزايد من الاعتماد على الذات.
والأطفال الصغار يظهرون خوفاً حقيقياً أمام المواقف الجديدة عندما يتعلق الأمر بتغيير بيئتهم، فيجب تجنب هذه الاحتمالات قدر المستطاع.
هكذا يكون الطفل أقل تعرضاً للصدمة، ولا نغفل أيضاً أنه لا يجب أن يكون الابتعاد عن الطفل مفاجئا، بل يجب تعويد الطفل على دورات ابتعاد وتلاقى، وذلك من خلال إيداعه لدى شخص ثالث.
لكن يجب أن نعلم أن كل الأطفال أو معظمهم يتراجعون نحو مرحلة سابقة لنموهم عندما تستأنف الأم عملها، ولكن عندما يعطيه المحيطون الثقة مبكراً جداً فى أنفسهم، سيكون التراجع مؤقتا والأم ستشعر أن ابنها قادر على تحمل كراهية الانفصال، إنها مرحلة لا يجب أن تقلقى منها.
أسرار التوازن بين العمل وتربية الطفل:
– ما هى النصائح التى تقدمونها للمرأة التى تريد النجاح فى كلا المجالين؟
يقول الدكتور بيرى برازيلتون: “لا يجب تعجل الخطوات، ولا تتوقعى السيطرة على الموقف فى فترات وجيزة عندما يتعلق الأمر بالوفاء بالمهمتين الهامتين، فيجب تحمل صعوبة تحديد كل منهما، مثلا فكرى جيداً قبل اختيار دور حضانة أو مرضعة للاعتناء بطفلك، فإذا أخذت المرضعة وقتا كاملا يمكنك أن تكرسي وقتك تماماً لعملك، وكونى على اتصال وثيق معها، وأعدى نفسك للشعور بإحساس تنافسي خلال حدوث ذلك الأمر، وثقى أن طفلك سيكون قادرا على أن يتكيف مع شخص ثالث”.
ويتابع د/بيري: لا تترددي فى معاملة طفلك بطريقتك واتركى الشخص الآخر يفعل ذلك أيضاً،و سوف يعتاد طفلك على هذا التغيير سريعاً جداً، بينما سيشعر بالاضطراب من وجود شخص غاضب بجانبه مجبر على أن يتعامل معه بطريقة غير معتادة.
إذا تعرضتي لضغط عصبي خلال يوم العمل، اجتهدى أن تكونى فى أقصى حد من التناقض قبل العودة إلى منزلك، فعائلتك تحتاج إلى كل طاقة يمكنك بذلها لها، والتقليد الإنجليزى القديم الذى يعمد إلى أخذ كوب من الشاى عند العودة سيساعدك على الاسترخاء.
ومن الجدير كذلك، أن نشير إلى أهمية أن نوعية الوقت الذى نقضيه مع أطفالنا أهم من الكم، ففترة قصيرة توليهم فيها كل اهتمامك أفضل كثيراً من ليلة كاملة، وأنت فيها مشتتة الانتباه.
كرسي ساعة أو اثنتين أسبوعياً لكل طفل، وخلال هذا الوقت تكونين معه وحده تحت تصرفه تماماً، وليس المهم كيف تقضين هاتين الساعتين، ولكن المهم أن تكوني له وحده حتى لو لم تستطيعى أن تخصصي له إلا ساعة واحدة، فمن المؤكد أنها ستبقى في ذاكرته باقى الأسبوع.
ومن الطبيعى أنه سيكون هناك أوقات أخرى سيرغب فيها الطفل أن يكون معك، فإذا كنت مشغولة للغاية يمكنك أن تقولى له: “فى الوقت الحالى الأمر مستحيل، لكن لا تنس أنه فى نهاية الأسبوع لدينا موعد نحن الاثنين وسنفعل كل ما يحلو لك، فمنتهى سعادتي أن أستطيع قضاء بعض الوقت معك”.
وبرغم أنك ستشعرين بالذنب طوال الأسبوع، ستكونين قوية من ثقتك أن هذه اللحظات المميزة ستعوض ساعات الانفصال بشكل كبير، وستكون أوقاتاً مميزة وثمينة تلك التى تشاركين طفلك فيها والتى لا يجب تجاوزها.
توصيات أخرى:
– علمى طفلك أن يشارك فى الاعتناء بالمنزل، ويمكنك حثه من خلال تعليمه ذلك كلعبة حقيقية.
– اشتركى فى الأعمال المنزلية مع زوجك، فهذه الأعمال ليست منوطه بالمرأة فقط، إنها تهم الأسرة بكاملها فإذا كان لك ظرف طارئ من المهم أن يساعدك زوجك فى المنزل.
– كونى منتبهة للوجبات البسيطة وأملئى الثلاجة.
– لا تنهمكى فى العمل طوال الليل أو خلال عطلة نهاية الأسبوع، واهتمى بأن يكون كل الوقت الذى تقضينه مع طفلك ممتعاً قدر المستطاع، سواء من ناحية الطعام، العودة إلى المنزل، التسوق، الأوقات التى يعانى فيها الطفل أو أثناء الأجازة.
– كل السيدات اللاتى يعملن يجب عليهن تخصيص فترات راحة ثابتة لتغيير أفكارهن، لكن أسوأ ما يمكن التعرض له: نقص المال، فقدان الطاقة، كل الإدعاءات مواتيه حتى لا ننفق كثيراً علي أوقات المرح، لكن على الرغم من ذلك فهذا الأمر من شأنه أن يغير أشياءاً كثيرة.
– أيضاً عليك أن تكونى واقعية بشأن ما تأملينه لك ولطفلك على حد سواء فمن المستحيل أن تكونى “أما خارقة” مع أطفالك لتجعليهم يتقدمون بسرعة كبيرة، فهذا الأمر له أضرار وقد يسبب لهم الكثير من المصاعب أكثر من الفوائد، والهدف الرسمى المنشود هو أن تظل العائلة مترابطة حيث يعمل كل أفرادها كفريق واحد، فإذا نجحت فى هذا فقد حققت شيئاً عظيماً بكل تأكيد.
وفى النهاية ليس جحود منك أن تعملى وتربى أطفالك، هذا الأمر فى متناول يد الجميع، لكن إذا أردنا ذلك علينا تحمل العقبات، فمكافأتك العظمى ستكون عندما ترين أطفالك فى حالة من التوازن وفى حالة نفسية طيبة، وعندما يصلون إلى سن البلوغ سيكونون قادرين على التفريق بين القطبين الكبيرين عملك وعائلتك.