المدونــــة الخامسـة والثلاثون "البديل من العبريــــة"
تاريخ النشر: 11/10/12 | 12:21في عيادة طبيب الأسنان: في زيارتنا لطبيب الأسنان نسمع التعابير العبرية تقتحم جملنا العربية، وكأننا لا نعرف البديل لها مما هو في المعاجم.
يقول أحدهم إنه في (حيدر “حادَر” هَـمْـتَـنا)- חֲדַר הַמְתָּנָה = غرفة الانتظار،
عمل لي الدكتور (ستيما)- סְתִימָה= حَـشْـوة.
أما أنا فكان عندي (طبّـول شورِش)- טִיפּוּל שוֹרֶש= علاج عَصَـب.
(ملاحظة: هذا التعبير يستخدم أيضًا في معنى العلاج الجذري لأية مشكلة، وذلك على سبيل الاستعارة).
قالت المرأة، وهي قريبة لهما: أنا وضع لي الدكتور (كيتر زمني).
تقول المرأة (كيتر زمني)- כֶּתֶר זּמַנִּי= تاج مؤقت، وكان بوسعها أن تقول في الدارجة “تلبيســـة”، وهي في رأيي مقبولة أكثر من التاج، مع أنها توضع عليه.
مكث الطبيب طويلاً، فخرج من غرفته ليعتذر لزبائنه، وقال أنا أقوم بـ (شيتل)- שֶתֶל= زرع/ زراعة أسنان لزبون، وسأنهي عملي بعد ربع ساعة، فالله مع الصابرين!
سأل الأول: هل بإمكاني أن أزرع، مع أنه يكلف كثيرًا، وأنا على الله!
أجابه الطبيب: أولاً عليك أن تعمل (تسيلوم)- צִלּוּם= صورة، وبعد ذلك نتحدث عن (العَـلوت)- עֲלוּת= تكلفة، وسأراعيك!
ثم أوصى الطبيب الشخص الذي زرع أسنانًا مؤقتة أن يأخذ (كَـدوريم)- כַּדּוּרִים= حبوب
لتخفيف الورم.
دخل الأول فطلب الطبيب من (السَّياعَـت)- סַיַיעַת= المساعِـدَة أن تحضر له الـ (كِـليم)= כֵּלִים= أدوات العمل.
ثم قدم الطبيب للشخص إبرة (هرْدَما)- הַרְדָּמָה= تَخْدير، حتى لا يشعر بالألم، خاصة و(المَقْـدِيحا)- מַקְדֵּחָה= المِقْـدَح يتغلغل في أسنانه- (لا بأس باستخدام اللفظ الدارج في لهجتك: مقداح، مقدحة……إلخ)، وكان معه צְבַת= كَـمّاشة (خلاّعـة، وكنا فيما مضى نسميها الكَـلْـبَة، بسبب التشابه في شكل الأداة مع فم الكلب).
والشيء بالشيء يُذكر:
أذكر في طفولتي أنني كنت أشاهد عملية خلع الأضراس والأسنان بربط طرفها بخيط، ثم ربط الطرف الأخر بمقبض الباب، ثم يقوم شخص بإغلاق الباب بقوة، فتسقط السن بعد مغالبة،
ثم هل أنسى ما شاهدته في ساحة جامع الفنا في مراكش من عمليات قلع أسنان بدون أي مخدر؟
لنعد إلى العيادة!
دخل العيادة شخص لتركيب (جِيشِـر)- גֶשֶׁר= جسر لتقويم أسنانه، وكذلك لتنظيف الـ (أبْـنِـيت)- אַבְנִית= التكلس (طبقة قشرية مترسبة على السن).
قال له الطبيب: (الحنيخايــم)- חֲנִיכַיים= الـلِّـثـة ضعيفة، فعليك باستعمال (المريدول) يوميًا!
(ملاحظة: تلفظ ثاء اللثة بالفصيحة بدون شدة، بينما هي في الدارجة بالشدة، ويهمني أولاً وقبلاً ألا يلفظ أحد (حنيخايم) في جمله العربية، فهي لفظ غير موسيقي، فأين لفظها من لفظ اللثة بشدة أو بدونها!)
دخل رجل متذمرًا، وقال: أنا لا أنجح في مضغ الأكل فأسناني (توتَـبوت) جديدة- שִׁנַּיִם תוֹתָבוֹת= أسنان اصطناعية (بالدارجة: طقم أسنان).
(ملاحظة: يقولون عن الواحدة: (شِن توتيـبِت)- שֵׁן תּוֹתֶבֶת= سن اصطناعية (بالدارجة: سن تركيب).
عليكم أيها المهتمون بأسنانكم أن تستخدموا (مِشْحات شِنايِـم)- מִשְחַת- שִׁנַּיִם= معجون أسنان على مستوى جيد، وأن تغيروا بين الفترة والأخرى (مِـبْريشت شِنايِـم)- מִבְרֶשֶׁת שִנַּיִם= فُرْشاة أسنان!
لا أرى حرجًا في استخدام فُـرْشاة، وأخذناها عن الفرنسية- brosse، ويقال إن الأصل هو لفظ ألماني Buerste ومعناه شعر الخنزير، وفي الإنجليزية وردت- brush، بل لا أرى حرجًا أن نستخدم الفعل (يفرشي) كما هو بلهجاتنا، ومن أحب أن يستخدم (يفرك أسنانه) تيمنًا بالمِسواك المبارك فلا بأس عليه، وبالطبع لا نذهب بعيدًا في فصحى عميقة الغور، ولا يعرفها إلا القليل الأقل، وهي: اسْـتَـكّ، أو ساك، أو كما قرر مجمع دمشق للغة العربية: سـنَّـنّ!
ويلاحظ أن العبرية استقت מִבְרֶשֶׁת من brush – كما يذهب ابن شوشان في معجمه، بل يقول إن العربية أيضًا (ويبدو أنه يتحدث عن لهجة من لهجاتها، وليس عن لفظة في المعاجم) استخدمت (مِبْـرَشَـة)- بمعنى أداة مسح تكون مغطاة بالشعر، وتنظف بها الأدوات والحذاء والملابس والأسنان. وقد أثبتها معجم المنجد (فِرْشايَــة).
أرأيتم أن اللفظة ترد في معاجم لغات عالمية، فلا تثريب علينا إن استخدمناها بلغتنا فرشاة (فرشاية)، والفعل منها بدل מְצַחְצֵחַ= يُـفَرْشي.
ولكن لا يجوز أن يقال: اشتريت مبريشت، وإذا أراد أحدهم أن يثنّي يقول: اشتريت مبريشتين، وثلاث مبريشات؟؟!!!
وبعد، فقد أضحكني صديقي طبيب الأسنان عندما قال لي بعد أن حياني على جهدي:
يا أستاذ! ليس المهم ما نقترح، ولكن المهم ما يستخدمه الناس في حديثهم.
ضحكت لأن أطباء الأسنان في سورية يدرسون المصطلحات بالعربية، ولكن مَـن مِـن الناس الذين يتوجهون إلى الطبيب يستخدم في حديثه: “استعاضة ثابتة”، “التهاب أنسجة”، العضة المفتوحة، وغيرها. سأدع ذلك لأطباء الأسنان، فما يهمني هو ألا نردد ألفاظًا عبرية وكأنها هي البديل من العربية، وقد قمت بتقديم الغيض من فيض ما هو في المتداول.
سألني الطبيب: ما دمت تبحث عن البديل من العبرية، فكيف نقول טֶכְנָאי שִׁנַיִם و שִׁינָנִית بالعربية؟
– قلت טֶכְנָאי שִׁנַיִם تعني فنيّ أسنان، وهو يقدم المواد والأسنان الاصطناعية والتركيبات المطلوبة في العيادة.
أما שִׁינָן فهي وظيفة من هو مؤهل للعلاج الوقائي، والإرشاد نحو كيفية تنظيف الأسنان ونوعية التغذية، وليس هناك ترجمة لها إلى العربية في المعاجم، مع أن اللغة الإنجليزية اختارتhygienic ، ومعناها (صِـحـّي)، ولأن هذه اللفظة لا تقتصر على الأسنان فقط فأقترح للمذكر والمؤنث أن نقول: مِـسْـنـان.
بالطبع سيقول لي قائل: أنا لا أستسيغها، وأجيبه: ولا أنا تمامًا.
ولكن، ما العمل؟ هل نبقي (شينان وشيننيت)؟!
وعلى ذكر اقتراحاتي الجديدة، فأنا لا ألزم أحدًا بها، وحتمًا هناك من له اقتراح آخر، ولكن يجدر ألا يكثر الطباخون حتى لا تشيط الطبخة، كما يجدر أن يكون الاقتراح لفظة من غير المشترك، فأحدهم يقترح علي ترجمة מְטַפֶּלֶת حاضنة إذا كانت للصغار، وراعية لمن تقوم برعاية الكبار (أرأيتم؟ هل حقًا هذا هو تسهيل!؟)
نسي صديقي ما كتبته في المدونة السادسة والعشرين وسبب اقتراحي حادب، و حادبـــة، فحبذا دراسة ما كتبت، ولماذا اقترحت هناك ما اقترحت؟
من الغريب أن يكون الاعتراض على مقترحي معتمدًا على أن الذين يقومون بالرعاية لا يحدبون عادة؟؟؟!!!
– طيب يا أخي خذها على سبيل التيمّن!
نتذكر ما هو في المعاجم ونحدد:
חֲדַר הַמְתָּנָה = غرفة الانتظار
סְתִימָה= حَـشْـوة
טִיפּוּל שוֹרֶש= علاج عَصَـب
כֶּתֶר זּמַנִּי= تاج مؤقت
שֶתֶל= زرع/ زراعة
צִלּוּם= صورة
עֲלוּת= تكلفة
כַּדּוּרִים= حبوب
סַיַיעַת= مساعِـدَة
כֵּלִים= أدوات
הַרְדָּמָה= تَخْدير
מַקְדֵּחָה= مِقْـدَح
גֶשֶׁר= جسر تقويم
צְבַת= كَـمّاشة
חֲנִיכַיים= لّـثـة
שִׁנַּיִם תוֹתָבוֹת= أسنان اصطناعية (بالدارجة: طقم أسنان)
מִשְחַת- שִׁנַּיִם= معجون أسنان
מִבְרֶשֶׁת שִנַּיִם= فُرْشاة أسنان
אַבְנִית= تكلس
טֶכְנָאי שִׁנַיִם تعني فنيّ أسنان
مقترحة ليست في المعاجم:
שִׁינָן/ שִׁינָנִית= مِـسْـنـان
מְצַחְצֵחַ= يُـفَرْشي