الوضوء فوائد متعددة للروح والبدن
تاريخ النشر: 04/02/15 | 12:22قال: رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “من توضأ فأحسن الوضوء خرجت خطاياه من جسده حتى تخرج من تحت أظفاره” رواه مسلم، وقال: “إن أمتي يدعون يوم القيامة غرّا محجلين من آثار الوضوء فمن استطاع منكم أن يطيل غرته فليفعل” متفق عليه .
لا يعد الوضوء باباً للطهارة فحسب بل يتعداه إلى أمور متعددة منها ما يعود لأسباب صحية تشمل نظافة البدن حيث أثبت العلم الحديث بعد إجراء بعض الفحوصات المجهرية أثر ملاحظة قلة إصابة المتوضئين بالتهاب الأنف التحسسي حيث أجريت هذه الفحوصات على عينات أخذت من أناس يتوضؤن جيداً وآخرون لا يتوضؤن أو أنهم غير منتظمين بالوضوء حيث تمت ملاحظة ما يلي:
أن الذين يتوضؤن بإستمرار.. قد بدا الأنف نظيفاً طاهراً أو أنعدمت الميكروبات الممرضة ولذلك جاءت المزارع الميكروبية التي أجريت لهم خالية تماماً من أي نوع من الميكروبات .
من لا يتوضؤن وجدت لديهم أنواع متعددة من الميكروبات منها الميكروبات الكروية العنقودية الشديدة العدوى .. والكروية السبحية السريعة الانتشار .. وهذه الميكروبات مسؤولة عن كثير من الأمراض من جراء نمو الميكروبات الضارة في تجويفي الأنف وقد تنتقل إلى باقي أجزاء الجسم .
فمن هذا التوجه يأتي الاستنشاق حيث شرع في كل وضوء ثلاث مرات مما يؤدي إلى نظافة الأنف من الغبار وما يتجمع فيه من الجراثيم التي قد تجد في تجويف الأنف بيئة ملائمة للتكاثر فمن خلال الاستنشاق نضمن التخلص مما قد يكون موجوداً في تجويف الأنف من الجراثيم الممرضة .
أما بالنسبة للمضمضة فإنها تعمل على نظافة الفم والحفاظ عليه خالياً من بقايا الطعام الذي يؤدي إلى إيجاد نموات ملائمة للبكتيريا مما يؤدي إلى حدوث التسوس في الأسنان والتهابات اللثة المتكررة والتهاب اللوزتين الخمجي وما إلى ذلك من أمراض يمكن أن نتفاداها بسهولة إذا أحسن المرء في الوضوء هذا بالإضافة إلى ما أثبتته الفحوصات الميدانية عن أسباب مشاكل الأسنان حيث أشارت إلى أن تسعين في المئة من الذين يفقدون أسنانهم لم يهتموا بنظافة الفم .
كما أن نظافة البشرة بشكل عام يؤدي للتخلص من الجراثيم التي تنمو على الجلد والتي لو سنحت لها الفرصة ودخلت إلى جسم الإنسان لأدت إلى حدوث مشاكل متعددة في البشرة كما إن إزالة المواد الدهنية التي تفرزها الغدد الجلدية يساعد في الحفاظ على الجلد والبشرة بشكل عام، فإن إفرازات الجلد المختلفة من دهون وعرق تتراكم على سطح الجلد محدثة حكة شديدة وهذه الحكة بالأظافر.. التي غالباً ما تكون غير نظيفة تدخل الميكروبات إلى الجلد، كذلك فإن الإفرازات المتراكمة هي دعوة للبكتيريا كي تتكاثر وتنمو لهذا فإن الوضوء بأركانه قد سبق علم البكتريولوجيا الحديثة والعلماء الذين استعانوا بالمجهر على اكتشاف البكتيريا والفطريات التي تهاجم الجلد الذي لا يعتني صاحبه بنظافته التي تتمثل في الوضوء والغسل ومع استمرار الفحوص والدراسات.. أعطت التجارب حقائق علمية أخرى.. فقد أثبت البحث أن جلد اليدين يحمل العديد من الميكروبات التي قد تنتقل إلى الفم أو الأنف عند عدم غسلهما.. ولذلك يجب غسل اليدين عند البدء في الوضوء .. وهذا يفسر لنا قول الرسول -صلى الله عليه وسلم- “إذا أستيقظ أحدكم من نومه.. فلا يغمس يده في الإناء حتى يغسلها ثلاثاً” كما قد ثبت أيضاً أن الدورة الدموية في الأطراف العلوية من اليدين والساعدين والأطراف السفلية من القدمين والساقين أضعف منها في الأعضاء الأخرى لبعدها عن المركز الذي هو القلب فإن غسلها مع دلكها يقوي الدورة الدموية لهذه الأعضاء من الجسم مما يزيد في نشاط الشخص وفعاليته .
ومن ذلك كله يتجلى الإعجاز العلمي في شرعية الوضوء في الإسلام كما أكد الدكتور أحمد شوقي إبراهيم عضو الجمعية الطبية الملكية بلندن واستشاري الأمراض الباطنية والقلب وجود فوائد أخرى يمكن للشخص ملاحظتها إذا ما تمعن في جوهر الوضوء ويصل إلى النتيجة التالية التي مفادها ما توصل إليه العلماء إلى أن سقوط أشعة الضوء على الماء أثناء الوضوء يؤدي إلى انطلاق أيونات سالبة ويقلل الأيونات الموجبة مما يؤدي إلى استرخاء الأعصاب والعضلات ويتخلص الجسم من ارتفاع ضغط الدم والآلام العضالية وحالات القلق والأرق .. ويؤكد ذلك أحد العلماء الأمريكيين في قوله: إن للماء قوة سحرية بل إن رذاذ الماء على الوجه واليدين – يقصد الوضوء – هو أفضل وسيلة للإسترخاء وإزالة التوتر .. فسبحان الله العظيم .