كم نحن بحاجة إلى الحوار الإنسانيّ!
تاريخ النشر: 11/10/12 | 13:25من أسوأ ما يمكن أن يواجهه الفرد في حياته هو الصراع الداخليّ مع نفسه؛ أن لا يكون متصالحًا مع ذاته، وأن لا يقبل شخصيّته كما هي. فالحيرة والقلق والتمزّق والصراع الداخليّ، كلّها تؤدّي إلى شلل الإرادة وإلى نتائج لا تحمد عُقباها!
وما يُقال عن الأفراد ينطبق على الجماعات والشعوب.
فحيثُ تدور صراعات داخليّة بين فئات المجتمع/الشعب الواحد، نلمس تعثّر مشاريع البناء والإصلاح والتقدّم والازدهار هناك.
قد تكون الصراعات بين التيارات والأحزاب السياسيّة المختلفة.
وقد تكون الصراعات بين المذاهب والعقائد الدينيّة.
وقد تكون بين الشرائح الاجتماعيّة؛ بين الميسورين المترفين وبين المعسرين المُعْوِزين.
وقد تكون الصراعات بين الانتماءات المتعددة للمواطنين، بدءًا بالانتماء للعائلة والحمولة والعشيرة وحتّى الانتماء الأوسع للوطن وللقوميّة وللإنسانية الشاملة!
والمؤسف، بل المؤلم أنّ القوى المتصارعة عندنا لا تتقن الحوار الحضاريّ الراقي، بل يغلب على الحوار السائد العاطفيّة المفرطة والانحيازيّة الذاتيّة، فلا احترام ولا قبول للرأي الآخر المختلف، ولا توجد خطوط حمراء رادعة تمنع التشرذم والاحتراب الداخليّ المدمّر.
نحن لا نطالب أن يكون الجميع “نسخة” واحدة في الفكر والمعتقد والمواقف، بل على العكس، نبارك التعدديّة الفكريّة والسياسيّة والعقائديّة لأنّها تثري الحياة وتمنحها نكهة مميّزة، تمامًا كما تفعل التوابل التي نضعها على طعامنا.
ويجب أن نتذكّر أنّ فن الحوار الراقي له أصول وأساليب لا تولد مع الإنسان، بل يكتسبها الفرد بتأثير التربيّة المنزليّة مع الوالدين، وبتأثير عوامل أخرى كالمؤسسات التعليميّة ووسائل الإعلام ورجال السياسة والدين والفكر والأدب والفنّ وغيرهم.
إنّ مصلحة مجتمعنا/شعبنا وتقدّمه ورقيّه منوطة بضرورة تبنّي الحوار الإنسانيّ الراقي في تعاملنا مع بعضنا، وبتكاتف جميع الجهود وتضافرها لتحقيق نهضة علميّة ثقافيّة اقتصاديّة.. وبذلك قد نلحق بركب الحضارة والتقدّم كمنتجين مبدعين لا كمقلّدين مستهلكين نعيش على ما يجود به علينا الآخرون من الفُتات!
من المؤسف ان مجتمعنا يفتقر الى الحوار الحضاري في ظل هيمنة الانانية حب الذات والجري وراء المصلحة الشخصية واحيانا يكون العنف سيد الموقف للوصول الى الهدف وتحقيقة في اسرع وقت وهذا يعود الى انعدام التربية للديموقراطية, حب الغير واحترام الراي الاخر لان اختلاف الراي يجب ان لا يفسد للود قضية
كلام ينبعث من واقع لا يعرف به الشخص الا نفسه، يسعى دوما الى مصالحه الشخصيه متناسيا ما يدور حوله خال من الاخلاقيات والسلوكيات القيمه، فترى البعض يسرق ،يكذب …من غير ضمير او مسؤوليه يتحملها الفرد. كتابتك يا استاذي شيقه ممتعه تتحلى بأسمى الاخلاقيات التي يجب ان نتحلى بها حتى تنهض فينا المشاعر نحو وطننا وتنسحق الاعمال العنيفه من واقعنا.
للأخ عماد عبد الغني – جزيل الشكر لمرورك المؤازر الطيّب، ولأفكارك الهادفة القيّمة.
لأمل – أحيّيك على هذا الردّ القيّم المتفائل، وأشكرك
على الثقة الغالية التي أعتزّ بها. بوركت وسعدت.
استاذي الفاضل الدكتور محمود ابو فنه – ادامك الله وابقاك .
دائما تسطع علينا بمقالات شيقه وهادفه – يتخللها نقد بناء ولاذع للمجتمع -اوافقك اننا شعب مستهلك لما يجود به الاخرون علينا من فتات -مع اننا شعب متعلم لا تنقصه الشهادات والاوسمه – نحن لا نحترم المتخصصين منا بان يقودو الامور ضمن تخصصاتهم والمامهم بالامور – الانانيه تقتلنا من باب التملق وترى الواحد منا يفهم ويعرف عن كل شيئ -ولو تركنا اصحاب الكفاءات ان يقودو الامور للحقنا بالحضاره وعندها فقط سننتقل لركب الشعوب المبدعه المنتجه والمبتكره . نسأل الله العلي القدير ان يبدل احوالنا باحسن منها .
وفي الختام تحياتي لك استاذنا الفاضل – ودمت ذخرا وسندا لمجتمعنا الفاضل .
الأخ عبد الله زيد – أحيّيك على أفكارك التقدّميّة البنّاءة، وأشكرك
جزيل الشكر على كلماتك المؤازرة. بوركتَ وسعدتَ.
أخي محمود
تحية طيبة واجمل التهاني بعودتكم سالمين وألف شكر لك على هذه المداخلة الهادئة. لعلها عودة الى نقطة البداية لتحديد اطار واساليب الحوار والنقاش، ضرورية لنجاح اي مشروع فكري – مجتمعي. نعم، في خضم الاحداث والمشاغل قد ينزلق البعض “بسهولة كبيرة” نحو كيل الاتهامات والتشكيك، ويصل الامر ببعضنا الى “تكفير” الآخرين وكأن هذا الامر ليس بذي بال.
ليس ان التفكير العاطفي مرفوض، لكن من بريد ان يعبر عن عواطفه فليفعل ذلك شعرا او نثرا، اما النقاش الفكري فيجب ان يتم بروح البنود التي ذكرتها في مداخلتك من حرية الىخرين في التعبير والحفاظ على التعددية والبحث عن المشترك- لما فيه مصلحة المجتمع ككل وليس الشخص الفرد او المجموعة الجزء.
ان احد الفروق الاساسية بين مجتمعنا والمجتمعات الغربية هو في تحمل النقد. فهم، واستنادا على الفكر العقلي العربسلامي الذي استوعبوه قبل ثمانية قرون، دخلوا في عملية نقد للذات، لفكرهم، لاهوتهم، مجتمعاتهم، انظمة حكمهم ولا زالوا مستمرين. هذا النقد شكل لديهم الحافز للبحث عن بدائل وجربوا العديد منها فقادتهم الى ما هم فيه من تفوق ومن موقع سيادة عالمية. نعم، لم تكن طريقهم سهلة، ولم يكن ما ابدعوه دائما صحيح، كن وجود آلية النقد والفكر الحر صححت ولا زالت تصحح ما فيه من عيوب واخطاء، سعيا منهم للحفاظ على تفوقهم وريادتهم.
هل هذا الامر ممكن في مجتمعنا؟ يجب ان يكون ممكنا لان الفكر الذي استعملوه هم قدم اليهم منا. الفرق اننا قررنا عدم استعماله واستغنينا عن الحوار بالتكرار.
شكرًا د. حسام مصالحة لكلماتك الرقيقة، ولمداخلتك التي تنمّ عن فكرٍ نيّر منفتح،
وعن انتماء واعٍ، وعن رغبة جادّة في العمل لإحداث التغيير المنشود.
بوركتَ ودام عطاؤك.
أستاذي العزيز د. محمود : أشكرك أولا على هذه المقالات الهادفة وكم نحن بأمس الحاجة إليها .
حقيقة أن المجتمع الواعي يؤمن بالحوار والتسامح و الإنسانية والتعايش السلمي وبناء جسور التواصل بين أفراده بغض النظر عن اختلاف الجنس أو اللون أو اللغة في ظل الاحترام المتبادل والتعايش السلمي.. وعلينا نشر القيم الإنسانية النبيلة عن طريق الحوار الإنساني لسد الطرق على كل من يسعى في الأرض فسادا . أرجو أن لا تبخل علينا بالمزيد من إنتاجك الأدبي الرائع ولتبق لنا ذخرا.
العزيز أبو جلاء – بوركتَ على هذا التفاعل الرائع المؤازر.
أرجو أن يستمر بيننا هذا التواصل البنّاء.
لك كلّ الخير والسعادة.