لأخواتي الشهيدات..

لأخواتي الحوريات…
تحت تراب حورة..
والبوادي الحالمات
نساء البادية العفيفات
الضحايا الشهيدات..
انا لا اعرف الوجوه
ولا اعرف الأسماء..
لكني اعرف انكن امهاتي واخواتي
معا ولدنا من رحم الانتماء والصفاء…
لأرض أتعبها الظلم والعناء..
لكن باركتها السماء..
واعرف انكن السائلات لرضاء الله
واعرف ان نسمات القدس
لحفت نومكن في الصحراء.
****
للمسافرات من الموت هياما بالقدس
الى الموت حبا على تراب النقب المقدس
بين الصلاة ودعاء السفر
يأتي الموت فجأة دون إنذار او خبر
مع رائحة الإسفلت الضيق
والمطاط المهترئ..
تحت سكك الجرار العصري،
تتطاير اشلاء الجسد البدوي..
ايها الموت الزؤام ..
الزاحف من الشبابيك كلص جبان
لا هيبة لك امام
من جددن في القدس الخشوع والأيمان
****
لأخواتي الحوريات
الضحايا الشهيدات..
نساء البادية العفيفات
انا لا أعرف وجوهكن
ولا اعرف الأسماء..
لكني تمزقت مثلكن…
عندما شاهدتكن
على حافات الشبابيك المهشمة
تعانقتن أشلاء فوق أشلاء..
كم عاجز أنا.. وكم أنا ضعيف
امام الدم الطاهر القاني..
وما لي غير الترحم ..ودعاء الأماني
والدمع ينهمر يغرق أجفاني
ودعاء لكن بجنات الخلد الأبدية
وان يزول الظلم عن نقب..وأرضه الأبية

“كلمات لأخواتي شهيدات حادث النقب الرهيب”
د. زياد محاميد