انتخابات وانتهازات
تاريخ النشر: 14/10/12 | 1:15لا يمكن تجاهل الواقع ولا يمكن إتباع ألامبالاة في حياتنا خصوصا في ظل الكيان الراهن. لقد تعودنا على البكاء والانتقاد فقط. لم نتعود على اخذ زمام الامور والتغيير.
تختلف الاراء والمواقف في صفوف (عرب لبلاد) بين المشاركة ام المقاطعة في الانتخابات القادمة للكنيست .
انا لست ممن ينجرف في تيارات موسمية ان كانت مع المشاركة او المقاطعة حسب مزاج بعض القيادات مثلما كان في انتخابات يناير 2001 , حين دعت بعض الأحزاب لمقاطعة الانتخابات المباشرة لرئاسة الحكومة وأسفرت عن انتخاب شارون بحجة الانتقام من براك وحزب العمل اثر أحداث أكتوبر 2000 .
السؤال ما هو المبرر وما هو الافضل لوضع الجماهير العربية حاضرا ومستقبلا وليس مزايدات وطنية وانتهازات شخصية.
هل المشاركة في الانتخابات اعتراف بالسياسة الصهيونية وشرعيتها ؟ وماذا عن انتسابنا للهوية الزرقاء؟ وتلقي رواتب عمل من الحكومة بكافة الوزارات؟ وماذا عن ممارسة شتى مجالات الحياة في ظل الكيان الواقع هنا؟
هل هو فصل وهمي بين الواقع الإسرائيلي والحلم الوطني الفلسطيني؟ وماذا عن علم اسرائيل اللذي يرفرف على سطح كل سلطة محلية وكل مدرسة؟ ماذا نريد وماذا سنفعل؟
ما هو المبرر للمقاطعة؟ حجة وطنية ام يأس جماهيري من الاحزاب وفقدان مصداقية؟
منذ سنين لم يكن تجديد فعلي التمثيل للجماهير العربية وبعضها قد فقد بعض المصداقية لدى الجماهير .
علينا الاستفادة بذكاء من اللعبة الديمقراطية. نحمل البطاقة الزرقاء ونمارس عملنا وكل حياتنا من خلال هذا الكيان.
ممارسة الحياة بكل جوانبها والانعزال السياسي من جهة اخرى متناقض وليس واقعيا. فلتكن لعبة ديمقراطية نخوضها بكل قوة والاستفادة منها. ٧٨۰۰۰۰ الف ناخب عربي بإمكانهم إحداث التغيير والتأثير,ومحاولة تحقيق اهداف مجتمع الداخل بدل البكاء على مصيرنا .
المجتمع العربي في الداخل يأس من الشعارات وكل يغنى على هواه وهناك حالة من الاحباط لدى الكثيرين من باب النظرة التشاؤمية لقدرة الأحزاب العربية على التأثير على قرارات الحكومة وسن قوانين في البرلمان.
لا شك انها هناك محاولة اقصاء النواب العرب والناخب العربي, ولاشك ان السياسة المتبعة هي مجرد تزيين الحفل الإسرائيلي الديمقراطي بضيوف من النواب العرب والشاطر يتفنن في رقصه الوطني .
من أسس الديمقراطية الحقيقة هو حق الأقلية ان تصبح اغلبية. هنا في ظل هذا الكيان هناك من ينظر لجماهيرنا العربية بعين الغضب والشك والخوف حتى وصفها بالسرطان. هذه الحقيقة.
نحن أصحاب الأرض وأصحاب لبلاد قبل ان يخلق كثير من العباد في اقدس بلاد. هل لنا الانعزال والتذمر والبكاء والانتقاد.؟ ام لنا المبادرة والمشاركة بكل قوة دون الخجل من وصمة عار التطبيع الداخلي ومعانقة الكيان في حفله الديمقراطي؟
لا يمكن تحقيق حلم الجماهير في وحدة الأحزاب العربية, فهذا أصلا لا يتمشى مع طبيعة الديمقراطية والتي أساسها التعددية في الفكر والآراء وان كان محبذا ان لا تفترق الأحزاب والأصوات على اكثر من قائمتين للانتخابات فهذا قد يزيد من احتمال زيادة عدد المقاعد ويتفادى خطر مسبة الحسم.
من بعد موسم الزيتون سيكون موسم حصاد اخر في شتاء ساخن . أما حصاد لانتهازات شخصية في شتى الأحزاب واما حصاد مثمر للجماهير من خلال تحرك مسئول ومشاركة فعالة تأتي بنتائج فعلية على ارض الواقع وليس مجرد شعارات فارغة.
ام ان خيار المقاطعة سيكون سيد الموقف من باب الحفلة التنكرية للنظام الديمقراطي الجزئي؟
التعددية امر طبيعي ومطلوب, وتباين المواقف يجب ان يناقش جيدا بشكل مفيد وان تستنفذ كافة الطاقات والكوادر في مجتمعنا لطريق الصواب في الحاضر والمستقبل. – نقاش مفتوح.
بقلم: المحامي محمد غالب يحيى/ كفر قرع.
للاسف ان هنالك مجموعه في مجتمعنا لا تريد ان تفهم بأننا نسطيع ان نغير او/ و نأثر اذا اتحدنا
شكرا لاتاحة المجال للنقاش فهو موضوع يثير الجدل كلما يذكر.
قولك ان النواب العرب يمثلون الاقلية وهم مجرد تزيين للبرلمان الاسرائيلي الديمقراطي فهو صحيح . واسرائيل تحرص على ان تكون ديمقراطية في الشكليات والنظريات لكن التطبيق بعيد كل البعد عن الواقع.
وكما ذكرت نحن نحمل البطاقات الزرقاء . السؤال : هل كانت بطاقات بالوان اخرى اتيحت لاهالينا الفرصة ان يختاروها ام اكرهوا واجبروا على حملها عندما صمدوا وتشبثوا بالارض؟
كذلك تذكر في مقالك “ممارسة الحياة بكل جوانبها” حسب رايي نحن نمارس من حياتنا ما تختاره لنا دولة اسرائيل. حتى ممارسة التجنيد هي لا ترضاه لنا وخاصة المسلمون لم تعطنا حتى فرصة الرفض لانها مقتنعه اننا كيانان مختلفان ولا نستطيع ان نمارس حياتنا بكل جوانبها.
اما بالنسبة للانعزال السياسي “متناقضا وليس واقعيا ”
اذا كان انعزالا فكيف يكون متناقضا؟
تقول انه يمكن “احداث التغيير والتاثير, —– بدل البكاء على مصيرنا”
كيف يمكن التغيير
حتى عندما ارتقى كبارنا اعلى المراتب في الدولة ووصلوا حتى القضاء
صارت تصدر اوامر هدم بيوت العرب على ايديهم . قمة السخرية حقا ديمقراطية
صدقت يا دلال . المشكلة نفسية قلة ايمان وارادة وقلة عزيمة. التغيير بايدينا. تحياتي
يسعد مساك مها.شكرا لتفاعلك. الوضع ليس بمثالي. هذا وضعنا الخاص. النقاش والحوار البناء والوعي لدي الجيل الصاعد سيثمر عن تغيير للافضل باذنه تعالى. تحياتي.
اخ محمد
احييك على تفاعلك وعطائك – تمنياتي لك بالنجاح والتوفيق ان شاء الله
تحياتي محمد وشكرا على رغبتك بنقاش هذا الموضوع.
جزء من النظرة الى النواب العرب غير صحيح. فهم نواب منتخبون ككل النواب الا ان هناك اجماع على تهميشهم من قبل كل من توكل اليه مهمة تشكيل الحكومة.
اوافقك الرأي بان الجماهير العربية ينبغي ان تشارك في الانتخابات كتعبير عن حقها في المواطنة الكاملة، التي يجب ان نسعى اليها. والمواطنة الكاملة تعني بنظري تمثيل برلماني يقترب من نسبتنا في تعداد السكان (حوالي 18%). هذا يعني اكثر من 20 عضو كنيست. كذلك الامر بالنسبة للحكومة، 6 وزراء على الاقل و 6 مدراء عامين ونفس النسبة من القضاة، تخيل كم ستختلف الصورة اذا حققنا ذلك.
لو سعينا للوصول الى مثل هذا الوضع لما امكن تجاهلنا بالشكل القائم اليوم.
مع هذا، هنالك قضايا نفسية وعاطفية لا يجب الغاؤها او تجاهلها، فهي في صميم العمل السياسي ومؤثرة جدا على تصرف المواطنين وعلى وجهات نظرهم تجاه الاحزاب والنظام السياسي ككل.
تحياتي زميلي المحامي رياض. دمت بخير
يسعد مساك د. حسام . شكرا مرورك الطيب. نحن هنا نود النقاش الفعال لنتيجة افضل للجميع. تحياتي.