الحركات والأحزاب الإسلامية عرض زائل …
تاريخ النشر: 14/10/12 | 13:36إن الحركات والأحزاب والجماعات عرض أنيَ زائل،إن الالتزام بدين الله وشرعه خيرا من الالتزام بغيره لأن هذا الالتزام هو الأرقى لأنه مع الله الذي يرعى الكون كله سبحانه والذي رزق المؤمن والكافر على حد سواء فهدى منهم من هدى وأضل منهم من أضل.
إذًا أليس ذلك جديرٌ وحريٌ بك أيها المسلم أن تلجا إلى الله بدلاً من أن تلجا إلى خلقه ، وإذا قيل لك أننا نتبع قول الرسول صلى الله عليه وسلم ،عندما دعا أتباعه أن يكونوا مع الجماعة، والذئب لا يأكل إلا القاصية من القطيع.
ما دام الأمر كذلك لماذا كَثرت الجماعات والفرق والأحزاب ؟ ما دام الله واحد، والشريعة واحدة والإسلام واحد ،والدين واحد؟؟؟ ولكن تصريف الحديث الذي روى عن الرسول صلى الله وعليه وسلم سَينفُذ لأنه لا ينطق عن الهوى (الحديث). إنقسمت اليَهود إلى إحدى وسبعون فرقه وانقسمت النصارى إلى اثنين وسبعون فرقه وستنقسم أمتي إلى ثلاث وسبعون فرقه ،اثنين وسبعون فرقه هالكة في النار وواحدة هي الناجية قالوا من يا رسول الله قال من تمسك بكتاب الله وسنتي (أو ما أنا عليه والجماعة) إذن من هي الفرقة الناجية من بين ما نراه من هذا الكم الهائل من الفرق، التي تكفر بعضها البعض ولا يصلي هذا خلف ذاك ولا ذاك خلف هذا، الكل يدعي ويقول انه الناجي وهو على حق(كل حزب بما لديهم فرحون).
إن هذه الأحزاب والحركات كانت سببا في تفريق الأُمه وشتاتها وضعفها ، فوهنت واستسلمت لهذه الدنيا بما فيها من لهو وملذات، فضربت هذه الحركات والأحزاب بعرض الحائط هذه الآية الكريمة (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا) (سورة عمران 103 ) وللأسف تفرقوا ولم يطيعوا أمر الله ولا نهي رسول الله فاتبعوا الهوى فضلوا وأضلوا (أئمة ضالين مضلين يعتلون المنابر يقولون بكل خير البرية (إيمانهم لا يتعدى حناجرهم).
إن الكثير من هذه الحركات والجماعات على مدار التاريخ علت في الأرض واجتمع الكثير حولها من الناس ولكنها في نهاية المطاف إختفت واندثرت ولم يعد لها اثر ولم تنبت من جديد لأنها ظلمت وسفكت الدماء وغالت في كل شي،حتى وصل الأمر بهذه الحركات أن قتلوا بعضهم بعضا وقاموا بعمل تصفوي رهيب، إثنيا وعرقيا فاختفت هذه الحركات ولكنها دخلت فصول التاريخ من أوسع أبوابه.
إن كل شيء يبنى على القتل وسفك الدماء، لن يعمر طويلا وسينقلب على صاحبه، ولو بعد حين.
لقد بدأت الفتن بعد رحيل الرسول صلى الله عليه وسلم: ورُفعت السيوف، ودارت معارك طاحنه حتى بين ألصحابه.
على سبيل المثال لا الحصر. معركة الجمل ليشتد بعدها الصراع على الدنيا وسلطانها، فصار الأخ يقتل أخاه والصديق صديقه، والقريب قريبه، إنها المجازر التي تقشعر لها الأبدان ويندى لها الجبين.
لقد اعتقدت إن هذه الأمور حصلت لان الناس في تلك الفترة كانوا قريبين من الجاهلية العمياء وأن الدين والإيمان لم يرسخ بَعدُ في قلوبهم وأن ظروف هؤلاء وحالهم يختلف عن حالنا وإنهم ما زالوا في إطار التطوير والخروج مما كانوا فيه من جاهليه وتخلف. وان الزمن كفيلٌ أن يتغير الحال إلى الأفضل ولكن للأسف الشديد،بعد مرور أكثر من 1400 عام على بعث الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم وهذه الرسالة المجيدة نرى أن التصرفات لهذه الحركات والأحزاب والجماعات اشد قسوة وعنفا وسفكا للدماء.
حيث نرى اليوم على شاشات التلفاز مشاهد يندى لها الجبين. كيف يكون مسلما يشهر سكينه ويذبح إنسانا أخر باسم الإسلام ويكبر ويقول الله اكبر قد احل الله ذبحك، أي بشاعة هذه وأي جرم هذا حتى وان كان الضحية غير مسلم.فذلك أشد وأخزى.
كيف يتجرأ مسلم أن يفجر مسجدا فوق مصليه حتى وان اختلفت الاجتهادات والآراء والمذاهب تلك المشاهد. هي التي أعطت مادة دسمة لأعداء الأمة العربية والإسلامية بين شعوب العالم.إن الإسلام يحيى ويعيش على سفك الدماء وان هذا الدين دين قتل وخراب ودمار !!!
لقد شاهد الملايين من بني البشر على شاشات التلفاز هذه المناظر المرعبة ليصبح كل مسلم على الكرة مشبوها حتى تثبت براءته.
إن هذه الأعمال لا تمت للإسلام لا من قريب ولا من بعيد هي فقط تعبر عن فاعليها فقط مثل هذه الثلل المجرمة التي تجاوزت كل الخطوط الحمر وكل شيء محظور وممنوع!!
فالإسلام حريص كل الحرص على قيمه في السلم والحرب معًا ووصية رسولنا صلى الله عليه وسلم شاهد على ذلك إلى قادة جيوشه عندما كانوا يخوضون معارك القتال”لا تقتلوا شيخا ولا امرأة ولا طفلا ولا تقطعوا شجرة ولا تقتلوا أسيرا أو جريحا ولا تعتدوا على أعراض الناس ولا تروعوا الأمنيين”هذه وصية نبينا محمد صلى الله عليه وسلم للمجاهدين الذين قاموا بالفتوحات الكبيرة وكتبوا التاريخ حضارة وأمجاد.
ماذا أفاد الإسلام هؤلاء الغلاة والقتلة بأفعالهم وحماقاتهم هذه!!! سوى إن الملايين من المسلمين في أنحاء العالم، ليلا ونهارا يعانون من اضطهاد دائم، يلاحقون في الكثير من دول العالم، التي يسكن فيها هؤلاء المسلمين، كلما ظهر رجل قد أرخى ذقنا فهو مشبوه وعليه العين ومنه الحذر والخوف حتى تزول هذه الحالة.
هذا ما أوصلنا إليه قاطعوا الرؤوس.الذين يريدون أن يقيموا دولة الإسلام على أشلاء الناس ودمائهم.مع إن الإسلام دين رحمة ومحبة دين سلام ونبيه بعت رحمه للعاملين كافه وليس للعرب خاصة.
فأفيقو أيها المسلمون وانبذوا كل هذه الجماعات المجرمة من بينكم ولا تكونوا لهم حاضنة فأنهم الداء الذي ليس له دواء إلا الموت والغناء …
بقلم:الشيخ عبدلله نمر بدير”ابو ناشد”