"قمم وهمم" تقدم الهدايا لمرضى السرطان

تاريخ النشر: 15/10/12 | 2:30

لأن العمل الانساني هو ذلك الوسام الذي يشرّف حامله أينما كان، فهو الطاقة الكامنة التي تشحن صاحبها بالأمل والسعادة الباطنيتين التي تضفي رونقا على سائر مرافق حياتهم ، قامت مجموعة ( قمم وهمم ) احدى مجموعات وحدة الوالدية والاسرة في المركز الجماهيري في بلدية ام الفحم والتي تتشكل من طالبات جامعيات، يوم الخميس المنصرم بزيارة مستشفى “شنايدر” لمرضى السرطان ، وقد رافقت المجموعة اندلس اغبارية مركزة وحدة الوالدية والاسرة، حيث وزعت الهدايا المختلفة وفقا للأعمار غير المتجانسة وقد شمل توزيع الهدايا مختلف الديانات سواء الديانة الاسلامية واليهودية ، وبعدها تنكرت طالبتا المجموعة نداء محاميد وصفا اغبارية بزيّ المهرج والأسد ، ذلك التنكر الذي أضفى جمالا وسعادة على الأطفال المرضى.

وهدفت الزيارة إلى الوقوف ولو لبضع ساعات مع المرضى وذويهم، ورفع معنوياتهم، والوقوف على المشاكل التي يواجهونها في فترات العلاج أو ما قبل العلاج.

وقد قامت المجموعة بزيارة لمرضى السرطان وذويهم المتواجدين في المستشفى ووزعوا عليهم الهدايا متمنين لهم الصحة والعافية، حيث لاقت هذه الزيارة الرضى والارتياح لدى المرضى وعائلاتهم (من قسم مرضى السرطان).

احدى المصابات بمرض السرطان (9 سنوات) عبرت عن سعادتها بالزيارة قائلة : “شكراً لمجموعة (قمم وهمم) التي جعلت لنا من وقتها وجهدها نصيبا . اما احدى الامهات الملازمة لابنتها طوال الوقت فاكتفت بالقول ” اللهم فرح ذويهن واهلهن مثلما فرحنا بهن”. ثم شرحت الصعوبة التي تجدها الأم العربية خلال مرافقة ابنها أو ابنتها لأيام وأحيانا أسابيع وأحيانا أشهر طويلة، خلال فترة العلاج في المستشفى .

العاملة الاجتماعية نهال ميعاري التي رافقت المجموعة تحدثت عن افتقاد مجتمعنا لأطر مجتمعية تقدم يد العون والمساعدة للأهالي الذين يضطرون لمرافقة ابنهم أو ابنتهم، فلا أطر للدعم المادي، ولا مبادرات مجتمعية أو شبابية لعيادة الأطفال المرضى وتسليتهم وقضاء الوقت معهم، كما هو الأمر مع المرضى من اليهود، الذين لا ينفك متطوعيهم وتنظيماتهم المجتمعية عن توفير أطر شبابية تقوم بعيادة الأطفال والجلوس معهم وتسليتهم.

ووقفت نهال وبعض أهالي المرضى على الصعوبات المادية الكبيرة التي تواجه الأهل، حيث الوالد هو المعيل الوحيد، ومع ذلك فهو يضطر لترك مكان عمله لكي يرافق ابنه المريض، حيث تبقى الأم في البيت لرعاية الأولاد، مما يسبب أزمه ماديه للعائلة. وفي حالات أخرى يستمر الوالد في مزاولة عمله، بينما ترافق الأم ابنها المريض، ويترك الأولاد في البيت لوحدهم.

اما معاناة الاهل من غزة فانها تتضاعف مرات ومرات، وهي معاناة تمتد لفترة غير قصيرة، فالكثير منهم يبقون في المستشفى بمرافقة أبنائهم ما بين سنه وسنتين، ولا يكون لهؤلاء الأهالي أي مساعد وهم لا يجيدون العبرية، ولا يعرفون أنهم سيمكثون فترة قد تتجاوز السنة في المستشفى. عن هذه المعاناة شرحت احدى الامهات قائلة :” خلال هذه السنة لا تستطيع أمهات غزة العودة إلى غزة، فلا يكون لديهن الملابس الكافية ولا يكون معهن أي مبلغ من المال، ينقطعن عن عائلاتهم لفترة طويلة من الزمن، ويكن بحاجة لدعم نفسي كبير للتخفيف عن أنفسهم”.

اهداء اغبارية عضوة المجموعة قالت:” سنعمل في مجموعة (قمم وهمم) على التواصل مع الطلاب العرب المتواجدين في جامعات وكليات قريبة بأن يعطوا المرضى العرب من وقتهم ولو ساعة في الأسبوع لمساعدة الأهالي ولإدخال شخص جديد على حياة المريض غير طاقم الأطباء ومرافقته”.

وبينت احدى عضوات المجموعة نداء محاميد مدى الفرحة التي غمرتها خصوصا عندما تنكرت بزي المهرج اذ أدخلت الفرحة بهذا التنكر الى قلوب المرضى ورأت بذلك عملا انسانيا رائعا .

وتابعت العضوة ناريمان اغبارية معقبة على ذلك بأن هذا العمل هو عمل انساني وبامتياز وان القلب ينشرح فرحا عندما تدخل السعادة على قلوب الآخرين وتمنت لهم الشفاء العاجل باذن الله .

وفي الختام عقبت مركزة وحدة الوالدية والأسرة اندلس اغبارية قالت:”مناظر مؤثرة حين ترى التفاعل والتجاوب من قبل المرضى الذين شعروا بان هناك من يهتم بهم ويأتي لزيارتهم ومساعدتهم ، ففرحة الأطفال لا توصف عندما يتلقون الهدايا ويشعرون اننا هناك من اجلهم، وكذلك الأهل عندما يجدون من يهتم بهم ويستمع لمشاكلهم ويحاول قدر الإمكان المساعدة”.

وأكدت اغبارية أن هذا النشاط لن يكون الأخير لهذه المجموعة بل هنالك نشاطات قادمة أخرى ان شاء الله ، وأعربت عن فرحتها الكبيرة حيث رأت بهذا النشاط نوعا من التواصل الانساني الراقي وذلك بعد ان كانت النظرة لكل المرضى نظرة انسانية متساوية، كما وأشارت الى أن الزيارة كانت لمئة مريض ، وعلى وجه الخصوص كان التواصل مع عائلات غزة التي انقطعت عن الاهل والاقارب فترات طويلة..

يشار ان الحاجة سعاد من مجموعة (ديوان الثلاثاء)رافقت الاخت اندلس كذلك الاخت سلام صاحبة ستيريو “أجنادين” حيث تقدمت أندلس اغبارية بالشكر لهم سائلة أن يجعل الله جهدهن هذا في ميزان حسناتهن يوم القيامة.

تقرير ناريمان اغبارية وتصوير رويدا محاميد

‫6 تعليقات

  1. يا لها من لفتة انسانسة مؤثرة. كل الاحترام
    هل ستتشكل في كفر قرع مجموعات شبابية تقوم بمثل هذه النشاطات؟
    اذا حصل ذلك فأنا مستعد للمساعدة

  2. عمل اكثر من رائع قمه في الرقي بوركت اليد التي تمسح دمعة طفل مريض وجزاكم الله كل خير

  3. انا اود ان اكون احد المتطوعات في المجموعة يا ريت تعطونيى العنوان لحتا اغدر اوصلكم

  4. انسة شيرين انا براي تتواصلي مع المجموعة عن طريق المركز الجماهيري وهم رح يتفقوا معك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة