أبادر أيامي الخالية
تاريخ النشر: 09/02/15 | 0:00خرج ابن عمر في بعض نواحي المدينة ومعه أصحاب له ووضعوا سفرة لهم فمر بهم راعي غنم فسلم فقال ابن عمر: هلم يا راعي، هلم فأصب من هذه السفرة، فقال له: إني صائم. فقال ابن عمر: أتصوم في مثل هذا اليوم الحار الشديد سمومه وأنت في هذه الجبال ترعى هذه الغنم؟ فقال له: إي والله أبادر أيامي الخالية. فقال له ابن عمر -وهو يريد أن يختبر ورعه: فهل لك أن تبيعنا شاة من غنمك هذه، فنعطيك ثمنها ونعطيك من لحمها فتفطر عليه؟ فقال الراعي: إنها ليست لي بغنم، إنها غنم سيدي. فقال ابن عمر: فما عسى سيدك فاعلاً إذا فقدها فقلت: أكلها الذئب؟ فولَّى الراعي وهو رافع إصبعه إلى السماء وهو يقول: فأين الله؟ فلما قدم ابن عمر المدينة بعث إلى مولاه فاشترى منه الغنم والراعي، فأعتق الراعي، ووهب له الغنم.
صمت ليوم أحر منه
قام الحجاج بن يوسف ذات يوم برحلة صيد في الصحراء وبينما هو يتناول طعامه مر عليه راع رقيق الحال، فدعاه الحجاج لتناول الطعام معه، فقال له الراعي: دعاني من هو أكرم منك فأجبته.
قال الحجاج: ومن هو؟
قال الراعي: الله تبارك وتعالى دعاني للصوم فأنا اليوم صائم.
فقال الحجاج: أتصوم في مثل هذا اليوم الحار؟!
قال الراعي: نعم؛ صمت ليوم أحر منه.
قال الحجاج: تعال وكل معي اليوم وصم غدا.
قال الراعي: إذا أفطرت اليوم فهل يضمن لي الأمير أن أعيش غدا؟
قال الحجاج: ليس لي ذلك
. قال الراعي: فكيف تسألني عاجلا بآجل ليس لك إليه سبيل؟.
حور العين
عَنِ الْحَسَنِ البصري، قَالَ: ” تَقُولُ الْحَوْرَاءُ لِوَلِيِّ اللَّهُ وَهُوَ مُتَّكِئٌ مَعَهَا عَلَى نَهَرِ الْعَسَلِ تُعَاطَيهِ الْكَأْسَ: يَا نِعْمَ عِيشَة، أَتَدْرِي يَا حَبِيبَ اللَّهِ مَتَى زَوَّجَنِيكَ مَوْلايَ؟ فَيَقُولُ: لا أَدْرِي، فَتَقُولُ: نَظَرَ إِلَيْكَ فِي يَوْمٍ صَائِفٍ بَعِيدِ الطَّرَفَيْنِ، وَأَنْتَ فِي ظَمَأ هَاجِرَةٍ مِنْ جَهْدِ الْعَطَشِ، فَبَاهَى بِكَ الْمَلائِكَةَ، وَقَالَ: انْظُرُوا إِلَى عَبْدِي؛ تَرَكَ زَوْجَتَهُ وَشَهْوَتَهُ وَلَذَّتَهُ وَطَعَامَهُ وَشَرَابَهُ مِنْ أَجْلِي رَغْبَةً فِيمَا عِنْدِي، أُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهُ، فَغَفَرَ لَكَ يَوْمَئِذٍ، وَزَوَّجنِيكَ!”.
صيام الهواجر
عن عمرو بن قيس أن معاذ بن جبل -رضي الله عنه- لما طعن جعلت سكرات الموت تغشاه، ثم يفيق الإفاقة فيقول: “اخنقني خنقاتك، فوعزتك إنك لتعلم أن قلبي يحب لقاءك، اللهم إنك تعلم أني لم أكن أحب البقاء في الدنيا لجري الأنهار، ولا لغرس الأشجار، ولكن لمكابدة الساعات، وظمأ صيام الهواجر، ومزاحمة العلماء بالركب عند حلق الذكر”.
ليوم الظمأ الأكبر
عن أشعث بن سوار، قال: دخلت على يزيد الرقاشي في يوم شديد الحر، فقال: “يا أشعث، تعال حتى نبكي على الماء البارد في يوم الظمإ الأكبر “، ثم قال: “والهفاه، سبقني العابدون وقطع بي”.
جزاء من عطش نفسه لله
قال كعب الأحبار: “إن الله تعالى قال لموسى عليه السلام: إني آليت على نفسي أنه من عطَّش نفسه لي أن أرويه يوم القيامة”.
وقال: “مكتوب في التوراة: طوبى لمن جوع نفسه ليوم الشبع الأكبر، طوبى لمن عطش نفسه ليوم الري الأكبر”.
سلعة غالية
كانت بعض الصالحات تتوخى أشد الأيام حرا فتصومه، فيقال لها في ذلك فتقول: إن السعر إذا رخص اشتراه كل أحد.
رد علي حر البصرة
لما سار عامر بن عبد قيس من البصرة إلى الشام كان معاوية يسأله أن يرفع إليه حوائجه فيأبى، فلما أكثر عليه قال: حاجتي أن ترد علي من حر البصرة، لعل الصوم أن يشتد علي شيئا، فإنه يخفّ علي في بلادكم.
لا أدع أيامي تذهب باطلا
نزل روح بن زنباع منزلا بين مكة و المدينة في حر شديد، فانقض عليه راعٍ من جبل فقال له: يا راعٍ، هلم إلى الغداء، قال: إني صائم قال: أفتصوم في هذا الحر؟ قال: أفأدع أيامي تذهب باطلا؟ فقال روح: لقد ضننت بأيامك يا راعٍ إذ جاد بها روح بن زنباع.
أكـْربَهُ المال
عن طلحة بن يحيى بن طلحة، قال: حدثتني جدتي سُعدى بنت عوف المرية، وكانت محل إزار طلحة بن عبيد الله، قالت: دخل علي طلحة ذات يوم وهو خائر النفس فقلت: مالي أراك كالح الوجه؟ وقلت: ما شأنك، أرابك مني شيء فأعينك؟ قال: لا؛ ولنعم حليلة المرء المسلم أنت. قلت: فما شأنك؟ قال: المال الذي عندي قد كثر وأكربني، قلت: ما عليك، اقسمه. قالت: فقسمه حتى ما بقي منه درهم واحد، قال طلحة بن يحيى: فسألت خازن طلحة كم كان المال؟ قال: أربعمائة ألف.
إنه الشيطان
قال سفيان الثوري: “بلغني أن العبد يعمل العمل سرًا، فلا يزال به الشيطان حتى يغلبه فيكتب في العلانية، ثم لا يزال به الشيطان حتى يحب أن يحمد عليه، فينسخ من العلانية فيثبت في الرياء”.
عن موقع فلسطينيو 48 وصحيفة صوت الحرية