إلتقاء المياة العذبة والمالحة وعدم اختلاط مياههما:البرزخ

لطالما سمعنا عن ظاهرة البرزخ ولكننا لم نشاهدها عن قرب من قبل إليك أحد حالات تحقق ظاهرة البرزخ.
البرزخ وبالإنجليزية Isthmus، هو لفظ ذكر في القرآن الكريم” في زمن كانت هذه الظاهرة مجهولة وغير معروفة في المنطقة العربية ، حيث تلتقي الأنهار والبحور مع بعضها البعض ولا تختلط مياه كل منها مع الآخر فالمالح يظل مالح كما هو و العذي يظل عذب كما هو دون أن يؤثر احداهما على الأخر كأن بينهما برزخ أي حاجز لأسباب فيزيائية وهي إختلاف الكثافة والحرارة وكمية العوالق والرواسب وإختلاف سرعة المياه في كل مجرى عن الآخر.

وحالات تحقق ظاهرة البرزخ كثيرة حول العالم ومن ضمنها:
1- إلتقاء نهر الرون Rhone ونهر أرفي Arve
يلتقي نهري الرون Rhone على يسار الصورة مع أرفي Arveعلى اليمين في العاصمة السويسرية جنيف. حيث يحمل نهر آرفي كميات أعلى من الطمي من ما يسبب هذا التباين الواضح والرائع في ملتقى النهرين.

وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَحْجُورًا – الفرقان : 53

2- نهرRio Negro ونهر Solim&otilde في البرازيل، ويلتقيان لمسافة تمتد لأكثر من خمسة كيلو مترات ولا تختلط مياههما ! لهما كثافة ودرجة حرارة مختلفة. النهر الأول على اليمين يحتوي على ترسبات من تربة الجبال ولذلك يظهر باللون البني، أما النهر الثاني على اليسار فهو قاتم بسبب النباتات المتحللة القادمة من الغابة.

فمن حكمة الله عز وجل ورحمته بعباده أن يجعل هذا البرزخ بين البحار والإنهار أو بين الإنهار المالحه والعاذبه كي لا يختلط كل منهما بالأخر فالإنسان ينتفع بالمياه العذبه على حدي في الشرب والأستعمال والمياه المالحه يستخرج منها المعادن والإسماك إلي غيرها من الفوائد التي يستفاد بيها الإنسان من كل مياه على حدي، ولو جعل الله المياه العذبه تختلط بالمالحه لإصاب الإنسان ضرر كبير ، فسبحان الله العلى العظيم