الانتخابات البرلمانية والأحزاب العربية
تاريخ النشر: 18/10/12 | 8:24عندما تناولت قلمي لأكتب في هذا المجال وأدلي بدلوي فيه ، كنت مترددا الى حد كبير، لأن صرختي هذه ستدوي في آذان اعتراها الصم ولن يكن لهذه الصرخة أي أثر أو تجاوب لأن الذين يهمهم هذا الأمر غير معنيون بسماع مثل هذه الصرخات التي عنيت بها ايقاظا بعضا من الضمائر الحيه والوطنية التي تحب شعبها وتضحي من أجله في كل المجالات سياسيا ووطنيا وعلميا وثقافيا واقتصاديا – وتريد ان ترى جماهيرها قد دخلت في سباق على التمسك والتشبث بأرض الوطن وحفاظا على الهوية الفلسطينيه والعروبية ولا ننسى أن من حق الكل أن يحافظ ويتمسك أيضا بدينه وتراثه.
لقد دخلنا الآن في سباق مع الزمن بأن يوم الانتخابات البرلمانيه قد حدد وهو يوم الثلاثاء الموافق 22/01/2013 وهو ليس ببعيد نسبيا .
لذا علينا أن نقدم النصائح للأحزاب والقوائم العربية أن تأخذ بعين الأعتبار نبض الشارع وتوجهه الى الانتخابات بقائمة انتخابية واحده اذا أمكن من أجل الحصول على أكبر قدر من عدد أعضاء الكنيست العرب وبعد الانتخابات يكون كل حزب باقيا على خطه الإيدلوجي ، سواء علمانيا أو دينيا ولنكن كلنا موحدين خدمة لقضايانا اليوميه والقومية. حتى لو أن هذا الأمر أدى للدخول والمشاركة في الحكومة من أجل الحصول على أكبر قدر من الحقوق التي هي حق لنا وليست منًه .
واذا تعذر هذا الأمر الدخول في الحكومة أن نكون داعمين لها من الخارج كما كان مع حكومة رابين. التي شكلت يومها ودعمت بأصوات النواب العرب من الخارج . مما جعل رابين أن يوقع اتفاقيات اوسلو وهذا مما فتح الطريق يومها أمام النواب العرب أنهم باستطاعتهم أن يكونوا مؤثرين في اللعبه السياسيه ، وأن مثل هذا النهج سيعود بالفائدة على هذه الشريحة الكبيره والمهمشة من المواطنين العرب أن تنال ولو جزء من حقوقها . وأن هذا الصوت سيكون له تأثيره في الحرب والسلم معا.
ولكني أرجع وأقول ، اذا تعذر على هذه الاحزاب والقوائم أن تدخل الانتخابات في قائمه موحده ليكن هنالك قائمتين لا أكثر . واحده تمثل التيار اليساري العلماني الوسطي والثانية تمثل التيار الديني الوسطي والوطني المعتدل. وذلك كله من أجل أن لا تضيع الأصوات هدرا وتكون هاتين القائمتين مرتبطتين في فائض الاصوات حتى نضاعف من عدد النواب وقوة صوتنا. ما دام الأغلب من المواطنين العرب قبل هذه اللعبه : لعبة الانتخابات البرلمانيه .
ولكن للأسف الشديد كل الأحزاب والقوائم العربية وأغلب قادتها قد فقدوا حس المسؤولية والانتماء لشعبهم على ان مصلحة شعبهم فوق مصلحتهم الشخصيه. فتجد منهم من يغير دستور حزبه مرات عديدة من أجل أن يبقى في زعامة حزبه ليكون عضوا في البرلمان لسنين عديدة أخرى يحافظ فيها على راتبه وجاهه ومصلحته والعيش الرغيد الذي يعيشه فينسى المُثل التي تغنى بها أينما حل : مدعيا أنه وطنيا يعمل من أجل شعبه وراحته .
اذاً لماذا ننتقد الحكام العرب ومزية التوريث والتشبث بالكرسي والاستماتة عند ذلك حتى تصل الامور الى سفك الدماء ووقوع ضحايا .
اذا لا غرابة !!!!
فحب الكرسي والإعلام والجاه والزعامة متأصلة فينا حتى النخاع وان هذا الذي جعل نصف المواطنين العرب إن لم يكن أكثر من ذلك بقليل لم يخرجوا ليدلوا بأصواتهم في الانتخابات البرلمانيه لأنهم يعرفون أن لا فائدة من ذلك ورددوا هذا المثل ( تيتي تيتي زي ما رحتي جيتي).
ان النصيحة التي تقدمت بتا الى هؤلاء القادة لن تلقى اذانا صاغية!!!
سيخرج الكل معلقا على ذلك بقوله : أن كاتب هذا المقال يعيش في خيال المثاليات ، لأنه لو اجتمعوا لبحث هذا الاقتراح وهذه النصيحة سيخرج كل واحد منهم متهما الآخر أنه يريد السيطرة على الوضع وأن مقترح هذه الوحدة الآنيه المؤقتة نسبيا غير قابله للتطبيق . سيتقاتلون على من سيكون من بين الاسماء العشره الأوائل وسيخرجون بالنتيجة التاليه أكثر تفرقا وبعدا للأسف الشديد!…
سنسمع نعوتا لبعضهم البعض ما سمعنا بها من قبل واتهامات حدث ولا حرج. تراهم جميعا وقلوبهم شتى . اذا وجب على الجميع أن يصغي لقول الله عز وجل ( لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) صدق الله العظيم .
ما دام الامر كذلك فألزم بيتك وأبكي على خطيئتك . لأن القادم علينا شيء رهيب ومن الصعب أن يتصوره العقل أو يستوعبه القلب. أنه شديد ومخيف ستقتلع رياحه الكل دون استثناء ، وذلك حاصل عاجلا أم آجلا !!!
ترقبوا …. !!!
بقلم: الشيخ عبد الله نمر بدير “أبو ناشد”