ملاحظات على كتاب جديد عن محمود درويش
تاريخ النشر: 10/02/15 | 9:47السياسي نبيل عمرو مستشار الرئيس ياسر عرفات، وقد كان وزيرًا للإعلام- أصدر حديثًا كتابًا جديدًا عن حياة صديقه محمود درويش اليومية، همومه ومرضه وتساؤلاته، والكتاب كاسمه “محمود درويش في حكايات شخصية”- رام الله: مؤسسة محمود درويش.
لن ألخص الكتاب المهم، ففيه مقدمة مميزة للكاتب خيري منصور، وفيه مقابلات أجراها نبيل مع الشاعر، وسأدع المهتمين يبحثون عن الكتاب، ففي قراءته فائدة.
….
لا شك أن هناك ملاحظات لي على الكتاب، ولست أبغي هنا إجراء عرض نقدي، فاعذروني إذا اكتفيت ببعض ما لاحظته من إشارات.
…
المأخذ الأول الذي تنبهت له وأحببت أن أشير إليه أن الكاتب يذكر في فصل “بوابة مصر”، ص 47 أن درويش دخل مصر في عهد الرئيس عبد الناصر، فكتب:
“لقد رحب عبد الناصر بحضور محمود درويش إلى مصر متجاوزًا حرج أنه قادم من إسرائيل”،
وفي مكان آخر يكتب:
“إلا أن الشاب الذي احتضنه عبد الناصر وفتحت له عاصمة العروبة أبوابها…..”،
وكذلك: “ظل محمود عارفًا بجميل عبد الناصر ومحمد حسنين هيكل مدى الحياة” (ص 48).
………
الصواب يا أخي نبيل أن محمود درويش لم يلتق عبد الناصر في القاهرة، ففي سنة 1970 خرج محمود من البلاد متوجهًا إلى موسكو بقصد الدراسة، ونحن نعلم أن الرئيس المصري رحل إلى الرفيق الأعلى في 28 أيلول سنة 1970، فإن التقاه فإذّاك في موسكو، وكان أحرى بك أن تعلم، فقد كنت سفير فلسطين في موسكو لفترة طويلة!
…
وصل محمود في التاسع من فبراير 1971 إلى القاهرة أول مدينةٍ من العالم العربي تطأها قدماه. وعقد ظهر الخميس 11 فبراير مؤتمرًا صحفيًا التقى فيه بالكتَّاب والأدباءِ والشُّعراءِ والفنَّانين والصحفيين والمراسلين العربِ والأجانبِ في مبنى الإذاعةِ والتليفزيون بالقاهرة. وقدَّمه محمد فائق وزير الإعلام المصري وقتذاك.
ويومها قال محمود في إطار “بَيَانٍ” كَتَبَهُ:
“ولكنَّ عذري أنني أصبحتُ أُحسُّ أنني أقتربُ يومًا بعد يومٍ من نقطةِ العجز عن القيامِ بالواجبِ كمواطنٍ أولاً وكشاعرٍ ثانيًا.. لقد أصبحتُ تمامًا مشلولَ الحركةِ والحريةِ تمامًا في بلادي من ضراوةِ الكبتِ والتعصُّبِ.. وأصبحتُ لقمةً سَهْلَةً في فَكِّ العنصريةِ الإسرائيليةِ.
وأصبحتُ مُعَلَّقًا على مطاطِ الصيغِ الدبلوماسيةِ لكي أنجوَ من القانونِ الإسرائيليِّ.
إنني لا أشكو ولكنَّ شعرةَ معاوية بيني وبين القانون الإسرائيلي قد انقطعت وطاقتي على الاحتمال قد نفدت.
….
وعدم الدقة يظهر كذلك لدى الكاتب في تحديد مكوثه في القاهرة “سنتين” (ص 48)، والصواب أنه مكث ما يقارب السنة – حتى سنة 1972، إذ توجه إلى بيروت، ودليلي على ذلك كتاب أحمد جواد مغنية:
الغربة في شعر محمود درويش 1972 – 1982، أو فترة الاقامة في بيروت.
(الكاتب عمرو يذكر أنه وصل إلى بيروت سنة 1973، ص 49.)
…
ومن الخطأ قول الكاتب: “أنه وهو في بداية العشرين من عمره كان يجلس في غرفة واحدة مع محفوظ ويوسف إدريس وتوفيق الحكيم وغيرهم من الأوزان الثقيلة في عالم الأدب” (ص 48).
والصواب أنه احتفل بعيد ميلاده الثلاثين هناك.
مع ذلك يبقى كتاب نبيل في عداد الجميل.
ب.فاروق مواسي