في غيبوبة النسيان…
تاريخ النشر: 27/02/11 | 2:56اسراء عثامنة
في كثير من اللحظات نشعر وكأن العالم ملك أيدينا, ومن المحال أن يتبدل ويكشر عن سواد لياليه… نعي أنفسنا كبارا بأجساد ملؤها الصحة والعافية, نعم تعرض علينا حتى صارت من بادهية الحياة.. تكرارها ما عاد يذكرنا شكرها.. فهي شيء ككل الأشياء ولكل البشر…
هكذا أيامنا تمضي.. ونمضي معها.. كنت على هذا النحو حتى زرت مؤسسة ترعى أناسا نسيتهم الأيام, كانوا يوما أصحاء تتملكهم الحياة بكل جوانبها, واليوم في مصحة عقلية, تاهوا بأوجاع حاصرتهم, ما وعيناها لكنهوا عاشوها, واليوم يدركونها بعيشهم في عقول باطنية….
حين رأيتهم تملكتني الصدمة, وسابقتني دموعي لبؤس الموقف… تهت في أفكاري….
ياه يوما ما.. كانوا ملوك دنياهم… فشاءت الأقدار انتزاعهم من خضم معارك الروتين.. فضاعوا في غيبوبة النسيان… تراهم.. فتعرف من عشوائية حركاتهم غير الواعية قصصا وحكايات كانت معهم.. كانوا أبطالها.. لكنهم ما قدروا على الاستمرار فيها…
هم, نحن.. فكلنا يمكن أن يكون يوما بينهم.. فهم كانوا أصحاء ونحن اليوم أصحاء… جميعنا رغم النعم نقضي ساعات من ألم.. نثرثر مع ثورة أفكارنا ونخمدها.. ونثرثر مرة أخرى ونخمدها… فهلا أدركنا ولو مرة حقيقة… أن تأخذنا الأيام لبواطن بعيدة عما نحن عليها…
لا بد لنا من وقفة ضمير صاح .. يفكرنا بالمسلك السليم… والذي يأمن لنا برا آمنا في كل لحظة… الاستسلام للبؤس ليس فكرتنا… والاستسلام للغرور ليس فكرتنا…
لا بد أن نوازن الأمور ونقطف من كل بستان زهرة… وفوق كل ذلك ختم لا يزال يداولنا توكل على الله ودعاء في توفيقه لنا لكل خير…. لا بد من لحظة صدق… حتى لا نعيش يوما في عقل باطني يحكي آلاما لم نعرها التفاتة.. فأعارتنا كل ما لديها…
لا اله الا الله لما تكتبي اخت اسراء بفكر بكلامك كتير, بقول سبحان الله
هناك اشياء بقراها جميله من كلماتك واحساسك بكون انا حاسه فيها
بس ما بحكيها ولا بكتبها.
اسراء الشيء حلو كثير …