حمدًا للهِ على نِعَمِه! ممارسة الرياضة كعادة!
تاريخ النشر: 21/10/12 | 18:24عقاربُ الساعة تدور وتدور بلا توقّف، بعد دقائقَ معدودةٍ سيلتقي عقربُ الدقائق مع عقربِ الساعات وسيمتطيان الرقم( 12 ) ليعلنا منتصفَ الليل!
وأنا أجلسُ أمام شاشة الحاسوب، ويداي تداعبان حروف الطباعة، وتتنقل أصابعي بين الحروف تضغط عليها لتكتب ما يّمليه عقلي من كلمات وجمل وعبارات علّها تعبّرُ عما يجيشُ بخاطري من أفكارٍ ومشاعر!!
لا أشعرُ بالتعب ولا بالملل، فللهِ الحمدُ، أتمتّع بالحيويّة والنشاط، ولديَّ حافز قويّ لمواصلة الكتابة!
إنّها نعمة الصحة والعافية التي كان لممارسة الرياضة دورٌ هامّ في التمتّع بها!
أعودُ للوراء، لسنين خلت، لأيّام الطفولة، لمرحلة البلوغ والشباب، فأتذكّر كيف أصبحتِ الرياضةُ لديّ عادةً متأصّلة أمارسُها كهواية محبّبة، تمنحني الكثير من المتعة والرضا والراحة!
أذكر في الطفولة كيف كنتُ أركضُ حافيًا أتابع جريان مياه الأمطار في قنوات تخترق طرقَ بلدتي وأزّقتَها منحدرةً منسابةً في مجراها!
وأذكر كيف تعلّمتُ السباحة في غدرانِ وادي القرية وفي البئر القريبة منها!
كما لا زلتُ أذكر كيف تعلّمتُ ركوبَ الدراجة في أيّام الأعياد مقابل قروش العيديّة الزهيدة ندفعُها لصاحب الدرّاجات التي تعلّمنا عليها!
وأذكر، عندما شببت على الطوق، وطالت قامتي، واشتدّ عودي، كيف تعلّمتُ ركوب الفرس وأخذت أتّجهُ للسهول والبراري لجلب الحشيش الأخضر في “الخُرج” لإطعام ما تقتنيه من حيوانات!
لم أكتفِ بقيادة الفرس على مهل، بل كنتُ أحيانًا أنطلق أسابق الريح وأنا ملتصقٌ بظهرها، ممسكا بشعر العنق، محكما ساقيّ حول البطن، كي لا أسقط فأندم على مغامرتي الجريئة المثيرة!
في المدرسة الابتدائيّة في بلدتي الحبيبة لم يتوفّر ملعبٌ واسع وآمن، ومع ذلك، مارسنا لعبةَ المُعسكرَيْن في حصص الرياضة، وقد برعنا فيها؛ أجَدْنا قذف الكرة والتقاطَها، وتفنّنْنا في إصابة المنافسين، وتوّجْنا هذه البراعةَ بالحصول على الكأس عندما تفوّقنا وتغلّبنا على جميع الفرق التي نافستنا في المهرجان الرياضيّ الكبير الذي عُقد في منطقة المثلث ! (لا زلتُ أحتفظ بصورة تذكاريّة لفريقنا الفائز مع مدير المدرسة ومعلّم الرياضة).
وفي هذه المدرسة شاركنا المعلّمين في لعبة الكرة الطائرة.
وانتقلتُ للدراسة في المدرسة الثانويّة في مدينة الطيرة (آنذاك لم تكن مدرسة ثانويّة في بلدي!)، وهناك توطّدت علاقتي بالرياضة!
أحببتُ حصصَ الرياضة ولعبةَ كرة القدم، وبدأت مع أترابي نتدرّب على حمل الأثقال وتمارينِ اللياقة البدنيّة. كنّا نعدّ ما نحمله من أثقالٍ بأنفسنا؛ نجلب صفيحتين فارغتين وأنبوبًا، نملأ الصفيحتين ب”الباطون” ونوصل بينهما بالأنبوب، ننتظر حتى يجفّ الباطون، ثمّ نشرع في التدرب على حمل هذا الثقل الذي أعددناه!
في هذه المرحلة، أيضًا، واصلتُ رياضة الجري والمشي في الحقول والبراري، وتعلّمتُ لعبة تنس الطاولة وأتقنتُها وصرتُ أمارسها في نادي القرية.
في الجامعة في القدس، وضمن واجباتي الجامعيّة مارستُ لعبة كرة السلّة والمصارعة، وكرّستُ الساعات العديدة لممارسة لعبة تنس الطاولة مع الأصحاب في النادي التابع لمساكن الطلبة، وواصلتُ رياضة الجري لمسافات طويلة قد تصل إلى أكثر من 5 – 6 كم.
بهذا السياق أذكر حكاية طريفة عندما شاركتُ في مسابقة قطريّة للركض لمسافة 10كم جرت في الجامعة.
مع بدء المسابقة انطلقتُ ك”الصاروخ” متقدّما جميع المتسابقين، ولكن بعد قطع مسافة حوالي 800م أصابني “تشنّج” في عضلات ساقي اليمنى فتوقّفتُ عن الجري وعدُت ماشيًا لنقطة البداية لألتقي بزملائي المنتظرين ليستقبلوني بوجوهٍ ضاحكة وبألسنة حادّة حارقة! (طبعًا، ما أصابني من تشنّج يرجع لقلّة التدريب ولانعدام الخبرة والتوجيه في مثل هذه المسابقات!).
بعد إنهائي الدراسة للقب الأوّل ولشهادة التدريس، عُدت لمسقط رأسي، لبلدتنا، وباشرتُ عملي في تدريس اللغة العربيّة وآدابها لطلاب المرحلة الثانويّة، عُدت وقد أصبحتِ الرياضةُ بأنواعها المختلفة عادةً وهوايةً أمارسُها بحبّ وحماس (مثل المطالعة الذاتيّة) ، أمارس تمارينَ الحركة والمرونة في البيت، وأمارس رياضة السباحة وهواية صيد الأسماك بالصنارة في شاطئ البحر في قيسارية، وأمارس لعبة الكرة الطائرة، وأمارس لعبة الشطرنج، ولكن هناك نوعان من الرياضة استأثرا بحبّي وهوايتي وهما:
– لعبة تنس الطاولة التي برعتُ فيها، (في مسابقة جرت في بلدتي بعد عدّة أعوام فزتُ بكأس وشهادة المرتبة الأولى في هذه اللعبة!)، وبعد أن تزوّجتُ ورُزِقْتُ بخمسة أبناء حرصتُ على شراء طاولة تنس وتعليم الأبناء هذه اللعبة فأتقنوها ونافسوني فيها!
– رياضة المشي التي صارت جزءًا من برنامج حياتي، أمارسها بانتظام معظم أيّام الأسبوع، وتشاركني في مشوار المشي الصباحيّ زوجتي الفاضلة.
كم أحمد الله على هذه النعمة، فبفضل ممارسة الرياضة المعتدلة أتمتّع بقسط مقبول من الصحة والعافية، وأحظى بالكثير من صفاء النفس والروح، وأشعر بالعظيم من الرضا والسعادة، وصدق الأجدادُ عندما قالوا: “العقلُ السليمُ في الجسمِ السليم!”.
“من سيرتي الذاتيّة”
عزيزي وأخي الدكتور أبو سامي ! أهنئك على الجهد الذي تبذله من أجل استمرار الكتابة – ” الرياضة ” الذهنية . الكتابة هي حياة واستمرارية حياة وهي حراكٌ عقلي وكل حراك خلاق كالكتابة والقراءة يكسبنا أمل حياة ومتعة وجود وبقاء صفاء الذهن والعقل السليم ويقنعنا أن للحياة هدفا ساميا . أرجو لك دوام هذا الحراك الذهني الذي يكسب ساعات الليل المتأخرة قليلا إشعاعا نورانيا نحن في أشد الحاجة إليه . فما أحوجنا لهذا الإشعاع . ابراهيم مالك
احييك على ممارسة الرياضة وجعلها جزءا من حياتك اليومية وهذا مبدا يجب على كل فرد فينا ان يحرص علية من اجل تحسين ظروف حياتة الجسدية والنفسية .صحيح ان العقل السليم في الجسم السليم لكن علماء النفس يؤمنوا ان الجسم السليم من العقل السليم بحيث ان الافكار، القلق والتوتر النفسي تعكس سلبا على جسم الانسان واحيانا تكون مسببا لامراض ومشاكل جسدية
أخي وصديقي الأديب إبراهيم مالك
بوركتَ على هذا التعقيب العميق في دلالته ورسالته.
أجل، أخي الكريم – العطاء والتجدّد والتواصل مع الآخرين
تمدّنا بالحيويّة والنشاط والأمل، وتبعدنا عن اليأس والإحباط
والغربة/الاغتراب.
لك خالص المودّة والاحترام
د. محمود أبو فنه
للأخ عماد عبد الغني –
تُعجبني ردودك الواعية الذكيّة في أفكارها
وفي لغتها وأسلوبها.
أوافقك الرأي أن هناك علاقة قويّة بين سلامة الجسم
وتيقّظ العقل ونشاطه، والعكس صحيح.
تقبّل منّي أصدق التحيات القلبيّة.
لك ولمحبّيك الخير والعزّة والسعادة.
د. محمود أبو فنه
تحية معطرة من جبل الكرمل لاستاذي الكريم د. محمود ابو فنه .. لا شك ان الرياضة تطهر النفس وتشيع نواميس العقل في كل ما نفكر ونسعى اليه فهي تربية للنفوس وهي ايضا مصنع العقلاء . وقد وصى الرسول صلى الله عليه وسلم على الاهتمام بالرياضة وممارسة الانشطة الرياضية المفيدة . لك الشكر الجزيل . مع تمنياتي لك بتمام الصحة والعافية وطول العمر.. بانتظار ابداع اخر …
سبحان من سبحه الطير بالنهار والليل..
وأنعم على البشر نعمة ركوب الخيل..
جعلك ربي مناجي ليه ويا القمر وقدوة لشباب هذا الجيل..
عزيزي أبو جلاء – تسعدني ردودك المؤازرة، وتشحنني
بالمزيد من العزيمة لمواصلة الكتابة.
لكِ ولمحبّيك كلّ الخير والعزّة والسعادة.
لمليسا – أبارك هذا الكلام الإيقاعيّ الجميل.
وجزيل الشكر لكلماتك الرقيقة المؤازرة.
وكلّ عام وأنت ومحبوك بألف خير وسعادة.