يومٌ ثقافيٌّ فنيٌّ في الرامة الجليليّة!
تاريخ النشر: 22/10/12 | 0:00مِن منطلق الوعي الثقافيّ وتشجيع المطالعة في مدرسة البطريركيّة اللاتينيّة في الرامة الجليليّة لدى طلابها في جميع مراحلهم، ومِن أجل التعرّف على شعرائنا وأدبائنا المحليّين، بادرت إدارة المدرسة بمديرها الأب الإداريّ إيلاريو أنطونياتسي، والمدير التعليميّ الشمّاس جريس منصور، إلى عقد سلسلة من النشاطات الثقافيّة والفنيّة لكافّة طلاب الصفوف الابتدائيّة والإعداديّة والثانويّة، وذلك بتاريخ 19-10-2012، وبتنسيقِ كلٍّ مِن مُركّزات ومربّيات اللغة العربيّة، وأمينة المكتبة، ومُركّزة التربية الاجتماعيّة، ونائب مدير المدرسة الأستاذ أكرم شحوك وكادر الهيئة التدريسيّة، بهدف تفعيل المكتبة وإثراء الطلاب وتثقيفهم وربطهم بعالم الكِتاب، وهذه النشاطات جزء من سلسلة فعاليّات ونشاطات كثيرة أخرى لا منهجيّة تنسّقها المدرسة على مدار العام الدراسيّ، وكانت هذه الفعاليّات الأشبه بخليّة نحلٍ ثقافيّة، مُقسّمةً في حلقاتٍ وقاعاتٍ ثلاث خلال اليوم الدراسيّ، وقد استضافت المدرسة كلّ مِن:
الكاتب جريس عوّاد: وقد قامَ بلقاء طلاب صفوف السوابع، ثمّ طلاب صفوف الثوالث حتى السوادس في قاعة المدرسة، فقام بعرض كتابه بعنوان “الصدى”، وقرأ بعض القصص منه، وأظهر العِبَر في الدروس الأخلاقيّة في قصص كتاب “الصدى”، مع التركيز على أهمّيّة القراءة وتأثيرها مستقبلاً على المسيرة التعليميّة للطلاب، ومن ثمّ عرَض باقي إصداراته الأدبية: “موردُ الأمثال”، “تعابير ومصطلحات”، وإصداره الأخير “إبداعاتٌ وشخصيّات”، كما كانت هناك مداخلة هامّة للمهندس نادر سروجي، الذي واكب جميع إصدارات صديقه الكاتب جريس عوّاد، مُرَكّزًا بدوْره على أهمّيّة القراءة وجعلها عادة مُحبّبة لدى الطلاب، ليردّ بعدها الكاتب جريس عن أسئلة واستيضاحات من قِبل الطلاب وبعض الأهالي الحاضرين، فكان اللقاء ناجحًا وفعّالاً، نال استحسانَ الطلاب والهيئة التدريسيّة.
أمّا الكاتب والفنان عفيف شليوط فقد حلّ ضيفًا على طلاب الصفوف الثانويّة، وتحدّث في هذه اللقاءات عن مسيرته الأدبيّة والفنيّة، وتوقّف بشكل خاصّ لدى حديثه عن كتابه “جذور المسرح الفلسطينيّ في الجليل”، وتطرّق للفصل الذي أعدّهُ عن الحركة المسرحيّة في قرية الرامة، مُبْرِزًا أهمّ محطّاتها، كما تحدّث عن مسرحيّته “اعترافاتُ عاهرٍ سياسيّ”، التي حازت على جائزة أفضل مسرحيّة في مهرجان مسرحيد في عكا عام 2002، والتي تُرجمت إلى اللغة العبريّة، وعُرضت في مهرجان تياترنتو في يافا تل أبيب، ثم عرَضَ لجمهور الطلاب مقطعًا من هذه المسرحيّة، وتحدّث عن تجربته الخاصّة في لندن، لدى مشاركته في ورشة الكُتّاب المسرحيّين في المسرح الملكيّ البريطانيّ، وقرأ قصة “عالم ذكور” من مجموعته القصصيّة “جرس الإنذار”، ثم ناقشها مع الطلاب .
وفي إطار هذا اللقاء قدّم مداخلة عن المسرح، وعن عمليّة ترجمة النصّ المسرحيّ من عمل أدبيّ مكتوب إلى عملٍ فنيّ، وقد تخلّل هذه المداخلات ألعاب وارتجالات مسرحيّة شارك فيها جمهور الطلاب، ممّا أضفى رونقًا خاصًّا على هذا اللقاء، وفي نهاية اللقاء طرح جمهور الطلاب أسئلتهم واستفساراتهم، وقام الكاتب والفنان الضيف عفيف شليوط بالإجابة عليها.
أمّا الأديبة الروائيّة فاطمة ذياب، فقد تواكبَ على محاضراتها في جانبٍ آخرَ مِن قاعات المدرسة ثلاثُ فئات من طلاب المرحلة الإعداديّة والثانويّة، فتحدّثت عن سيرتها الذاتيّة ومسيرتها الأدبيّة، ومُنتجها الأدبيّ، ومواضيعها الاجتماعيّة التي تناولتها وتحدّت بها المجتمع، ومواضيع عديدة تعكس واقع المجتمع الذكوريّ المجحف بحق المرأة والأنثى، وتفضيل الذكر على الأنثى، وقضايا التحكّم بها وبمصيرها منذ ميلادها حتى الممات، وقضايا الميراث والشرع، والقتل على خلفية شرف العائلة، وتأثير الاحتلال على مكانة المرأة سلبيًّا، إذ بسبب مصادرة الأراضي الفلسطينيّة صودرت حقوق المرأة في الميراث والتعلم، كما تحدثت عن طفولتها وشقاوتها، فأضفت مزيجًا من البسمة والدمعة في عيون الطلاب والطالبات المشدودين إلى كلامها وسردها الشيّق، وفي نهاية اللقاء أجابت على جميع تساؤلات الطلاب وتفاعلهم.
وختمت د. راوية بربارة؛ الأديبة مفتّشة ومركّزة الأدب العربيّ في وزارة التربية والتعليم اللقاء، وذلك باجتماعِها مع مُركّزي ومركّزات اللغة العربيّة في مدرسة البطريركيّة اللاتينيّة في الرامة الجليليّة، بعد أن انتهت فعاليّات الطلاب الثقافيّة.