المدونــــة السابعــة والثلاثون"البديل من العبرية"
تاريخ النشر: 22/10/12 | 3:22هناك كلمات مستحدثة – أي ليست من أصول عربية- يظل استعمالها بالعربية لدى البعض طبيعيًا وتلقائيًا مثل (الكَهْرَبـاء)، بينما يعزف عنها البعض الآخر مع أنها مألوفة مستساغة، مفضلاً استخدام اللفظ العبري (حشمال)- חַשְׁמַל دون مبرر، فهو يريد أن (يحبِّــر)- יְחַבֵּר= يربط بـ (الريشت)- רֶשֶׁת= شبكة، وهي قريبة، و(الحِبّـُور)– חִבּוּר= التوصيل (الرِّبط) رغم ذلك يكلفه غاليًا.
صاحبنا توجه -كما قال- إلى (حِبْرات هَحَشْمال) חֶבְרָת הַחַשְׁמַל = شركة الكهرباء في شكوى بسبب أنها (نتْـــقا)- נִתְקָה= قَـطْعت (بالدارجة أيضًا: الكهربا قطعت، قاطعة) في منزله بسبب دين، وهو ليس مدينًا.
هو يرجو أن يعود (الزيرِم)- זֶרֶם= تيّـار إلى بيته بصورة متواصلة، فطلب منهم (قاف)- קַו جديدًا، وهو يقصد خطًـا (بالطبع فإن الخطّ يمكن أن يكون من الأعمدة أو مواسير على الأرض)، ونحن نرجو له التوفيق في مسعاه.
طلب الرجل من الكهربائيّ أن يغير له الـ (خوطيم)- חוּטִים= أسلاك، لأنها قديمة، وأن يغير له الـ (مفسيق)= מַפְסֵק= مفتاح (زر) الكهرباء.
ثم إن مكان (أرون حشمال)- אֲרוֹן חַשְׁמַל = خزانة الكهرباء غير ملائم، بل إن (التيئورا) في البيت- תּאוּרָה= إنارة غير كافية.
وبينما الرجل في شكواه إذا به ينبهنا على: (هَفْسَقات حشمال)- הַפְסָקַת חַשְׁמַל = انقطاع الكهرباء.
* * *
أما لفظة (كَهْرَباء)- بفتح الراء فهي من أصل فارسي، مركبة من كلمتين (كاه)+ رُبا. وأما (كاه) فمعناها تبن، و(ربا) تعني جاذب، ثم أطلق التعبير على خواص الأجسام التي إذا حُكّــت جذبت الأجسام الخفيفة، وبعثت النور.
هكذا كان أصل اللفظة التي عُرّبــتْ، وقبلت في لغتنا مع معرفة العرب للكهرباء، واستخدامهم لها، بل استطاعوا أن يصوغوا الأفعال الجديدة المحدثة:
كهرَب المصنع بدلاً من חִשְׁמֵל،
والكهربــة بدلاً من חִשְׁמוּל،
(الحشْمَلَـئِـي – نلفظها كما هي شائعة بالعبرية خطأ، والصواب فيها حَـشـمَـلاي) – החַשְׁמַלַּאי = الكهربائيّ (بالدارجة – الكهربجي).
يحذرنا خوفًا من أن يقترب الطفل من عمود الكهرباء فـقد يتكهرب (יִתְחַשְמֵל)
بسبب (الميتَح جَبُوَّه)- מֶתַח גָבוֹהַ= الضغط العالي، وهو ما يعرف أيضًا بالتوتر العالي.
نحن نخاف أن يصاب الطفل بـ (مكّات حشمال)- מַכַּת חַשְמַל= صَـدْمَـة كهربائية.
هناك قرب قيسارية (تَحَنات كُوّاح)- תַחֲנַת – כֹּחַ= محطة الطاقــة (محطة توليد الطاقة الكهربائية)، وبسببها نرى في مجتمعنا كثيرًا من المُعًدّات والأدوات الكهرَبِـيَّــة. علينا أن ننتبه إلى اللفظ العبري (حشْمَـلِي)- חַשְׁמַלִּי= فهو كهْـرَبِــيّ، وقد اخترتها نسبة من (كهربا) بدون همزة، وهي تصح كذلك، بل هي المستخدمة أكثر في لغتنا الدارجة.
أما العِـلم الذي يعالج موضوع الكهرباء חַשְׁמַלָּאוּת فهو الكَهْـرَبائِـيّة، وهذا هو “علم الكهرباء” – موضوع الكهربائي الذي يهتم به، هذا إذا كان كما يصفه الناس (موسْماخ)- מוּסְמָך= مؤهل.
حبذا التقيد بلفظة مخصصة في الترجمة، وذلك لأن التداخل في المصطلحات العربية قائم، ولا بد من التحديد أو التخصيص، فقد اعتدنا أن نخلق عشرين كلمة للمعنى الواحد، وكل منا يظن أن قوله هو الفصل؛ فجدير بنا أن نتقيد بترجمة واحدة حتى لو كان فيها ثغرة هنا أو هناك. وأنا في مدوناتي أطرح رأيي، ولا ألزم أحدًا بما أرى، لذا حددت هنا الوصف (كهرَبِـيّ) لكلمة חַשְׁמַלִּי ، ولم أقل في ترجمتها (كهربائي)، وهي بالإنجليزية electric، كما حددت (الكهربائي) (الكهربجي بالعامية) لكلمة חַשְׁמַלַּאי، وهي بالإنجليزية electrician .
من هنا وما دمت في جرأة التحديد فإن هناك في المواصلات ما يسمونه (حَشْمليت)- חַשְׁמַלִית، وهي وسيلة الاتصال العامة التي تسير بقوة الكهرباء ، فأرى أن نترجمها (قاطِـرة) بدلاً من (القطار الكهربائي، أو الترام -الترامواي- كلمة فرنسية)، ذلك لأن قاطرة لا تستخدم هذه الأيام في أدبياتنا أو في اللهجات الدارجة، فلماذا لا نخصصها لما يسمونها (حَشْمَليت)، أقول (قاطرة) تمييزًا لها عن القطار الذي خصص لـمعنى (الرَّكيبت)- רַכֶּבֶת.
من أحب أن يطلع على كلمات أخرى تتعلق بالكهرباء فأرجو أن يبحث عن المدونة السادسة عشرة، فهناك تحدثت عن بدائل لـ (الشيقع) و (التيقع)، كما تحدثت عن الأمّــان، وغيرها.
חֶבְרָת הַחַשְׁמַל = شركة الكهرباء
חִבֵּר= ربط ، وصَّل
חִבּוּר= توصيل
רֶשֶׁת= شبكة
חוּטִים= أسلاك
קַו = خطّ
נִתּוּק= قَـطْـع
הַפְסָקַת חַשְׁמַל = انقطاع الكهرباء.
זֶרֶם= تيّـار
חִשְׁמֵל= كهرَب
חִשְׁמוּל= كهربــة
חַשְׁמַלַּאי = كهربائيّ
הִתְחַשְמֵל= تكهرب
מֶתַח גָבוֹהַ= الضغط العالي
מַכַּת חַשְמַל= صَـدْمَـة كهربائية
תַחֲנַת – כֹּחַ= محطة الطاقــة
חַשְׁמַלִּי= كهْـرَبِــِيّ
חַשְׁמַלָּאוּת= الكَهْـرَبائِـيّة- “علم الكهرباء”
אֲרוֹן חַשְׁמַל = خزانة الكهرباء
מַפְסֵק= مفتاح (زر)
תּאוּרָה= إنارة
اقتراح مستجد:
חַשְׁמַלִית= قاطرة
*معلومة في سياق اللفظة العبرية חַשְׁמַל:
اللفظة العبرية חַשְׁמַל مستقاة من الكتاب المقدس، وجاءت بمعنى بريق، لمعان النار، ففي سفر حزقيال، الإصحاح الأول، 27 ورد: “ואֵרֶא כְּעֵין חַשְׁמַל כְּמַרְאה- אֵשׁ” والترجمة العربية له هي: ” ورأيت مثل منظر النحاس اللامع كمنظر نار …”