في انتظار أن تأتي
تاريخ النشر: 23/10/12 | 10:21لَمْ يَكُنِ الإنْتِظارُ مُمِلاًّ ، صدِّقيني ، ولا موجعا كما يتَصَوَّرُهُ الْبَعْضُ !
كُلُّ ما في الأمْرِ أنَّ الرّيحَ وَشْوَشَتْني ذاتَ نهارٍ أنَّكِ هُناكَ
وأكَّدَتْ جورِيَّةٌ حَمْراءُ أنكِ هناكَ
وأقْبَلَتْ عُصْفورَةٌ مُلَوَّنَةُ الْجناحِ
لِتَبوحَ لي بِصَوْتِها الودودِ أنَّكِ هناك
وَتَشَبَّثَتْ غَيْمَةٌ بَيْضاءُ في مَكانِها هامِسَةً أنَّكِ هناك .
ما حَدَثَ في ذلِكَ النَّهار كانَ عادِيًّا صَدِّقيني
افْتَرَشْتُ صَخْرَتي الْمُحَبَّبَة في انتِظارِ أنْ تأتي
كانَ الْمَشْهَدُ الْبَحْرِيُّ رائِعًا
جَبَلُ الْكَرْمِلِ كانَ غارقَا في خُضْرَتِهِ الأبدِيَّة
كانَتْ جِبالُ الْجَليلِ الْمُقدَّسة
تَتَسامى في اندِفاعِها راسِمَةً حَدَّ التَّماسِ بَيْنَ الأرضِ والسماءِ
وفي الْحَديقَةِ الْمُحيطة بِصَخْرَتي الْمُحَبَّبة
كانتْ أجْراسُ زَهْرَةِ الْجْرُنْدُسِ الْبَرّي ترْقُصُ على إيقاع
هُبوبِ النَّسيمِ الغَرْبيِّ احْتِفاءً بأنَّكِ هناك ْ .
****
كُنْتِ هُناكَ ! وأنا لا أزالُ
أفْتَرِشُ صَخْرَتي المُحَبَّبَة في انتِظارِ أنْ تَاْتي .
* هذه القصيدة أحبها كثيرا ، فهي توضح فهمي للغزل الشعري ، ظهرت في مجموعتي الشعرية الأولى .
عزيزي الأديب الشاعر إبراهيم مالك
تمتّعتُ بهذا البوح الصادق المعبّر عن مشاعر
رهيفة شفافة مزجت بين العاطفة الجيّاشة وبين
مشاهد خلّابة من وطننا الحبيب!
بورك عطاؤك، ودامت عافيتُك.
كم هو ممل الإنتظار، ولكن انتظارا كانتظارك، حيث توشوشك الطيور ، وتناغمك جبال الكرمل، وتغشاك قدسية الجبال الجليلية، لن يكون مملا ابدا..