السمكة والبلبل
تاريخ النشر: 15/02/15 | 0:00كان هناك سمكة صغيرة تسبح وتلهو في البحر الواسع الشاسع الذي لا يُحد، وفي يوم من الايام وجدت نفسها في مكان ضيق لا يكاد يتسع لحركتها، كانت السمكة حزينة مهمومة تبحث عن أي طريقة للعودة إلى البحر الواسع
حاولت القفز ودارت بسرعة وحاولت الخروج من الاناء، فارتطمت بطرفه الصلب
البلبل الملون كان يراقبها من بعيد ولا يعرف لماذا تدور وتقفز فاقترب من الإناء وقال لها:
ما بك أيتها السمكة أما تعبت من كل هذا الدوران والقفز ؟؟
قالت بألم: ألا ترى المصيبة التي أصابتني ؟؟..
قال البلبل: أي مصيبة.. أنت تلعبين وتقولين مصيبة ؟؟..
فبكت السمكة وردت: ألعب وأنا بعيدة عن البحر ألعب وقد تركني الصبي في هذا الإناء ومضى كيف ألعب وأنا دون طعام ؟؟.. كيف ألعب وأنا سأموت بعد حين إذا بقيت بعيدة عن البحر.
قال البلبل: أنا آسف، رأيت إناء جميلا وسمكة تتحرك وتدور، فظننت أنك ترقصين فرحا.
أتمنى أن أستطيع الوصول إليك، لكن كما ترين مدخل الإناء ضيق والماء الذي فيه قليل، وأنت أكبر حجما مني، كيف أصل إليك ؟؟ ثم كيف أحملك ؟؟..
قالت السمكة: إنني في حيرة من أمري.. لا أدري ماذا أفعل ! أحب الحرية، أريد أن أعود إلى البحر الحبيب، هناك سأسبح كما أريد، أنتقل من مكان إلى مكان كما أشأء
قال البلبل: سأحاول مساعدتك، انتظري وسأعود بعد قليل..
طار البلبل مبتعدا، حتى التقى بجماعة من الحمام، طلب البلبل من جماعة الحمام أن تساعده في إنقاذ السمكة المسكينة التي تريد الخلاص من سجنها الضيق الذي وضعها فيه الصبي ورحل..
وافقت جماعة الحمام، وطارت نحو الإناء وحملته، ثم تركته يقع في البحر.. كانت فرحة السمكة لا تقدر بثمن وهي تخرج سابحة إلى بحرها الحبيب.. قفزت على وجه الماء وصاحت بسرور:
شكرا لكم جميعا على ما قمتم به.. شكرا لك أيها البلبل الصديق..السمكة والحرية قصيرة النوم……..
وغطست في الماء وهي تغني أجمل أغنية للحرية.. كانت تملك من السعادة بحريتها ما لا يقدر بثمنالسمكة والحرية قصيرة النوم