حديث الشفاعة العظمى
تاريخ النشر: 16/02/15 | 13:57قال معبد بن هلال العنزى إجتمعنا ناس من أهل البصرة فذهبنا إلى أنس بن مالك وذهبنا معنا بثابت إليه يسأله لنا عن حديث الشفاعة، فإذا هو فى قصره فوافقناه يصلى الضحى، فاستأذنا، فأذن لنا وهو قاعد على فراشه فقلنا لثابت لا تسأله عن شىء أول من حديث الشفاعة فقال يا أبا حمزة هؤلاء إخوانك من أهل البصرة جاءوك يسألونك عن حديث الشفاعة.
فقال حدثنا محمد – صلعن – قال « إذا كان يوم القيامة ماج الناس بعضهم فى بعض فيأتون آدم فيقولون اشفع لنا إلى ربك. فيقول لست لها ولكن عليكم بإبراهيم فإنه خليل الرحمن. فيأتون إبراهيم فيقول لست لها ولكن عليكم بموسى فإنه كليم الله. فيأتون موسى فيقول لست لها ولكن عليكم بعيسى فإنه روح الله وكلمته. فيأتون عيسى فيقول لست لها ولكن عليكم بمحمد – صلعم – فيأتونى فأقول أنا لها. فأستأذن على ربى فيؤذن لى ويلهمنى محامد أحمده بها لا تحضرنى الآن، فأحمده بتلك المحامد وأخر له ساجدا فيقال يا محمد ارفع رأسك، وقل يسمع لك، وسل تعط، واشفع تشفع. فأقول يا رب أمتى أمتى. فيقال انطلق فأخرج من كان فى قلبه مثقال شعيرة من إيمان. فأنطلق فأفعل ثم أعود فأحمده بتلك المحامد، ثم أخر له ساجدا فيقال يا محمد ارفع رأسك، وقل يسمع لك، وسل تعط، واشفع تشفع، فأقول يا رب أمتى أمتى.
فيقال انطلق فأخرج منها من كان فى قلبه مثقال ذرة أو خردلة من إيمان. فأنطلق فأفعل ثم أعود فأحمده بتلك المحامد، ثم أخر له ساجدا فيقال يا محمد ارفع رأسك، وقل يسمع لك، وسل تعط، واشفع تشفع.
فأقول يا رب أمتى أمتى. فيقول انطلق فأخرج من كان فى قلبه أدنى أدنى أدنى مثقال حبة خردل من إيمان، فأخرجه من النار. فأنطلق فأفعل ».
فلما خرجنا من عند أنس قلت لبعض أصحابنا لو مررنا بالحسن وهو متوار فى منزل أبى خليفة فحدثنا بما حدثنا أنس بن مالك، فأتيناه فسلمنا عليه فأذن لنا فقلنا له يا أبا سعيد جئناك من عند أخيك أنس بن مالك فلم نر مثل ما حدثنا فى الشفاعة، فقال هيه، فحدثناه بالحديث فانتهى إلى هذا الموضع فقال هيه، فقلنا لم يزد لنا على هذا. فقال لقد حدثنى وهو جميع منذ عشرين سنة فلا أدرى أنسى أم كره أن تتكلوا.
قلنا يا أبا سعيد فحدثنا، فضحك وقال خلق الإنسان عجولا ما ذكرته إلا وأنا أريد أن أحدثكم حدثنى كما حدثكم به قال « ثم أعود الرابعة فأحمده بتلك، ثم أخر له ساجدا فيقال يا محمد ارفع رأسك وقل يسمع، وسل تعطه، واشفع تشفع. فأقول يا رب ائذن لى فيمن قال لا إله إلا الله. فيقول وعزتى وجلالى وكبريائى وعظمتى لأخرجن منها من قال لا إله إلا الله ».
[صحيح البخاري]