تخت شرقي من الحرب إلى تحقيق الحلم
تاريخ النشر: 17/02/15 | 19:04يحلم خمسة فتيان في غزة أن تمنحهم موهبتهم الموسيقية فرصة للنجاح بعيدا عن الحصار والحروب الإسرائيلية، بعد أن أبهروا حكام برنامج ‘آراب غوت تالنت’ عندما عزفوا على آلاتهم الموسيقية مرتدين الكوفية الفلسطينية.
وحظيت الفرقة التي تشكلت تحت وطأة الحرب الإسرائيلية الأخيرة وتحمل اسم ‘التخت الشرقي’، تعاطفا عربيا واسعا بعدما ظهرت في البرنامج الذي تبثه محطة ‘إم بي سي’ السعودية، إذ نقل أفرادها للعالم كيف خرجت موهبتهم من بين ركام المنازل التي دمرتها الحرب.
وفي حلقة مسجلة للبرنامج، ظهر أعضاء الفرقة فخورين بالكوفية الفلسطينية، وهم يقدمون أغنية للفنان اللبناني الراحل وديع الصافي، فأشعلوا حماسة الجمهور في المسرح، كما لجنة التحكيم التي سارع أحد أعضائها لمنحهم ‘الباز الذهبي’. ويتيح لهم ذلك التأهل مباشرة إلى المرحلة نصف النهائية من دون المرور في مرحلة تصفية المشتركين.
وقال مغني الفرقة أحمد المدهون (14 عاما) أن الخروج من غزة فرصة لحياة أفضل بعيدا عن ‘الحصار والحروب’.
وشكلت المشاركة في البرنامج الفرصة الأولى لغالبية أعضاء الفرقة لمغادرة قطاع غزة، ويقول المدهون ‘أكثر ما أدهشني حين خرجت من غزة هو عدم وجود منازل مدمرة أو اصوات طائرات حربية، الناس يعيشون بأمان ولا يخافون مثلنا’.
ويسترجع عازف الطبلة رمزي الفار (14 عاما) كيف كان يتدرب تحت وقع القصف الإسرائيلي خلال الحرب الأخيرة التي استمرت 51 يوما. ويقول ‘كنت أحاول أن أعزف على الطبلة لعل صوتها يطغى على صوت القصف، لكنه كان دائما أعلى’.
وبعد مرور أسابيع قليلة على انتهاء الحرب في 26 آب (أغسطس) الماضي، انتقل أعضاء الفرقة إلى بيروت للمشاركة في البرنامج، الذي سلط الضوء خلال فيديو قصير على حجم الدمار في غزة ومعاناة الفرقة اثناء محاولات عدة للسفر عبر معبر رفح البري على الحدود مع مصر.
أما عازف القانون محمود كحيل (13 عاما) الذي أثار تعاطفا كبيرا بعدما انهمرت دموعه إثر منحهم الباز الذهبي، فقال ‘كنت أشعر بالخوف والملل في الحرب، لذلك كنت أمسك بالقانون وابدأ بالعزف. لكني كنت أرميه وأهرب حين اسمع صوت انفجار قريب’.
ويضيف كحيل ‘بكيت حين حصلنا على الباز الذهبي لأني شعرت أن تعبنا لم يذهب سدى’.
بدوره، يوضح عازف العود سراج السرساوي (16 عاما) ‘كنا خائفين في الحرب، لم أكن افكر في العرض حينها، كنا نريد أن نبقى على قيد الحياة اولا’.
وتلقت فرقة ‘التخت الشرقي’ عرضا للمشاركة في البرنامج خلال الحرب عبر مدرسة ‘إدوارد سعيد’، الوحيدة لتعليم الموسيقى والمواهب في القطاع.
ويروي أنس النجار (32 عاما) مدرب الفرقة في المدرسة التي تضم 220 طفلا منذ تأسيسها في عام 2008، ‘أثناء الحرب عرض والد أحد الأطفال أن تشارك فرقة من غزة في برنامج آراب غوت تالنت، وبالفعل أرسلنا شريط فيديو إلى قناة ام بي سي ووافقوا على مشاركتها’.
ويتابع ‘قمنا بالتحضير للفكرة وللعرض وتشكيل الفرقة من طلاب المدرسة خلال الحرب في أجواء خطرة’. ويضيف ‘بدأنا بجمعهم وتدريبهم خلال أيام التهدئة، كانوا يأتون للتدريب خائفين، لكننا أردنا أن ننقل رسالة إلى العالم مفادها أن فتيان غزة يستحقون حياة أفضل’.
بدورها، تقول عازفة الناي ريما عاشور (15 عاما)، الفتاة الوحيدة في الفرقة، ‘كل ما نريد هو أن نقوله للعالم أننا نحب الحياة، نحمل الآلات الموسيقية لنعزف للسلام وليس للحرب، نريد أن نعيش مثل الآخرين في العالم من دون حصار أو خوف’.
وغادرت الفرقة يوم الأربعاء للمشاركة في المرحلة الثانية من البرنامج عبر معبر بيت حانون (ايريز)، الذي تسيطر عليه إسرائيل بسبب إغلاق مصر لمعبر رفح ‘لدواع أمنية’.
وبدت الحماسة ظاهرة على الفريق، ويقول المدهون ممازحا ‘اتمنى أن أبقى هناك في بيروت وآتي إلى غزة للزيارة’.