محلل إسرائيلي: اتحاد ليبرمان ونتنياهو الخطوة الأولى لتشكيل حكومة الحرب القادمة
تاريخ النشر: 26/10/12 | 7:33اعتبرت صحيفة “هآرتس” في عنوانها الرئيسي على الشبكة صباح اليوم، الجمعة، أن قرار اتحاد الليكود بقيادة نتنياهو وحزب “يسرائيل بيتينو” بقيادة أفيغدور ليبرمان هو عمليا الخطوة الأولى نحو تشكيل حكومة الحرب القادمة.
وقالت الصحيفة في تعليق مراسلها ومحللها السياسي ألوف بن: “شكّل بنيامين نتنياهو الليلة حكومة الحرب، التي ستقود دولة إسرائيل إلى مواجهة عسكرية مع إيران. لم يخف نتنياهو نواياه، عندما أعلن أن الهدف الأول والأسمى لحكومته القادمة سيكون منع إيران من امتلاك أسلحة نووية. فالوحدة مع حزب ليبرمان تقضي على المعارضة الداخلية (في الليكود) للحرب. سيكون بمقدور نتنياهو بعد الانتخابات الادعاء أنه حصل على تفويض من الشعب للعمل وفق ما يراه هو مناسبا. سيواجه الوزراء وكبار الأجهزة الأمنية صعوبات في مخالفته. التحفظ الأمريكي والمعارضة الأمريكية هي الوحيدة الكفيلة بعرقلة أو إحباط الأوامر العسكرية لقادة سلاح الجو بالانطلاق نحو إيران”.
ويمضي ألوف بن في تحليله موضحا الدلالات الحزبية والسياسية الداخلية لقرار نتنياهو فيقول: “لقد تنصل نتنياهو، اليوم، نهائيا من محاولاته هو تصوير نفسه أنه رجل الوسط السياسي وقائد معتدل. لقد طُرح القناع الذي ارتداه عشية الانتخابات السابقة، في سلة القمامة نهائيا. يتحول الليكود مع تعيين ليبرمان قائما بأعمال رئيس الحكومة ووليا للعهد، وبتوزيع جنوده ي أماكن بارزة على لائحة الليكود، إلى حزب يميني متطرف، عدائي ويكره الغرباء، يتدثر بالعزلة الدولية ويعتبر المجتمع العربي عدوا داخليا وخطرا يهدد الدولة.
التحول الذي مرّ به نتنياهو يعيد إلى الأذهان التحول الذي مر به مؤسس الليكود، مناحيم بيغن بعد إعادة انتخابه عام 1981. ففي حكومته الأولى كان عيزر فايتسمان وموشيه ديان وزيرين أدارا المفاوضات السليمة مع مصر. أما في حكومته الثانية فقد كان شارون وزير الحرب، ورفائيل إيتان قائد الجيش، وقادا سوية مع بيغن إلى الحرب الكارثية على لبنان.
“يعكف نتناهو الآن على رسم خريطة مشابهة: ففي حكومته المنتهية ولايتها، كان كل من باراك ومريدور وبيغن الوزراء الذين حثوا على اتباع سياسة معتدلة، وقدموا للعالم وجوها عقلانية في الحكومة. سيختفي هؤلاء من الحكومة القادمة أو سيتم تحييدهم، وسيفقد نتنياهو الغطاء الظاهري لاعتدال الليكود. سيتم دفعه باتجاه سياسة القوة ولن يتمكن من الادعاء عندها “أن وزير الخارجية لا يمثل الحكومة”، كما اعتاد خلال الولاية الحالية ، كلما هاجم وزير الخارجية علنا أبو مازن أو تركيا أو أية دولة أخرى أثارت غضبه”.
ويرى ألوف بن أن هذا الانقلاب سينعكس أيضا في السياسة الداخلية: فقد كافح كل من مريدور وبيغن سوية مع ميكي إيتان وروبي ريفلين، داخل الحكومة دفاعا عن ديمقراطية ليبرالية تحفظ حقوق الإنسان والأقليات في مواجهة ضغوط ليبرمان ونتنياهو والمقربين منه ( وفي مقدمتهم الوزير يعقوف نئمان) لبناء دولية قومية لها حكومة قادرة على كل شيء. والآن تحطمت هذه الكوابح والتوازنات. يقوم نتنياهو بدمج حزب الليكود الذي تمتع بديمقراطية داخلية في صفوفه، وبانتخابات تمهيدية مع قائمة الدمى للدكتاتور ليبرمان.
“توحيد الليكود مع “يسرائيل بيتينو” نبع من الضعف، وهو يحوي في طياته أيضا فرصة. فهو يلزم أحزاب “اليسار” و”الوسط” وعلى رأسها حزب “العمل” على تقديم بديل أيديولوجي وعملي لحكومة الحرب. فلن تستطيع شيلي يحيموفيتش في مواجهة الليكود- بيتينو أن تبقى على غموض مواقفها السياسية، أو التلميح إلى نيتها المشاركة في الائتلاف الحكومي القادم. إن نتنياهو وهو يضع ليبرمان في مقدمة المشهد يفرض على “اليسار” خصما يتعين عليه محاربته وتوحيد المعسكر الليبرالي العقلاني عند الجمهور الإسرائيلي لمواجهته. وفي غضون ذلك يجب على كل من باراك ومريدور وبيغن وإيتان الاستقالة فورا من الحكومة، وعدم الانصياع لمغريات الفتات الذي سيعرضه عليهم نتنياهو حتى يمنحوه شهادة شرعية جماهيرية ودولية”.
هذا الاتحاد او الاندماج او الانصهار لهو بداية نهاية حزب لبرمان حيث ان الاندماج لن يطول وسيخرج منه اكبر خاسر لعدم تجانس الفكرين وعنصرية لبرمان على اليهود نفسهم
لله الامر من قبل ومن بعد