ياعيب الشوم : رُعاع العرب وحوريات الشام!!
تاريخ النشر: 26/10/12 | 5:40لا اخفي عليكم انني اطلعت على مأساة “حوريات الشام” ونساء سوريا بشكل عام واطلعت على الكثير من المواد حول هذا الموضوع وما ينشر حوله في الوطن العربي والدول العربيه قبل ان اقرر تناوله باسهاب لما فيه من انتهاكات صارخه لحقوق المراه وحقوق الانسان وحقوق اللاجئ اللتي من المفروض ان تُصان كما هو متفق عليه في القوانين الدوليه والانسانيه والشرائع السماويه ولا بد من القول ان انتهاك حقوق المرأه السوريه اللاجئه في داخل اطار الوطن العربي الواحد ما هو الا فضيحة مجلجله يندي لها جبين البشريه والانسانيه بغض النظر عن دينها او عرقها ونحن نتحدث هنا عن قضيه من منطلق مسلكيه اخلاقيه وليست دينيه, ومع كل احترامنا واجلالنا للدين الاسلامي نقول ببساطه اننا ليس علماء دين ونترك امور الدين لاهلها من علماء وفقهاء ومفكرين في هذا المجال ونحن نعالج القضيه هنا من ناحيه اخلاقيه وانسانيه واجتماعيه, حيث اصبح من الواضح ان اللاجئات السوريات في الوطن العربي وخاصة في الدول المجاوره لسوريه يتعرضن الى استغلال وانتهاك حقوق صارخ من قبل عصابات ومافيات ما يسمى ب زواج “الستره والمتعه” وغيره من تسميات تمويهيه تخفي في طياتها واهدافها قيام هذه العصابات بارتكاب جرائم بحق النساء السوريات اللاجئات اللتين يكابدن ظروف صعبه وماساويه للغايه في مخيمات الجوار العربي ومن بينها مخيم الزعتري في الاردن الذي لا يصلح حتى للحياه البهيميه بسبب جغرافية المكان وصحراويته وقسوة بيئته الطبيعيه اللتي تستحيل فيها الحياه الى حد يجعل الكثير من سكان هذا المخيم يهربون منه او يطلبون العوده الى سوريا !!
اللاجئون السوريون يعانون الويلات ليس في مخيم الزعتري فقط لا بل في جميع المخيمات في دول الجوار ويعيشون ظروف انسانيه ومعيشيه صعبه للغايه والمؤسف هنا هو ان هذه الظروف الانسانيه الصعبه تُستغَّل من قبل العصابات التي تتاجر بالنساء السوريات تحت مسميات وتبريرات اقل ما يقال فيها انها تبريرات رعاعيه واجراميه تتستر بالستره والدين من اجل اشباع رغبات وشهوات رجال يتسترون بالستره على عوراتهم والزعم بالحرقه الكاذبه على حال النساء السوريات.. هل يعقل ان الستره المزعومه تعني التجاره بالبشر الى حد تحديد تسعيرة وسعر “الحوريه السوريه” الذي يتداول بين التجار و الزبون وعلى السنتهم بانه لايتجاوز المئه او المئتين دينار واحيانا يابلاش”بس تعال وخذ” لان اهالي ” الحوريات” يرغبون بتزويجهن خوفا من الاغتصاب والظروف المعيشيه الصعبه في المخيمات؟.. وهل يعقل ان لا يقدم العرب اهل الشرف والكرامه الحمايه للنساء السوريات الضيفات على بلاد العرب ويواسونهم في مصيبتهن بدلا من الاتجار بهن تحت عناوين الستره والحرقه؟؟..هل النساء العربيات السوريات لاجئات ام سبايا؟ وهل نسي العرب اخلاق الضيافه والشرف ومساندة اللاجئ او الدخيل الذي يطلب المساعده والعون وعدم استغلال ظروفه لابتزازه او اضطهاده..؟؟… اين نحن من الاخلاق الاسلاميه والعربيه اذا تعلق الامر باستغلال ظروف لاجئين لا حول ولا قوة لهم؟!
نحن نعتبر ونفترض ان النساء السوريات اللاجئات امانة غاليه في رقبة كل عربي شريف والتعامل معهن بهذه الصوره الهمجيه و التشويهيه لايحط من قدرهن كنساء وكبشر فحسب لابل يحط من قدَّر كل عربي وعربيه من المحيط الى الخليج وهذا الامر هو اهانة من العيار الثقيل للمجتمعات العربيه التي تسمح بالترويج لظاهرة الاتجار بالنساء وتزويج النساء السوريات اللاجئات ومن بينهن القاصرات بطريقه غير انسانيه تعكس مدى تغلغل الفكر الرعاعي في المجتمعات العربيه وتستره وراء الدين ووراء الستره التي هي بحد ذاتها اهانه لكرامة المرأه الذي يعتبرها الرجل والمجتمع ك ” عوره” يجب سترها باي ثمن وباي طريقه حتى لو كان زواج قسري واستغلالي..ستر العوره ووأد البنات..ما الفرق بين الستر القسري والوأد الاسمي والموضوعي لحياة واحلام وكرامة المرأه الذي يستغل جسدها وروحها تجار البشر ومروجي العبوديه في شكل زواج وفحوى سبايا وجواري.. العوره وما ادراكم بالعوره وهو مصطلح يطلق على النساء في كثير من المجتمعات العربيه الريفيه والباديه والصعيد والعوره هذه مشتقه من إعاقه وخلل ما وقريبه من العار وكأن المرأه هذه تبقى عورة وعار وعبأ ثقيل على اهلها من المهد الى اللحد.. فقط الزواج يستُر هذه العوره وينزل عبأها عن ظهر اهلها والمجتمع .. العانس والعوره والعار ومشتقاتهما كلهن مصطلحات اهانه لإنسانية لمرأه, لكن ان يصل الحد الى الاتجار بالنساء السوريات تحت لافتة الستره والمتعه فهذه ليست ستره لا بل وصمة عار تسجل في تاريخ المجتمعات العربيه التي لم تحترم حقوق المرأه في هذه الحاله فقط لابل تستغل ظروف المرأه السوريه اللاجئه لاشباع شهوات الرعاع الفاقدون بالاصل لكل مقومات الاخلاق والعادات العربيه الاصيله التي تُكرم الضيوف واللاجئين وتحافظ على كرامتهم وشرفهم ولا تستغل ظروفهم لمأرب دونيه وغير اخلاقيه.. كل من يهين المرأه السوريه ويستغل ظروفها ويشوه صورتها فهو يهين ذاته وانسانيته وعروبته ودينه اولا واخيرا لان المرأه السوريه من لحم ودم المجتمعات العربيه والحفاظ على كرامتها في زمن اتراح سوريا يعني رفض تزويجها قسريا في هذه الظروف وإقامة الافراح ” العربيه” على حساب اتراح سوريا..أتراح واعراس..عيب..هل يوجد مكان للفرح العربي وسط هذا البحر من الدم وهذا المأتم السوري الهائل والمروع؟….الزواج على سنة الله ورسوله والرضى والتوافق بين الزوجين شئ والزواج من اللاجئات السوريات بالاساليب الالتفافيه والانتهازيه شئ اخر..نعم شئ اخر..هذا تربص باللاجئات السوريات واستغلال ظروفهن الصعبه و تزويج الفتيات السوريات لاسيما القاصرات اللواتي لا تتجاوز أعمارهن 14 او 15 من العمر لدليل قاطع على انحطاطية المشهد والحاله؟!… حوريات الشام لهن كل الواجبات على العرب النشاما ولهن كل الاحترام اينما كانن واينما تواجدن والعار كل العار للتجار فاقدي الاخلاق والكرامه من الرعاع والمتخلفين العرب الناطقين بالكاد بلغه بشريه…على الجميع ان يستوعب ان زواج الستره وزواج المتعه بفتاه قاصر هو عملية اغتصاب في ثوب زواج!…هنا في هذا الصدد لايحتاج رعاع العرب فتح مكاتب تزويج للسوريات في الدول العربيه ولايحتاجون السفر من الدول العربيه الى الاردن وغيرها للزواج من حوريه سوريه لان هذا العمل المشين واللا اخلاقي هو اولا اغتصاب وثانيا عمل نذل وغير اخلاقي…نساء سوريا حرائر وليس سبايا وهن عزيزات على قلب كل عربي شريف وصاحب ضمير وجزء لا يتجزأ من شرفه وكرامته العربيه وعلى العرب دول وشعبا ان يلجموا رعاعهم ويحاكموهم على هكذا جرائم ويدخلونهم الى اصلاحيات اجتماعيه بدل من تزويجهم سوريات بحجة الستره…ستره مفضوحه الى حد مسلكية الخزي والعار الذي تمارسها هذه العصابات الرعاعيه ومشتقاتها من مرضى وجهله يخلطون الشهوه بالستره ويستغلون حال اللاجئات السوريات لتحقيق مأرب دونيه وانحطاطيه؟… للمثال وليس للحصر نقتبس لكم بعض الفقرات التي وردت في تقارير اخباريه حول استغلا ل محنة النساء السوريات اللاجئات “حسب بعض المؤشرات، فان هناك اقبالا على تزويج الفتيات السوريات لاسيما القاصرات اللواتي لا تتجاوز أعمارهن 14 او 15 من العمر. ومن بين الاسباب التي تحث الاسر السورية النازحة في الأردن على تزويج بناتها في سن مبكرة ظروف المعيشة الصعبة ومخاوف التعرض للاغتصاب. كما يدفع تحديد سن الزواج القانوني عائلات سورية الى عدم تسجيل الزواج لدى السلطات…علما أن هناك أنباء سربت خفية أو عبر الهاتف عن تعرض لاجئات سوريات في محافظة النجف بالعراق لمضايقات والإجبار على زواج المتعة من قبل حركات دينية.وفي هذا السياق قالت استاذة جامعية جاءت كلاجئة الى الأراضي العراقية لمراسل احدى الوكالات السورية عبر اتصال هاتفي انها تعتزم اقامة دعوى قضائية ضد رجال مكتب المجلس الاسلامي الاعلى في محافظة النجف الذين اقتادوا 15 فتاة وأعادوهن بعد يومين وهن فاقدات العذرية بعد ان زوجوهن زواج متعة بالإجبار، وفقا لـ”شبكة البصرة”.و لم تستبعد الناشطة العراقية ينار محمد في حديث لاذاعة هولندا العالمية أن تمر السوريات بنفس السيناريو الذي مرت به المرأة العراقية خلال اعوام الاقتتال الطائفي، حيث “تم بيعها وشراؤها في دول الخليج برخص التراب، وكانت هنالك تسعيرة واضحة لها”…ليس هذا فقط هنالك تقارير تشير الى ان بعض الموظفين والعاملين العرب الذين يعملون في منظمات الاغاثه الانسانيه داخل المخيمات يمارسون مهنة الوساطه والسمسره والترويج للزواج من اللاجئات السوريات!!
نتمنى ونفترض ان تكون التقارير الوارده حول استغلال محنة اللاجئين السوريين ليست كلها صحيحه ومن بينها بعض الشائعات,لكن حقيقة وجود هذه الظاهره كواقع مُر ومخزي يجب ان تكون المحفز لوقفها والحد من اثارها على النساء السوريات اللاجئات وهذا الواجب ملقى على العرب والمجتمعات العربيه التي ما زال الكثير من بينها ينظر الى المرأه كبضاعه ونظره دونيه تتأرجح بين الستره والعار ومشتقاتهما…ستر العوره!.. والسؤال المطروح : هل المرأه السوريه المقاتله اللتي تقاتل في صفوف الثوار في حلب وادلب “عوره” ام وسام شرف على صدر كل عربي؟..هل هذه من شيمات العرب ان نعامل حرائر الشام الهاربات من جور النظام خوفا من الإغتصاب و خوفا على شرفهن وكرامتهن الانسانيه, نعاملهن بهذه اللا اخلاقيه الرعاعيه؟.. لاجئه ماجده تبحث عن الحمايه والامن تُعامل بهذا الاسلوب؟!…يا عيب الشوم..المرأه السوريه اللاجئه هي اولا واخيرا انسان يجب ان يتمتع بكل حقوقه وكرامته الانسانيه.. امتهان هذه الحقوق هو امتهان لحقوق وكرامة كل العرب ومن لايدرك هذه الحقيقه فهو ليس عربي بغض النظر عن دينه او طائفته!.. لا معنى ولا فحوى لثوره ولا لربيع عربي ولا شحار بين في ظل اضطهاد المراه وهضم حقوقها واستغلالها وخاصة المراه التي تعيش محنه حقيقيه وتحتاج الى مؤازره وعون كماهو حال اللاجئات السوريات.. مخزي الى حد العار ان تُستعمل المرأه وتستغل في الازمات والثورات العربيه كسلاح يستعمله النظام ومعارضيه في ان واحد.. في العراق عانت المراه العراقيه والنساء العراقيات في اعقاب الغزو الامريكي والحرب الطائفيه من الاغتصاب والتجاره والضحايا لا تعد ولا تحصى وفي ليبيا قام النظام المقبور وبعض من معارصيه استعمال اغتصاب النساء كسلاح اثناء الازمه الليبيه وفي سوريا قام النظام وشبيحته بنفس الامر وما يجري الان من زواج مايسمى بالستره يندرج في هذه الخانه..خانة الاعتداء والاستغلال الجنسي للمرأه العربيه في زمن الازمات وفي زمن الثورات! … كيف يستقيم هَّتك عرض وانتهاك حقوق النساء في البلاد العربيه مع ديننا واخلاقنا وعاداتنا العربيه؟..هل هجرت الشهامه والكرامه الانسانيه هذه البهائم الناطقه بالعربيه الى حد استعمال اغتصاب النساء والمتاجره بهن كسلاح وكسلعه في ان واحد؟؟.. هل هذه الاعمال مروءه ام انها تمثل اعلى درجات الانحطاط البشري ناهيك عن كونها إغتصاب لانسانية الانسان؟…عيب يا عرب.. وقبل ان تصنعوا الثورات وتطلقوا الشعارات قُوموا بغَّربلة مجتمعاتكم من فكر الرعاع والمجرمين الذين يستغلون ضعف موقع المرأه في المجتمعات العربيه..حتى حالات الاغتصاب في العالم العربي لا يتحدثون عنها خوفا من العار لابل ان كثير من المجتمعات العربيه تحمل الضحيه مسؤوليه إغتصابها!!
واخيرا وليس اخرا تحيه كبيره للمرأه السوريه العربيه والنساء السوريات اللاجئات وهن حقا وحقيقه حوريات وحرائر الشام وثورة الشام ومن لا يصون كرامتهن من عرب الرده ورعاع العرب هم ثلل تعيش وتموت بلا تاريخ مشرف بينما المرأه السوريه العربيه ستبقى نقطة ناصعه ومشرفه في التاريخ العربي والتاريخ السوري وسيفتخر بها اكثرية العرب النشاما واصحاب النخوه العربيه والانسانيه وما يجري لبعض اللاجئات السوريات هو بالتأكيد ليس زواج ستره بقدر ماهو عار مرتد على رعاع العرب الذين يستغلون محنة اللاجئين السوريين.. تجار الاخلاق الزائفه لشرعنة التجاره بالبشر تحت غطاء ديني واهي..ونحن في هذا الصدد ندعو الى محاكمة الرعاع ومن يشرعن لهم جرائمهم بحق المراه السوريه اللاجئه… ياعيب الشوم : رُعاع العرب وحوريات الشام.. هذه فضيحه يجب ان تشغل بال كل عربي شريف ووطني..على الاقل حافظوا على اصول الضيافه العربيه وصونوا كرامة وشرف ضيوفكم من سوريين حتى يفرج الله عليهم ويفُك اسرهم ولجوءهم ويعودون الى ديارهم ويذكرونكم بالخير وليس بالسوء والاسوأ.. كُن عربيا شهما اصيلا وقَّدم الحمايه للنساء السوريات حتى يعودن الى بلادهن لاحقا ولا تتيح الفرصه لفكر الرعاع ان يفرض ذاته ويلطخ التاريخ العربي والقيَّم العربيه والاسلاميه الاصيله..!!
بقلم د.شكري الهزَّيل