نيويورك تستعد في سكون رهيب لمواجهة إعصار ساندي
تاريخ النشر: 29/10/12 | 11:40حذر الرئيس باراك اوباما الاثنين مواطنيه من خطر الاعصار ساندي، معتبرا انه “عاصفة ضخمة وقوية” قد تؤدي الى تداعيات كارثية على شمال شرق الولايات المتحدة.
وفي كلمة مقتضبة بعد اجتماع ازمة في البيت الابيض، حض اوباما سكان المناطق التي قد يضربها الاعصار على التزام تعليمات السلطات المحلية بحذافيرها، وخصوصا لجهة عمليات الاجلاء.
وبحسب النشرة التي صدرت عند الساعة 11,00 ، فان المنخفض الجوي كان على بعد 330 كلم من اتلانتيك سيتي في نيوجيرزي وعلى بعد 415 كلم من نيويورك. ومع اقترابه من الساحل، اشتدت الرياح مع سرعة من 150 كلم في الساعة وامطار اكثر غزارة ايضا.
من جهة اخرى، افادت تقديرات اولية لشركة “ايكيسات” المتخصصة ان الاعصار ساندي قد يسبب اضرارًا بقيمة تتراوح بين 10 الى 20 مليار دولار، ويؤدي الى خسارة شركات التامين ما بين 5 الى 10 مليارات دولار.
وقالت شركة الدراسات هذه في بيان ان “ساندي عاصفة كبيرة للغاية تؤثر على 20 بالمئة من السكان في الولايات المتحدة. والاضرار الاقتصادية (المتوقعة) تقدر بـ10 الى 20 مليار دولار”. واضافت ان “الاضرار المشمولة ببوالص التامين تقدر بما بين 5 الى 10 مليارات دولار”.
على سبيل المقارنة، فان الاضرار التي سببها الاعصار ايرين في 2011 قدرت بعشرة مليارات دولار، بينما اضرار الاعصار آيك الذي ضرب الولايات المتحدة في العام 2008 كلفت الاقتصاد الاميركي 20 مليار دولار، كما قالت ايكيسات. والاعصار كاترينا الذي دمّر نيواورلينز في 2005 كلف بين 40 و66 مليار دولار.
هذا وتحولت نيويورك الى مدينة اشباح منذ صباح اليوم الاثنين، اذ شلت الحركة فيها، وخلت شوارعها من المارة وسط هطول امطار غزيرة، كما توقفت وسائل النقل المشترك عن العمل واقفلت المواقع السياحية ابوابها، وهي تستعد في هدوء لافت لمواجهة الاعصار ساندي المدمر.
ويفترض ان تبقى بورصة نيويورك مقفلة طيلة نهار الاثنين والثلاثاء ايضا، وهذا لم يسبق له مثيل منذ اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر 2001. فلا قطارات ولا مترو ولا باصات في هذه المدينة التي تعد 8,2 ملايين نسمة. ورئيس بلديتها مايكل بلومبيرغ اوقف كل حركة فيها للحد من المخاطر والاضرار وضمان ان تعود المدينة الى الحياة الطبيعية بكل مرافقها باسرع وقت ممكن بعد مرور ساندي الذي يتوقع وصوله مساء اليوم الاثنين.
هكذا لم يتمكن ملايين السكان من الذهاب الى مراكز عملهم فيما اغلقت المحاكم والمدارس، لتعيش مدينة نيويورك التي تعج عادة بحركة جنونية في سكون مذهل الاثنين لا تعبر شوارعها سوى سيارات التاكسي الصفراء وبعض السيارات العادية والدراجات النارية تحت الامطار.
كذلك اضطر الاف السياح لاعادة النظر في برامجهم خصوصا مع اغلاق المعالم السياحية الرئيسة مثل تمثال الحرية او امباير ستيت بيلدينغ وايضا بعض الفنادق الواقعة في المناطق المعرضة للفيضانات. فقط بعض المتاجر الصغيرة فتحت ابوابها، بينما آثرت معظم المحال الكبيرة العدول عن ذلك بعدما شهدت حركة ازدحام خلال عطلة نهاية الاسبوع.
وتخوفا من انقطاع التيار الكهربائي ونقص المخزونات الغذائية، احتاط النيويوركيون لكل شيء، ولم يتركوا اي امر للصدفة، فتزودوا بالمولدات والبطاريات والمصابيح الصغيرة والخبز والمياه على غرار ما حصل بالنسبة إلى الاعصار ايرين في 2011.
وطلب رئيس بلدية نيويورك من السكان البقاء في منازلهم، كما امر الاحد باجلاء 375 الف شخص في المناطق المعرضة للفيضانات، لكن يبدو ان كثيرين يترددون في المغادرة. ووجد ثلاثة الاف منهم فقط ملجأ صباح الاثنين في مراكز الاستقبال الــ76 التي فتحت في مدارس المدينة. وفي جنوب مانهاتن ارتفع منسوب المياه في الصباح الى نحو متر، لكنه لم يتسبب في اي حركة ذعر.
والغى المرشح الجمهوري الى البيت الابيض ميت رومنتي اجتماعاته الانتخابية المقررة، ابتداء من مساء الاثنين “احتراما لملايين الاميركيين” الذين يهدد حياتهم الاعصار ساندي. وقال غايل غيتشو المتحدث باسم ميت رومني في بيان الاثنين ان “الحاكم رومني يعتبر ان هذه اللحظة توحد البلاد ومسؤوليها من اجل مساعدة الاميركيين المهددين”.
ويؤدي هذا الالغاء الى عرقلة نهاية حملة رومني الذي ما زال يتعين عليه استلحاق تأخير طفيف لكنه مستمر في استطلاعات الرأي في الولايات الاساسية لانتخابات السادس من تشرين الثاني/نوفمبر، مثل اوهايو (شمال) التي يزورها منذ صباح الاحد. واذا لم يسجل انتصارا في هذه الولاية، فسيكون انتخابه بالغ الصعوبة.
ولم يلغ ميت رومني اجتماعه الانتخابي المقرر الاثنين في هذه الولاية، واصر على القيام بزيارة ثانية الى ايوا (وسط) بعد الظهر. وقال رومني في افون لايك “اريد ان اذكر ان قلبنا وصلواتنا ترافق الاشخاص الموجودين على طريق العاصفة. ساندي اعصار سيكون مدمرا على الارجح، وسيواجه عدد كبير من الاشخاص اوقاتا صعبة بسبب الذعر الناجم عن ساندي”. ودعا انصاره الى تقديم مساعدات للصليب الاحمر.
وزيارات رومني المقررة الى ويسكنسون مساء اليوم الاثنين واوهايو ونيو هامشير الثلاثاء، قد الغيت، وكذلك زيارات بول ريان المرشح معه في اللائحة نفسها لمنصب نائب الرئيس. وتشكل صورة المرشح الذي يتابع حملته وهجوماته على باراك اوباما، فيما عاد الرئيس الاثنين الى واشنطن بعدما الغى كل اجتماعاته الاثنين والثلاثاء، خطرا سياسيا على ميت رومني قبل ثمانية ايام من الانتخابات الرئاسية.