إعادة عقارب بيغ بن لتوقيت غرينتش يستغرق 6 ساعات
تاريخ النشر: 29/10/12 | 23:44في مثل هذا الوقت من كل عام، يجد البريطانيون أنهم مجبرون على التأقلم مع إعادة عقارب الوقت ساعة الى توقيت غرينتش الأصلي، بعد تقديمها عنه ساعة مع بدء التوقيت الصيفي في أواخر اذار (مارس).
وإذا كان ثمة من يشكو اضطراره لتخصيص بضع دقائق لجر عقارب ساعة معصمه وساعات الحائط المنزلية يدويا الى التوقيت الجديد، فربما يجد بعض السلوى في مهمة فريق من العمال مهمته فعل الشيء نفسه مع ساعة بيغ بن… في عملية تستغرق ست ساعات.
تبدأ هذه العملية، وفقا لما أوردته صحيفة «تايمز»، في برج بيغ بن (الواقع في ركن مبنى برلمان ويستمنستر والذي اعيدت تسميته «برج اليزابيث» احتفالا بيوبيل الملكة الماسي) في تمام التاسعة وخمس دقائق في آخر أماسي أيام التوقيت الصيفي. ويستمر العمل فيها حتى الثانية صباح اليوم الأول بتوقيت غرينتش الجديد.
في البدء يعُطّل عمل الأجراس الكبيرة، تليها بعد حين الأجراس الرُبعية الأصغر. وفي التاسعة و48 دقيقة تُطفأ الإضواء خلف وجه الساعة، وعندها يبدأ جر العقارب الى ساعة الصفر (منتصف الليل). أما الهدف من إطفاء الأضواء فهو صرف انتباه الجمهور عما يدور داخل البرج الشهير.
ولأن ساعة بيغ بن هي معيار العالم في التوقيت، فإن الدقة الكاملة شرط أساسي لهذه العملية برمتها. فيكون التركيز على ألا تتجاوز العقارب ساعة الصفر ولو بقيد أنملة، وإلا اضطر المهندسون لتحريكها دورة كاملة حتى تعود الى في آخر المطاف الى لحظة الصفر بالضبط.
في كل هذه الأثناء يتم بالطبع وقف الساعة، فيتيح هذا وقتا نادرا للعاملين من أجل القيام بأعمال الصيانة العامة اللازمة لضمان أدائها بالآلية المطلوبة لها ستة أشهر أخري (مع بدء التوقيت الصيفي).
ولا تعود بيغ بن الى العمل في تلك الليلة الا في تمام الواحدة صباحا بالتوقيت الصيفي، التي صارت هذه اللحظة منتصف الليل تماما (الثانية عشرة أو ساعة الصفر) بتوقيت غرينتش الجديد. وفي الوقت الذي تترك فيها العقارب للعمل بشكل طبيعي (لفترة ساعتين) يواصل المهندسون وضع لمساتهم الأخيرة من أجل ضمان أن تكون الساعة دقيقة بحيث لا تؤخر ثانية أو تقدمها.
وفي تمام الواحدة و46 دقيقة بالتوقيت الصيفي تعاد أجراس بيغ بن الكبيرة الى العمل. وبعد دقيقتين تضاء الأنوار خلف وجه الساعة. وفي الثانية صباحا بهذا التوقيت الصيفي تكون الأجراس الصغير الرُبعية قد اعيدت ايضا فتقرع نغماتها المتميزة المعروفة بحلول هذه الساعة بالضبط (التي أصبحت الواحدة بتوقيت غرينتش). وبهذا تأتي عملية التغيير الى ختام (وفاتحة) ويستمر هذا الوضع الى آخر أيام الأحد من مارس فتعاد من جديد للبدء بالتوقيت الصيفي.
على أن مهمة فريق المهندسين لا تنتهي هنا. فما أن يكملون عملية بيغ بن حتى يهرعون لإعادة العقارب في ما لا يقل عن ألفي ساعة أخرى يعج بها مبنى برلمان ويستمنستر. وفي لندن ايضا يواجه المهندسون في «متحف العلوم» غير البعيد مهمة مماثلة إذ يتعين عليهم فعل الشيء نفسه مع أكثر من 500 ساعة تعتبر بين الأقدم والأندر في العالم.