وِشايَةُ الياسَمين
تاريخ النشر: 30/10/12 | 0:57ما إنْ وَشى الْياسَمينُ بِنا ،
حَتّى رَأيْتُ مليحاتِ العَرَبِ وقد أقبَلْنَ عَلى عَجَلٍ وفي وَضَحِ النّهارِ …
فَألْقَتْ زَيْنَبُ تَدْمُرَ بِصَوْلَجانِها الْمَسْمومِ في الرِّمالِ الْمُتَحَرِّكة
وأفْلِتَتْ عُنَيْزَةُ مِنْ أسْرِ ” دارة جلجل ” مُخَلِّفَةً امريءَ القيْسِ مَخْمورًا لَمْ يَحْزِمْ أمره
وَهَجَرَتْ جَليلَةُ كُلَيْبًا فَلَمْ تُسَرِّحْ شعْرَهُ ولَمْ تَبْغِ لَهُ ثأرا
وترَكَتْ خَوْلَةُ طَرفة أسيرَ خيالِه البدَوِيِّ وقد شَدَّتْهُ ” إلى خِبائها الْمُعَمَّدِ “
وأبْقَتْ عَبْلَة فارِسَ عَبْسٍ يُواصِلُ بَعْدَها تقبيلَ السُّيوفِ لأنَّها لَمَعَتْ كبارِقِ ثَغْرِها الْمُتَبَسِّمِ
وصاحَتْ نُعْمُ : وَيْحَكَ يا ابْنَ ربيعة .. ” لا تَنْظُرْ إلاّ نَحْوَ دارِنا “
وهَجَرَتْ ليلى ابنَ الْمُلوَّح وَقَدْ أخذتْ بِعَقْلِهِ النّار
وفَرَّتْ مَيَّةُ تارِكَةً رَبْعَها ” مَعْمورَا يَطوفُ بِهِ غيلان “
وَألْقَتْ وحيدُ مِزْمارَها السِّحْرِيَّ في حضنِ ابنِ الرّومي وَكَفَّتْ عَنِ الغناء
أمّا وَلاّدَة ، فَتَوَقَّفَتْ عَنْ ” مَنْحِ خَدِّها لِكُلِّ عاشِقٍ ” وَجاءتَ هِيَ أيْضًا .
في وَضَحِ النَّهار رأيتُ مَليحاتِ الْعَرَبِ أقْبَلْنَ سافِراتٍ
تَسْبِقُهُنَّ وَشْوَشَة ويتساءَلْنَ في هَمْسٍ :
فاطِمَة ! مَنْ تكون ؟
هذه التي ألْهَمَتْني سِرَّ الغِناء وأفقدَتْني حِكْمَةَ الإتِّزان .
من مجموعتي الشعرية الأولى ” في انتظار أن تأتي “-