مرحباﹰ بعيد الأضحى المبارك… عيد التضحية والفداء والسخاء…

تاريخ النشر: 31/10/12 | 2:08

قدمت أهلاﹰ ووطأت سهلاﹰ أيها العيد الكبير، كما يحلو للبعض منا أن يُسميّك، فأنت أيها الأضحى عيد كبير، بل وكبير جداﹰ، في معناك وفي مغزاك، فأنت رمز انكار الذات ورمز الفداء والتضحية والسخاء والكرم (والجود بالنفس أقصى غاية الجود) وهل هناك أعظم وأعزّ من أن يهّم شخص ما بتقديم ابنه، فلذة كبده قرباناﹰ لوجه الله تعالى، وبناءاﹰ على حلم رأى فيه أبونا إبراهيم الخليل أن الله يأمره بذبح ابنه إسماعيل، فيقول لابنه: إني أرى في المنام أنّي أذبحكَ، ليقول له ابنه طائعاﹰ: “يا أبتي افعل ما تُؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين” وكان ذبح إسماعيل قاب قوسين أو أدنى من الذبح لولا أن فداه الله بذبحٍ عظيم… أهناك أسمى وأعظم من هذا العمل؟!!

وعود على بدء، نعود لنرحب بعيدنا الكبير، ونقول له: أهلاﹰ بعيد الإنسانية عيد المحبة، عيد التضحية والفداء وإنكار الذات، عيد السخاء والوفاء وعيد التسامح والتآخي إن شاء الله.

أيها العيد المجيد، نحن بحاجة ماسّة، وفي هذه الأيام بالذات إلى تفهّم معانيك وجوهرك والسير على هدى ذكراك ومغزاك والاستفادة من عبرك… مرحباﹰ بك يا عيد، مرحبا بالتضحية التي اقترنت باسمك.

فعلينا أن نتسامح وننبذ العداء والخصام، وما أحوجنا إلى أن نبذل ونضحي ففي ذلك سعادة لنا جميعاﹰ، وعالمنا الرحب ومنطقتنا بالذات بحاجة ماسة إلى ألف إبراهيم وألف إسماعيل!! وأين أنتَ يا مَن وُجد العيد من أجلك ومن أجل ابنك إسماعيل، أين أنت يا أبانا إبراهيم الخليل؟! هل ترى أحفادك حيث الفرقة والبغضاء تنخر عظامهم، وتشيع العداوة ومن ثم سفك الدماء بين صفوفهم، فنحن في أمسّ الحاجة إليك يا أبانا إبراهيم… من أجل إسعادنا ومن أجل سلام حقيقي دائم وأبدي… ودعاء من الأعماق في هذه الأيام المباركة ليقف تقديم القرابين البشرية، فيكفينا ما قدمناه من قرابين، وأنتَ أيها العيد الكبير، عُد إلينا في العام القادم وقد تحققت أمنياتنا وأمانينا…. وكل عام وأنت ونحن والبشرية جمعاء بألف خير ومحبّبة ووئام وسلام حقيقي وليس مجرد كلام في كلام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة