عجز وضياع: القضيه الفلسطينيه الى اين؟!

تاريخ النشر: 01/11/12 | 6:26

اسمع ولا تدشَّع او اللي بيسمَّع بيدشَّع كما يقول المثل الفلسطيني وخذ لك القاب لتشبَّع وخُذ اخبارنا ياحمَّام وطير من فخامة الرئيس الى سيادة الوزير وهيصة زيارة الامير للوطن المنسي وهيعة الاستيطان في الوطن المشاع والمُباح والمستباح من الارض والبشر ومرورا بالحجر وحتى الشجر الذي يُحرق في وضح النهار دون سبب سوى انه شجر فلسطيني اب على جد قرر الغُزاه حرقه ودحر اثاره واثار وجود هذا الفلاح اللذي يصرخ ويستصرخ ويستنجد بقوانين وبأعراف تعرفها الدنيا ولا تعرفها اذا تعلق الامر بفلسطين والشعب الفلسطيني اينما كان واينما تواجد داخل وطنه وخارجه في مخيمات البؤس والكارثه الواقعه و المستمره منذ عقود من الزمن قاربت تجاوز القرن ونحن ما زلنا نلف وندور في دوامة بلا نهايه الى ان جاء من زاد الطين بله والكارثه تكريثا والمأساة مأساويه وزاد الاحتلال احتلالا والاستيطان استيطانا. .نقطة نظام.. لكزة نظام.. وخزة ضمير..اوسلو ومنظمة التحرير التي غابت و غُيبت في تفاصيل اوسلو وهي بالمناسبه تفاصيل تافهه وساقطه سياسيا ووطنيا ولم تُقدم اي شئ للشعب الفلسطيني سوى الصمت على الصمت وتخدير الشعب وتكميم افواهه وكتم صوته وخنق روحه النضاليه لتُتاح الفرصه وتخلو الساحه للإستيطان الصهيوني الزاحف نحو الارض الفلسطينيه والوجود الفلسطيني رقعه رقعه وشبر شبر من اعالي جبال الجليل وسهل مرج بن عامر وحتى كثبان رمال صحراءالنقب ومن جبال الخليل الى تلال وسهول الضفه وحتى القدس التي تبكي اسوارها اسوار الجائرين وصمت الفاسدين والعاجزين والمتكالبين على الوطن والشعب وهو الشعب نفسه الذي دحَّر في ثمانينات القرن الماضي روابط القرى العميله وهو الشعب نفسه اللذي فجَّر اعظم الانتفاضات والثورات على المحتلين واعوانهم منذ ثورة عام 1936 وحتى انتفاضة الحجاره عام 1987 وانتفاضة الاقصى عام 2000 وتاريخ طويل من محطات النضال الفلسطيني في داخل وخارج فلسطين التي تأن اليوم اكثر من اي وقت مضى تحت وطأة الاستيطان والاحتلال من جهه ووطأة عجز وفساد سلطة اوسلو من جهه ثانيه وبالتالي ماهو جاري في فلسطين قد تعدى وتجاوز كل الحدود والخطوط الحمراء الى حد يقرع فيه الاستيطان والمستوطنين ابواب المسجد الاقصى وابواب بيوت الفلسطينيين ليحلوا مكانهم ويلقوا بهم في اتون التشريد والضياع..اتون التشريد والضياع والفقر والعوز وقلة الحيله في ظل وجود الاحتلال ووجود سلطه عاجزه وفاسده الى حد الفضيحه التاريخيه والوطنيه.. يلهون الناس بالبيانات والراتب ودولة كارتون والتضليل المبرمج ويتيحون الفرصة الكامله للإحتلال للفتك بما امكن من فتات جغرافيا الوطن الفلسطيني..الوطن الفلسطيني بكل مقوماته التاريخيه والجغرافيه والديموغرافيه والاقتصاديه في مرمى الاحتلال والاحلال والاستيطان!!

الحديث عن القضيه الفلسطينيه لا يشمل حديث منقوص عن وطن مشوه جغرافيا وشعب مُفتت ديموغرافيا ومسلوب الحقوق والحريه اينما تواجد على جغرافية فلسطين وخارطة المهجر فحسب لابل يشمل شمولية الحاله كما هي مهما تجزأت او جُزأَّت قسريا كما هو حال الشعب الفلسطيني اليوم وطنا ومهجرا وداخلا وخارجا و”اوطان” ارقام سنين وتعاريف جغرافيه هدفت وتهدف الى تمزيق وتفتيت الهويه الفلسطينيه وفرض الغربه والتغريب على قطاعات ليس بالقليله من الشعب الفلسطيني التي تعاني اليوم من حالة غربه وطنيه وتاريخيه عن منبت وجذور القضيه والهويه الفلسطينيه وفي نفس الوقت هنالك قطاعات شعبيه فلسطينيه كبيره تعاني من الضياع واليأس وغياب الدعم والتوجيه وماهو موجود اليوم في ميدان الواقع الفلسطيني المُر هو ان الشعب الفلسطيني مفتت جغرافيا وسياسيا اكثر من اي زمن مضى في ظل غياب قياده تاريخيه مشتركه لقيادة هذا الشعب نحو شاطئ الامان لابل قيادته اولا الى شواطئ الوطن والوطنيه الفلسطينيه في ما يمكن تسميته بترميم القضيه الوطنيه الفلسطينيه بعد ان دمرتها سلطة اوسلو والانتهازيون والمؤسرلون والانظمه العربيه العميله التي طوقت وقزمَّت مقومات ومعطيات القضيه الفلسطينيه لتجعلها مجرد ملحَّق في ملفات الاحتلال الاسرائيلي ومجرد راتب يُدفع لقوات الحمايه والاسناد ” الفلسطينيه” اللتي تساند وتدعم وجود وبقاء وتوسع هذا الاحتلال جغرافيا وديموغرافيا على كامل فلسطين وليست الضفه الفلسطينيه فقط..سلطة اوسلو شجعت جشع الاحتلال والاستيطان ليس في الضفه وغزه والقدس فقط لابل في مناطق تواجد فلسطيني الداخل سواء في الجليل او المثلث او الساحل او النقب الذي يتعرض الى ابشع اشكال التهويد والتهجير والتوطين القسري….ما يجري في فلسطين هو حاله كارثيه ونكبه مستمره للوجود والوعي الفلسطيني والاستراتيجيه الصهيونيه الجديده التي تبلورت بوضوح في اعقاب اوسلو عام 1993 وحتى يومنا هذا وتتجلى في استراتيجية حصر الشعب الفلسطيني داخل فلسطين على اصغر رقعه جغرافيه ممكنه مقابل استيلاء المستوطنين والمستوطنات اليهوديه على اكبر رقع ومناطق جغرافيه في فلسطين وهذه الاستراتيجيه تشمل كامل مناطق وجغرافيا فلسطين التاريخيه بما فيها مناطق ما يسمى بالسلطه الفلسطينيه واتفاقية اوسلو بكل ملحقاتها!!

الاستراتيجيه الاسرائيليه المتمثله في حصر وحصار الشعب الفلسطيني جغرافيا وديموغرافيا جاريه منذ عام 1948 وحتى يومنا هذا, لكنها الان2012 بلغت ذروتها وحققت الكثير من اهدافها,. حيث حاصر ويحاصر الاستيطان اليهودي اليوم جميع مناطق التواجد الفلسطيني ولا يوجد اليوم اي منطقة تواجد فلسطيني غير محاصره ومطوقه بالمستوطنات اليهوديه سواء في مناطق الجليل او المثلث الشمالي والجنوبي او الساحل وما يسمى بالمدن المختلطه او منطقة النقب والامر نفسه ينطبق على الضفه الفلسطينيه والقدس والحديث عن تحرير قطاع غزه وما اليه هو حديث تضليلي لان غزه محاصره برا وجوا وبحرا وجغرافيا وديموغرافيا واقتصاديا…سلطة غزه تلهي الناس بزيارة امير “السيليه” وكسر الحصار وسلطة رام الله تلهيهُم بالراتب و بتقديم طلب “عضوية” الدوله المزعومه الى الامم المتحده… لاحظوا معنا هذه المفارقه التضليليه التي تمارسها سلطة اوسلو وهي ان سبق وحصلت منظمة التحرير الفلسطينيه عام 1974 على عضوية الامم المتحدة كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني والعضوية الكامله في هيئة الامم باستثناء حق التصويت وما زال هذا الامر ساري المفعول حتى اليوم وما تقوم به سلطة اوسلو اليوم هوإعادة طلب وتمثيليه تهدف الى تحقيق انجاز مزعوم لسلطه فاشله وعاجزه وفاسده والسؤال ماهي فائدة هذه الدوله الكارتونيه الدونكشوتيه في ظل الواقع الاستيطاني والسياسي التي فرضته سلطات الاحتلال الاسرائيلي في مناطق الضفه والقدس ناهيك عن الانقسام السياسي والجغرافي بين سلطة رام الله وسلطة غزه.. ابقوا معنا ولاحظوا هذه المفارقه[غيض من فيض مسلكية سلطه فنطَّزيه عاجزه] اللتي تتجلي في قرار مجلس الامن رقم 465 وبموافقة امريكا ايضا على هذا القرار الذي ينص ويُقر بإزالة جميع المستوطنات اليهوديه من المناطق المحتله عام 1967 واعتراف اكثر من 100 دوله بالدوله الفلسطينيه وعاصمتها القدس على حدود 67 ناهيك عن تأكيد الاعتراف الدولي عام 1988 بهذه الدوله الفلسطينيه والسؤال المطروح هنا: لماذا تعيد سلطة اوسلو خلط الاوراق وتطالب باقل بكثير من ما سبق ذكره؟…انجاز وهمي لسلطه عاجزه وفاسده..سلطة راتب…معادلة الراتب مقابل الوطن!..لاحظوا معنا ان الاستيطان والمستوطنات اليهوديه في الضفه والقدس تضاعفت عشرات الاضعاف منذ اوسلو عام 1993 وحتى يومنا هذا .. نشير في هذا الصدد ليس فقط لعدم قدرة وصعوبة وصول الفلسطينيون من غزه والضفه الى القدس و المسجد الاقصى لابل ايضا لمدينة الخليل وشارع الشهداء الرئيسي المغلق منذ فترة طويله بالاضافه الى الحرم الابراهيمي المقسم!..مثال بسيط حول العجز الفلسطيني…مثال وليس الحصر. ناهيك طبعا عن الحواجز وجدار الفصل العنصري والبطاله والفقر والعوز الذي يعيشه الشعب الفلسطيني خاصة في القدس والضفه وغزه ومخيمات المهجر.. الفقر حاله متفاوته نسبيا بين قطاعات الشعب الفلسطيني واماكن تواجده, لكنها حاله حاصله وموجوده وملموسه..الفقر والإفقار هو احد اشكال وادوات السيطره الاسرائيليه على الشعب الفلسطيني!؟

نحن هنا نسرد مفارقات ومحطات انحدار مقومات القضيه الفلسطينيه التي اخذت منحى خطير منذ تأسيس سلطة اوسلو 1993 ومرورا بتغيير وتدمير الميثاق الوطني الفلسطيني عام 1996 في غزه [وهو الميثاق الوطني اللذي وُضع عام 1968 كميثاق ومرجعيه قانونيه وتاريخيه للشعب الفلسطيني ولا يجوز العبث به او تعديله الا باجماع من الشعب الفلسطيني و بموافقة ثلثي المجلس الوطني وهذا لم يحصل في عام 1996] وتهميش دور منظمة التحرير وحتى يومنا هذا الذي بلغ فيه الضياع الفلسطيني ذروته واكثر..الرسن الفلسطيني بلا قياده والسفينه الفلسطينيه تتلاطمها الامواج في عرض البحار بلا ربان ولا بوصله!..ما يميز هذه الفتره من التاريخ الفلسطيني هو وجود بعض القيادات االمحليه او المناطقيه على مستوى مناطق التواجد الفلسطيني, لكن لايوجد قياده مشتركه لقيادة الشعب الفلسطيني وتحصيل حقوقه المشروعه على ارض وطنه السليب..نحن نلاحظ هنا ان التعبئه السياسيه المحليه والمناطقيه تسعى وتهدف الى تحقيق انجا زات ومكتسبات شخصيه وفصائليه وحزبيه على حساب الشعب الفلسطيني والسلطه الفلسطينيه بشقيها الغربي والشرقي مثال واضح على هذا الامر واعضاء الكنيست العرب هم مثال اخر لهذه الوضعيه , اذ ان وجودهم في الكنيست الاسرائيلي لم يقدم ولم يؤخر الا في مكتسبات ذاتيه وشخصيه لم تجلب لفلسطينيي الداخل اي شئ والعكس هو الصحيح وهو ان وجود هؤلاء الذين يطلقون على ذاتهم تسمية ” نواب” داخل برلمان اسرائيلي عنصري يقدمون خدمه ودعايه مجانيه بكون اسرائيل دوله ديموقراطيه وهي الدوله اللتي تمارس اشنع اشكال العنصريه بحق فلسطيني الداخل وتمارس استراتيجية السيطره نحوهم كما تمارسها في الضفه والقطاع..السيطره الجغرافيه والسيطره الديموغرافيه والسيطره الاقتصاديه و السياسيه والحضاريه والسيطره على مجال التربيه والتعليم بما يتعلق بفلسطينيي الداخل.. ما يتعلق بمخيمات المهجر في دول الجوار العربي فهي تعاني من فراغ سياسي ووضع اقتصادي وانساني مزري منذ اوسلو وحتى يومنا هذا…حالة ضياع تشمل كامل مكونات الشعب الفلسطيني!!

ما لايجب ان يغيب عن ذهن الشعب الفلسطيني هو ان اسرائيل تستعمل سلاح الاقتصاد وما يشبه شراء الذمم في تعاملها مع الشعب الفلسطيني ككل وخاصة الجزء الذي يعيش في مناطق فلسطين الداخل حيث يتم استعمال الوظائف والتوظيف وبعض الاستثمارات في القرى والمدن الفلسطينيه كأداه للتحييد والتغريب الوطني والحضاري الذي بدا يعاني منه قسم من مجتمع فلسطينيي الداخل وهو المجتمع الذي يعاني من العنف الداخلي ونسبه كبيره من الفقر والبطاله من جهه ويعاني قسم منه وخاصة شريحة الشباب من حالة التغريب الوطني والثقافي والاسرله الشبه قسريه من جهه ثانيه وبالتالي ماهو جاري في مناطق فلسطين الداخل هو حصر ابناء الداخل الفلسطيني بين التبعيه الاقتصاديه القسريه لاسرائيل وعدم التبعيه التي تعني انعدام فرص العمل والوظائف وذلك بالرغم من ان الامكانيات وفرص العمل التي تتيحها اسرائيل لهذا الجزء من الشعب الفلسطيني ليست كبيره واكثرها ينحصر في المجالس المحليه والمدارس وسلك التربيه والتعليم او كقوه عامله في المناطق اليهوديه مع اخذ بالحسبان الوظائف الاخرى المتاحه لمهن اخرى مثل الطب وغيره من مهن خارج مناطق سكن العرب..نجحت اسرائيل في تحييد وتغريب جزء من فلسطينيي الداخل عن هويتهم وقضيتهم الوطنيه لابل للمثال لا للحصر نجحت اسرائيل في توطين اكثر من نصف عرب النقب في نقاط توطين قسريه واستولت على اراضي هؤلاء العرب, لكن النتيجه تبدو مستغربه وهي ان الجيل الذي نشأ وترعرع في مناطق التوطين يدافع اليوم عن وجوده وعن هذه المشاريع التي هي بالاصل صهيونيه.. نصف عدد عرب النقب اليوم مُحيَّد ويعيش في نقاط التوطين والنصف الاخر يعيش في 45 قريه لا تعترف بها اسرائيل ويناضل سكان هذه القرى من اجل بقاءههم في قراهم.. المحيدون والمؤسرلون يتواجدون اليوم في جميع مناطق التواجد الفلسطيني في الداخل ناهيك عن ان تصويت العرب ومشاركتهم في الانتخابات البرلمانيه تعني شرعنة العنصريه الصهيونيه..ضياع وطني..اسرائيل سعت لهزيمة الفلسطيني معنويا ونفسيا وحضاريا ووطنيا بهدف صناعة وانتاج عربي خنوع وسلبي وغير مبالي بالقضايا الوطنيه وينظر للعالم من منظور حياته الشخصيه والاقتصاديه[ كُل واسكت وصَّيف وكَّيف الخ… الوطنيه ما بتطعمي خبز ؟؟] ولا يعنيه حال الوطن والشعب الفلسطيني لا من بعيد ولا من قريب..من هذه الاصناف والانواع والبضاعه الاسرائيليه يوجد اليوم عدد لا باس به من الفلسطينيون في الضفه الفلسطينيه والقدس ايضا وليست في مناطق فلسطيني الداخل فقط…واقع مُر لم يناقشه الفلسطينيون بعد ولم يطرحوا وسائل للتصدي له!…عجز وضياع وطني له جذوره واسبابه, لكن حقبة اوسلو ونهج اوسلو الفاسد والعاجز ساهم مساهمه فتاكه في زرع ثقافة الراتب والوظيفه واللا مبالاه.. كثيرا ما تسمع في فلسطين مقولة التبرير لحالة الانكماش والانكفاء الذاتي واللا مبالاه الوطنيه جاهزه وهي شووف وانظر ماذا تفعل السلطه والقياده الفلسطينيه وعلاقتها باسرائيل سواء الامنيه او الاقتصاديه؟؟

القضيه الفلسطينيه تعاني في الوقت الراهن من تراكمات سلبيه كثيره و من خلل تاريخي رهيب واهم مكامن هذا الخلل تكمن في غياب البرنامج الوطني الفلسطيني وبرنامج تحرري فعلي للنضال بكل اشكاله وغياب قياده وطنيه تقود العمل الوطني و تنقله من مرحلة الركود واليأس الى مرحلة الانتقال بالنضال الى ديناميكيه وطنيه وفعاليات تشمل كامل قطاعات وشرائح الشعب الفلسطيني.. نحن امام حاله واضحة المعالم وهي ان الجرافات والمستوطنات والسياسه الاسرائيليه ككل تستهدف وجود الفلسطيني اينما كان وتواجد ولا يوجد اليوم لا خطوط وهميه ولا خضراء ولا بيضاء ولا خطوط حمراء ايضا.. كامل الوطن والتواجد الفلسطيني اصبح مستهدف في ظل غياب شبه كامل لحراك فلسطيني مضاد للتوجهات الاسرائيليه من جهه وفي ظل غياب اي تحرك عربي اقليمي لانقاذ ما امكن انقاذه من القضيه الفلسطينيه من جهه ثانيه وبالتالي ما هو جاري اليوم هو تٍيه وضياع فلسطيني متعدد الاشكال والمعالم وعلى راس هذه المعالم هو وجود سلطه فلسطينيه عاجزه تنتظر حلول امريكيه وغربيه لاجدوى منها, حيث ينتظر الفلسطينيون منذ قرن من الزمان وَّهّم نتائج الانتخابات الرئاسيه الامريكيه.. انتظار يلحق بانتظار ورئيس امريكي يغادر واخر ياتي دون جدوى والعكس هو الصحيح وهو ان مرشحي الرئاسه الامريكيه يتسابقون دوما على تقديم المزيد من الدعم لاسرائيل على حساب القضيه الفلسطينيه…بالمناسبه وللمثال مشروع “تطوير” تهويد النقب والجليل يُمول من قبل امريكا ناهيك عن مشاريع تهويد القدس والضفه التي تمولها وتدعمها مؤسسات صهيونيه امريكيه؟؟

القضيه الفلسطينيه في الوقت الراهن ليست بخير ولا قريبه حتى من هذه الوضعيه والشعب الفلسطيني بكل مركباته وقطاعاته واماكن تواجده وطنا ومهجرا يعاني من ظروف صعبه وحالة ضياع وطنيه وسياسيه لابل ان الة الاستيطان الاسرائيليه تكثف بشكل مبرمج من دحر الوجود الفلسطيني وحصره في رقع جغرافيه وكانتونات محاصره تنقصها مقومات كثيره وخرائط هيكليه تاخذ بالحسبان التكاثر الطبيعي وغيره من ظروف ديموغرافيه..بامكان الفلسطيني مستقبلا التوسع والبناء فقط عاموديا…كانتونات وابراج سكن تحاصرها المستوطنات..استراتيجيه صهيونيه سائره ومستمره دون كابح او رادع…لاحظوا معنا تسمية الاحياء العربيه في مايسمى بالمدن”المختلطه” بال “جيتو”…هذه التسميه تستحق التأمل وهي جزء من استراتيجية حصار الفلسطيني جغرافيا وديموغرافيا واقتصاديا ووطنيا….كامل فلسطين التاريخيه وكامل اماكن ومناطق التواجد الفلسطيني في مرمى التهويد والاستيطان والمؤسف في الامر هو حالة الشلل والعجز والتيه السياسي الذي يعاني منها الشعب الفلسطيني..حالة عجز وضياع تحتاج الى علاج عاجل قبل فوات الاوان….حتى “الربيع العربي” لن يُزهر في فلسطين على المدى المنظور…. عجز وضياع: القضيه الفلسطينيه الى اين؟!

بقلم:د.شكري الهزيل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة